الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فتحاويو الضفة وحمساويو غزة - توازن ردع بين حماس وفتح

نشر بتاريخ: 03/10/2006 ( آخر تحديث: 03/10/2006 الساعة: 18:52 )
رام الله - معا - تقرير اخباري - بعيدا عن اسباب ما يحصل في غزة والضفة الغربية من اقتتال ، فانه وما ان أمطرت في غزة حتى رفعت اهل الضفة مظلاتهم ، وكان التحرك سريعا وحادا جدا من قبل حركة فتح وجناحها العسكري كتائب شهداء الاقصى ، والتي ردت على احداث غزة ، فقامت بالخروج الى الشوارع من جديد ووجهت ضربات ايحائية لحركة حماس ومؤسساتها ورموزها ، ابتداء من حرق مبنى مجلس الوزراء واغلاق وتدمير محتويات مؤسسات الحركة ، الى اطلاق النار على رموزها ومرافقي المسؤولين خاصة نائب رئيس الوزراء الحمساوي ناصر الدين الشاعر وصولا الى اختطاف قائد ومحاولة اختطاف رموز أخرى ، والتوعد بتصعيد الخطوات بشكل اعنف ، الامر الذي يظهر ان المجتمع الفلسطيني امام حالة من " توازن الردع " بين حماس وفتح ، فلسان حال فتح يقول اذا كانت حماس قوية في غزة ولها سطوة فاننا نملك ذلك في الضفة الغربية .

توازن الرعب والردع ، للفلسطيننين فيه قول وعلى سبيل السؤال : هل كل ما فعلته الكتائب ضد الاحتلال يمكن ان تطبقه فيما بينها هنا وهناك ؟ والسؤال الاخطر : هل حدة الصراع مع الاحتلال اسقطت ايضا على الصراعات الداخلية الفلسطينية ؟ سؤال اخر : هل الصراع بين حماس وفتح صراع لا يمكن حله بالحوار ؟

الاحتلال هو الحل ، يتندر بعض المهرجين ، ويتمنون - ساخرين - اجتياحا جديدا كما في المرات السابقة ليتوحد المتصارعون ضده ، وتستقيم بوصلة سلاحهم الى اسرائيل بعيدا عن صدورهم المشرعة للرصاص .

اذن ، قوة نفيذية حمساوية في غزة وكتائب الاقصى الفتحاوية في الضفة ، ولكن الضحايا هم من المدنيين الابرياء في الغالب .

مراسلنا في رام الله استفقد الاوضاع بالسؤال عن مستقبل هذا الردع المضاد وحصل على الاجابات التالية :
عبد الحكيم عوض الناطق باسم فتح في غزة قال أن الحركة لم تعط أوامرها وتعليماتها لعناصر الاجنحة العسكرية التابعة لها في غزة للرد على الأحداث أو النزول إلى الشارع، و أن ما جرى بالضفة كان فقط مجرد رد فعل على ما يجري بغزة.

واعتبر أن الحديث عن معادلة للقوة بيين الحركتين لا يقاس بهذا المقياس، قائلاً أن على الوفد المصري الذي يقوم بدور الوساطة ان يضع أسس واضحة تقوم على ضرورة ايمان كل الاطراف وأن الحوار هو الوسيلة الانجع للوصول للقواسم المشتركة، وأن تقتنع الحكومة أنه من المحظور اعطاء تعليمات باطلاق النار على مواطنيها الذين يحتجوا بطرق سلمية وليس تحت أي مظلة سياسية وان تحاورهم بدلاً علن ذلك.

ووصف ما جرى بأنه احداث مخجلة ومؤسفة ووصمة عار على جبين كل من دعمها وكل من أججها قائلاً : لا يجوز نقل التخاطب والاختلاف السياسي من الغرف إلى الشارع والتعبير عنه بالرصاص ، ولا يجوز استمرار مسلسل الهروب من الأزمة باتجاه انحراف الشارع بالأزمة .

وأردف قائلاً:" الحوار هو من يجمع الفلسطينيين على قواسم مشتركة بالتالي يبدو ان جسور الثقة مع الأطراف الأخرى تهمّشت أمام مسلسل التحريض ضد فتح ومسئوليها والرئيس محمود عباس وقد تجاوزت الخطوط الحمر .

وعلى الرغم من ذلك هناك شعور لدى فتح كونها المسئولة تاريخيا عن مستقبل الشعب يدفعها أن تكون في خندق الحوار مع كل الاطراف ولجم ما يحدث وقطع الطريق على الخطة التي تسد كل أفق للانفراج والتي لا تريد الوصول لحل".

د. اسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس من غزة : أعرب عن استغرب الحركة وتعجّبها الشديدين من انتقال الأزمة بهذا الشكل وبهذه الكيفية إلى الضفة الغربية .

