الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الموت المفاجىءبين الرياضيين ..... ظاهرة تؤرق الجميع

نشر بتاريخ: 04/10/2006 ( آخر تحديث: 04/10/2006 الساعة: 19:40 )
بيت لحم - معا - سجلت بعض حالات الموت المفاجىء عند بعض اللاعبين العرب سواء الدوليين منهم او المحليين فقبل ايام توفي اللاعب الدولي المصري محمد عبد الوهاب لاعب المنتخب المصري لاعب النادي الاهلي وكذلك توفي هنا لاعب النادي العربي الارثذوكسي بيت جالا عمار مفيد وبعدها بأيام وتحديدا على ملعب الامة بالرام كاد احد اللاعبين ان يفقد حياته لولا تلقيه الاسعافات الاولية من احد زملائه الحاصلين على دورة في الاسعاف الاولى انه الموت المفاجىء فما هو هذا الغول الذي فقدنا من خلاله احبتنا والذين يمتعوننا بأداهم وفنهم العالي ومن هنا حرصت وكالة معا الاخبارية على القاء الضوء على هذا الموضوع واعدت هذا التقرير
**** تعريف حالة الوفاة الناتجة من التوقف المفاجئ للقلب ****
هي : الموت المفاجئ غير الناتج من الأذى الجسمي أو العنف بل نتيجة اعتلالات في القلب على أن يكون حدوث الوفاة بعد ساعة من بداية أعراض الاعتلال كان المتوفى خلالها في حالة صحية جيدة.

أما إذا كانت حالـة الوفاة مقرونة بممـارسة الرياضة فيكون التعريف هو أن يكون حدوث توقف القلب المؤدي إلى الوفاة في مدة أقصاها ساعة بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة خاصة الرياضة التنافسية التي تتطلب أقصى درجات الأداء والتميز.

ما مدى حدوث توقف القلب المفاجئ لدى الرياضيين؟
إن الإحصائيات الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية تدل على ندرة حدوث هذه الحالات بحيث رصدت 1 إلى 5 حالات بين مليون رياضي خاصة الشباب، وتقل عند الذين يكبرونهم من الرياضيين المحترفين.

تأقلم القلب الفسيولوجي للمجهود البدني
هذا التأقلم يعتمد إلى نوع المجهود البدني : ديناميكيا أو ساكناً.

أ- المجهود البدني الديناميكي (Dynamic Exercise)
هذا النوع من الرياضة يتطلب القيام به إلى أن يكون حجم العضلات كبيراً وهذا يؤدي إلى استهلاك أعلى من الأكسجين، بالأضافة إلى ذلك يكون حجم البطين الأيسر كبيراً، وكذلك حجم كتلة عضلة القلب وهذا النوع من الرياضة يتطلب أيضا ارتفاعاً في ضربات القلب وضغط الدم وكمية الدم الذي يضخه البطين الأيسر مع ازدياد سعتها عندما تكون في نهاية فترة استرخائها وأيضا زيادة في الاستهلاك الأقصى للأكسجين (VO2 max).

ب. المجهود البدني الساكن (Static Exercise)
هذا النوع من الرياضة يتطلب زيادة قليلة في الاستهلاك الأقصى للأكسجين وضربات القلب والنتاج القلبي (Cardic Output) دون أن يحدث أي تغيير في سعة البطين في نهاية فترة الاسترخاء مع حدوث تضخم لعضلة البطين الأيسر.

التضخم الفسيولوجي للقلب أو ما يسمى قلب الرياضي (Athlete Heart).

من الثابت أن أهم علامات التأقلم علي مزاولة المجهود المنتظم هو ما نراه في القلب والدورة الدموية بشكل عام. إذ يُحْدِثُ تضخما ملحوظا في عضلة القلب وهذا ما قد يخطئه طبيب الفريق فيعزو هذا التضخم إلى أسباب مرضيه، ذلك بأن هذا التضخم ينسب مباشرة لشدة المجهود البدني سواء أثناء التدريب والتعود على ممارسة نوع محدد من الرياضة ولكن هذا التضخم يظل فسيولوجيا وليس لأسباب مرضيه وعليه يبدأ في التلاشي مع التوقف من ممارسة الرياضة حتى يرجع القلب إلى حجمه الطبيعي.

و من المهم التمييز بين تضخم القلب الفسيولوجي والمرضي حتى لا يمنع الرياضي ذا القلب المتضخم من ممارسة الرياضة يحسبان أن التضخم لاسباب مرضيه.

