الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاحتلال يستهدف مؤسسات المجتمع المدني ببرنامج ممنهج

نشر بتاريخ: 29/06/2011 ( آخر تحديث: 29/06/2011 الساعة: 17:40 )
بيت لحم- معا- تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف مقومات الشعب الفلسطيني من خلال التمثيل بمؤسساته المدنية وجمعياته الخيرية، حيث رصدت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان مزيدا من الانتهاكات الإسرائيلية بحق تلك المؤسسات التي تقدم الخدمات والمساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة فئات المجتمع الفلسطيني.

فيما بررت قوات الاحتلال هذه الانتهاكات بحجة أنها مؤسسات تابعة "لمنظمات معادية" حسب تعبيرها تهدد امن اسرائيل وتستهدف ووجودها، وتتشابه عمليات استهداف هذه الجمعيات من حيث أسلوب الاقتحام ومصادرة أجهزة الحاسوب وبعض الوثائق والأوراق والمعدات، وتنتهي غالباً بتدمير محتويات تلك المؤسسات ومصادرة محتوياتها وترك استدعاء لإداراتها لمراجعة مقرات الاحتلال، وقد يصدر قرار عسكري بإغلاق هذه الجمعية باعتبارها داعمة للإرهاب على حد وصفهم وزعمهم.

ومنذ بداية العام اقتحمت قوات الاحتلال أكثر من ثماني جمعيات ومؤسسات ومقرات للنواب وممثلي الشعب، الأمر الذي أدى إلى حرمان آلاف المواطنين من خدمات هذه الجمعيات، وفيما يلي ابرز هذه الانتهاكات :

بتاريخ 14/4/2011 أقدمت قوات الاحتلال على مصادرة جهاز تقوية راديو بيت لحم 2000 في مدينة الخليل بعد اقتحامها لمقره وتدمير العديد من محتوياته.

وفي القدس، فقد أقدمت قوات الاحتلال على اقتحام مسرح الحكواتي للتراث والفنون وأصدرت أمرا بإغلاقه ومنع إقامة أي احتفالات فيه وذلك بتاريخ 26/4/2011.

وبعد عدة أيام فقط وبتاريخ 22/5/2011 اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقر لجنة التراث المقدسية في حي واد الجوز وأصدرت أمرا بإغلاقه وذلك بأمر من المفتش العام للشرطة الإسرائيلية في المدينة.

وفي حي سلوان تركت قوات الاحتلال الإسرائيلي استدعاء لمدير مركز معلومات وادي الحلوة الأستاذ جواد صيام للمقابلة بعد أن اقتحمت المركز وعاثت فيه فسادا وذلك بتاريخ 26/5/2011.

أما في مدينة جنين فقد شنت قوات الاحتلال سلسلة اقتحامات بحق الجمعيات الفلسطينية وذلك بتاريخ 30/5/2011 عرف من هذه الجمعيات، جمعية البراءة للفتاة المسلمة اقتحموها واجروا تفتيشاً فيها وصادروا بعض محتوياتها كما وداهموا عدة محلات ومكاتب قريبة منها وأصدروا أمرا بإغلاقها أيضا.

كما داهمت قوات الاحتلال مكتب حزب الشعب الفلسطيني ومقر مكتب الإغاثة الإسلامية للأيتام، وإلى ذلك أقدمت قوات الاحتلال على الاعتداء على مكاتب عدد من نواب المجلس التشريعي في مدينة نابلس وفتشتها وعاثت فيها فسادا وصادرت بعض موجوداتها وممتلكاتها، وكما طالت هذه الانتهاكات سابقاً مؤسسات عاملة في مناطق 48 كإغلاق مقر الرابطة العربية للأسرى والمحررين في بلدة مجد الكروم سابقاً.

ومن جانبها، دانت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان على لسان باحثها ومحاميها أحمد طوباسي هذه الانتهاكات بحق المواطن الفلسطيني ومؤسساته والجمعيات التي تعني به وتعمل على تقديم الخدمات الطوعية والتربوية والتثقيفية له، وأضاف طوباسي "اننا ننظر بخطورة بالغة إلى استمرار الاحتلال بمثل هذه الخروقات بحق الإنسان الفلسطيني والمؤسسات والجمعيات التي وجدت للتسهيل عليه بكافة أشكالها، من اقتحام لمقراتها والعبث بمحتوياتها ومصادرة أجهزتها وموجوداتها في معظم الحالات وإصدار الأوامر بإغلاقها واعتقال عدد من القائمين عليها إلى غير ذلك من إجراءات".

كما ونوه إلى أن الاحتلال يعمد من وراء كل هذه الانتهاكات إلى محو الوجود الفلسطيني سيما في المدينة المقدسة والتي تتركز فيها هذه السياسات، والتي تعمل أيضا على طمس الهوية الفلسطينية فيها، حيث يشن الاحتلال حربا هوجاء على التراث والثقافة الفلسطينية بكافة الأساليب، كما ويستهدف الوجود الفلسطيني وتشبثه بأرضه من خلال استهداف ممنهج لكل ما يساعده على ذلك.

وطالب الباحث في مؤسسة التضامن الدولي، المجتمع الدولي والمنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان في العالم بالدفاع عن الشعب الفلسطيني ومؤسساته وجمعياته وكيانه وجوده وضمان الحماية له من آلة الفتك الإسرائيلية التي لم تبق على أيما عدوان إلا وجربته فيه.