السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

دراسة تكشف سبب زيادة أوزان تارِكي التدخين

نشر بتاريخ: 26/06/2011 ( آخر تحديث: 26/06/2011 الساعة: 22:24 )
بيت لحم- معا- اكتشفت دراسة أميركية مسارا عصبيا في الدماغ يمكن استهدافه علاجيا لمكافحة التدخين دون التسبب في زيادة الوزن الناجمة عن الإقلاع عن التدخين.

وبحسب معلومات تلقتها الجزيرة نت من معاهد الصحة القومية الأميركية الراعية للدراسة، فقد أماطت الدراسة الجديدة اللثام عن آلية دماغية يمكن استهدافها بعلاجات دوائية جديدة مصممة لمساعدة المدخنين في الإقلاع عن التدخين بدون اكتساب أوزان إضافية.

أجرى هذه الدراسة باحثون بجامعة ييل الأميركية، برعاية المعهد الوطني لمكافحة الإدمان (NIDA)، ونشرت حصيلتها بمجلة Science "العلوم".

ظهر من خلال الدراسة التي أجريت على فئران المختبر أن في الدماغ فئة فرعية من "مستقبلات" مركب النيكوتين (المادة الفعالة بالتبغ) تتسبب في تقليل استهلاك فئران الدراسة للطعام، الأمر الذي يفسر سبب زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين.

تثبيط اللذة

والمعلوم أن معظم العلاجات المساعدة في الإقلاع عن التدخين تقدم مركبا أو جزيئا كيميائيا يقيد مستقبلات النيكوتين (في الدماغ) المسؤولة وظيفيا عن حمله وإيصاله إلى مراكز الإثابة واللذة، مما يثبط متعة التدخين ويجعلها بلا جدوى، ويؤدي في المحصلة إلى الإقلاع عنه.

لكن تعطيل هذه الآلية يؤدي إلى زيادة استهلاك الطعام واكتساب أوزان إضافية.

وكانت أبحاث سابقة قد أظهرت أن متوسط زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين يقل عن 4.5 كيلوغرامات، لكن الخوف من زيادة الوزن يمكن أن يثني بعض الراغبين في التخلص من التدخين عن ذلك.

في هذه الدراسة، وجد الباحثون أن مركب السَيْتيزين (cytisine)، وهو عقار مماثل للنيكوتين، يُنشِّط بشكل خاص مستقبلات النيكوتين في منطقة الهيبوثَلمُس أو "تحت المهاد" (hypothalamus) بالدماغ، وهي مركز الشهية (الجوع والشبع). وهذا يؤدي بدوره لتنشيط دائرة عصبية بالدماغ خفضت استهلاك الطعام ودهون الجسم لدى الفئران التي أجريت عليها الدراسة.

كان هذا التأثير واضحا، نظرا لأن المركب المستخدم في الدراسة لمنع عقار السَيْتيزين من تقييد مستقبلاته بمنطقة تحت المهاد بالدماغ، قد اعترض وعطّل عملية خفض استهلاك الفئران للطعام.

ونظرا لانتشار تدخين التبغ، أصبح النيكوتين أحد أكثر العقاقير الإدمانية استخداما، والمسبب الرئيس لأمراض وإعاقات ووفيات، يمكن اتقاؤها.

فبحسب معلومات مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض (CDC)، يتسبب تدخين السجائر في أكثر من 440 ألف حالة وفاة، أي حالة واحدة من إجمالي كل خمس وفيات بالولايات المتحدة.

وبرغم أعباء التدخين الصحية الباهظة والموثقة، يلاقي كثير من المدخنين صعوبات كبيرة في الإقلاع عن التدخين.

تقول الدكتورة مارينا بيكشيوتو، الباحثة بجامعة ييل والمؤلف الأول لتقرير الدراسة المنشور، إن إجراء هذه الدراسة على حيوانات المختبر أتاح الفرصة للباحثين لاستكشاف آليات الدماغ التي يقوم النيكوتين من خلالها بخفض استهلاك الطعام.

خلص الباحثون إلى أن النيكوتين قد خفّض الأكل ودهون الجسم من خلال المستقبلات المسؤولة عن ما يسببه النيكوتين من صدود عن الطعام وانسحاب الرغبة، وليس من خلال تحقق الإثابة وتعزيز الشعور بالامتلاء.

في تعليق على نتائج الدراسة، ترى الدكتورة نورا فولكاو، مديرة معهد مكافحة الإدمان، أن هذه النتائج تشير إلى أن الأدوية التي تستهدف تحديدا هذا المسار في الدماغ يمكنها أن تخفف صعوبات الانسحاب من النيكوتين، ويمكنها أيضا خفض مخاطر الإفراط في الأكل خلال فترة الإقلاع عن التدخين.

وتضيف فولكاو أنه برغم أن هناك ما يبرر المزيد من البحث والتقصي حول هذا المسار وآلياته، فإن مركبا علاجيا انتقائيا بالنسبة لمستقبلات الدماغ التي يعمل عليها، سيكون أكثر فعالية من العلاجات الدوائية التي تعمل على أكثر من نوع واحد من أنواع مستقبلات النيكوتين في الدماغ.