واعتبر أنه لا مبرر للقول بأن انتقال الاحداث للضفة هو مجرد رد فعل فقط لا غير لما يحدث في غزة قائلاً لوكالة معا : " هذا الكلام غير مبرر وغير مقنع خاصة في ظل تصريحات لبعض رموز فتح ومنهم زياد أبو عين الذي أكد فيها على استهداف رموز وقيادات حركة حماس".

وعزا ما يحدث بالضفة إلى ما قال عنه " منهج مبرمج " يراد فيه استهداف السلطة والحركة ويراد منه تمرير المؤامرة التي تستهدف صمود الشعب الفلسطينيين وأن ينجح من وصفهم بالانقلابيين بتنفيذ انقلاب على السلطة الحاكمة.

وحول القول عن تعادل القوة بين حركتي فتح وحماس الأخيرة بغزة والأولى بالضفة الغربية قال : أنه في حال امتلكت أيا من الحركتين قوة معينة فعليهما توجيه قوتهما للاحتلال فقط، مؤكداً على أن حماس لا ولم ولن توجه قوتها إلى الشارع الفلسطيني وأن هذه القوة ليس لها مجال إلا إذا تصدت للاحتلال.

وأضاف قائلاً:" الدماء الفلسطينية محرمة ونحن ننطلق من حديث الرسول محمد "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" معتبراً ان ما جرى كان أحداثاُ مؤسفة تم فيها استخدام القوة وسقوط ضحايا في ظل حالة من الفلتان الأمني التي قادها ووقف خلفها بعض عناصر من الأجهزة الأمنية مما تطلب من وزارة الداخلية استخدام القوة التنفيذية لضبط النظام والأمن في الشارع.

وحول الوساطات قال أنه تجري لقاءات واجتماعات دائمة خاصة بين كافة الفصائل خاصة بين فتح وحماس، مطالباً حركة فتح بإصدار تعليماتها لضبط من وصفه ببعض عناصرها المتمردين.

وقال أن من واجب الحكومة والرئاسة البحث عن سبل مشتركة لتوفير لقمة العيش للشعب الفلسطيني وللتخفيف من معاناة الموظفين.

ابراهيم ابو نجمة قيادي في كتائب الاقصى في رام الله : " ان ما حصل في الضفة الغربية هو ردة فعل من المواطنين الفلسطينيين تضامنا مع اهلنا في غزة الذين هدرت دماؤهم من قبل عناصر القوة التنفيذية التابعة لسعيد صيام .

وكما كنا نتضامن مع اهلنا في غزة في مواجهة اعتداءات الاحتلال فاننا نتضامن معهم الان بعد ان تعرضوا للاعتداءات من قبل القوة التنفيذية " .

واعرب عن موقف الكئيب بأن القوة التنفيذية تمارس " الفتن والفساد وتعتدي على المواطنين والموظفين الذين يطالبون بحقوقهم ولقمة عيشهم " وهذا حق ديمقراطي لهم الا ان الحكومة صادرت هذا الحق وواجهتهم بالقتل والنار اما عندما كانت الديمقراطية لصالحها فقد مارستها ووافقت عليها وقت الانتخابات ونحن احترمنا ذلك الخيار الديموقراطي والان فاننا لن نسمح لاي احد ان يصادر الحق الديمقراطي فالاضراب والاعتصام هو حق ديمقراطي لكل مواطن او مجموعة ونحن ككتائب شهداء الاقصى وفتح سندافع بكل قوتنا عن المبادئ والقيم الديمقراطية .

وحمّل وزير الداخلية الفلسطينية المسؤولية عن الاحداث بالقول " اقول لسعيد صيام وقوته التنفيذيه عليهم توجيه اسلحتهم للاسرائيليين وليس لصدور المضربين عن العمل والمعتصمين من اجل لقمة عيشهم فهذا حق ديمراطي لهم "، موضحا "نحن حماة للديمقراطية ونقول اننا ككتائب اقصى وجدنا لحماية الفلسطينيين ومن يهدر دم الفلسطينيين سنهدر دمه من يكون .

وعن خطواتهم اللاحقة في الضفة الغربية قال "لدينا برنامج وخطوات سيتم اتخاذها ومنها اغلاق كافة مقرات ومؤسسات الحكومة بشكل رسمي وذلك كردة فعل ورسالة لحماس باننا لن نسمح لها بانتهاك الديمقراطية الفلسطينية ، لقد رضينا لثمانية شهور مضت ان ندفع الثمن من قوتنا وقوت ابنائنا دفاعا عن الحكومة في وجه الحصار الدولي وعليهم بدل ان يمارسوا برنامجا للقمع ان يكون لديهم برنامج لاخراج الشعب الفلسطيني من ازمته ". مؤكدا ان هذه الخطوات سيتم تنفيذها ضد الحكومة وحركة حماس " ما لم تقومان بحل القوة التنفيذية ".كما قال ابو نجمة .

وفي الختام يبدو ان الامر توازن ردع فعلا ، اضربني هناك واضربك هنا ... لعبة العض على الاصابع ومن يصرخ اولا يعتقد الجمهور انه يخسر .