الأسباب الشائعة لتوقف القلب المفاجئ ( أو الموت المفاجئ ) عند الرياضيين :
- اعتلال عضلة القلب التضخمي (Hypertrophic Cardiomyopathy):
إن التمييز بين هذا النوع من التضخم والتضخم الفسيولوجي وكما أوردنا سابقاً قد يكون صعباً ولكن يمكن تأكيد وجود اعتلال عضلة القلب التضخمي من خلال التقصي في التاريــخ الصحي للرياضي والكشف الطبي وتخطيط القلب (ECG) وتخطيط صدى القلب (Dimentional Echocardiography). مع التحليل بواسـطة جهاز دوبلر (Doppler).

إن أهمية التعرف على أعتلال عضلة القلب التضخمي يكمن في أن هذا النوع من الاعتلال وأكثر أسباب توقف القلب المفاجـىء إذ يسبب من 1 إلى 5 من حـالات توقف القلب المفاجىء بين الذين يمارسـون الرياضة التنافسية وقد يكون الموت المفاجىء هو الفرصة الأولى لاكتشاف وجود هذا النوع من الاعتلال في عضلة القلب.

إن الدراسـات في طبيعة اعتـلال عضلة القلب التضخمي اثبتت وجود عوامل جينية تتحكم في احداث الاعتلال حيث يكون هناك خلل في البروتينات القابضة لعضلة القلب ، ولعل سبب الوفاة هي أما بسبب انسداد ضخ الدم من البطين أو اضطراب النظم في ضربات القلــــب Arrhythmogenesis وتحدث الوفاة في أغلب الاحيان في فترة ما بعد الظهر أو الساعات الأولى من المساء وهما الفترتان اللتان يكثر فيهما ممارسة الرياضـة.

- تشوهات شرايين القلب: تسبب هذه التشوهات حدوث ما بين 12 على 14% من حالات التوقف المفاجىء للقلب وأكثر تشوهات شرايين القلب هي التشوه الذي يحدث عند مخرج شريان القلب الرئيسي الأيسر مما يتسبب في تدني تروية عضلة القلب أثناء القيــام بالمجهود البدني ولعل السبب في ذلك هو الضيق الذي يحدث للشريان.

- الارتجاج القلبي Commotion Cordis: الارتجاج القلبي من الأسباب النادرة الحدوث كمسبب لتوقف القلب المفاجىء عند الرياضيين في وقت يكون فيه تكوين القلب العضوي وخصائصـه سليمــة دون خلل أو عله.

وعادة ينتج الارتجاج القلبي من ضربة شديدة على الصدر في منطقة القلب تحدث بارتطام كرة أو مضرب بهذا الجزء من الصدر، على أن يكون توقيت الضربة أثناء فترة التناثر الكهربائي Depolarization للدورة القلبية، ويؤدي ذلك إلى اضطراب النظم في ضربات القلب ولربما صاحب ذلك اضطراب التروية التاجية أو الدورة الدمويــة بشـكل عـــام مجهودات الإنعاش القلبي السريعه والنشطة نادراً ما تنقذ حياة المصاب.

بعض الاسباب نادرة الحدوث؛ وتشمل اضطرابـات النظم فـي انقباض البطـين الايمن وتصلب شـرايين القلـب واستخـدام العقـاقير المنشـطـة وانفجــار الأبهر ومتلازمـة مارفـان (Marfan Syndrome) التهاب عضلة القلب وتشوهات صمامات القلب .

وأخيراً قد يحدث توقف القلب المفاجئ في أفراد ليس في قلوبهم أي دليل لوجود أي عله أو خلل.

*****تقصي أسباب توقف القلب المفاجىء وطرق الوقاية منه:*****
من الضروري أن يخضع أي رياضي للكشف الطبي بما في ذلك اختبارات مفصله للقلب والدورة الدموية، وذلك قبل انخراطه في التدريب أو الرياضه التنافسية.

وهنا يجب إضافة حقيقة مهمة، وهي أن الدراسـات الميدانية واسـعة النـطاق التي أجـريت على الرياضيين مـن الشباب التي شمـلت تخطيط القلب وتخطيط صدى القلب بالإضـافة إلى التـاريخ الطبي للريـاضي أثبتت سـلامة الجهاز الـدوري والقلب عند الغالبية العظمى من الشباب الرياضيين.

علماً بأن هذه الدراسـات كانت عاليـة التكاليـف. أما تلك الدراسات المماثلة التي أجريت على الرياضـيين الذيـن تلقوا تدريبا عاليــا فقد أظهرت علامات تدلل على أعتلال ناتج من التضخم الفسيولوجي للقلب الذي أشرنا له آنفاً.

العقبات التي تعترض الكشف عن أي عله في جهاز الدورة الدموية والقلب:
ضعف مقدرة الاختبارات التشخيصية الحالية للتنبـؤ بإمكانية حدوث التوقف المفاجىء للقلب.
وهناك كذلك الصعوبات الناتجة من ندرة حدوث توقف القلب المفاجئ، والتكاليف الباهظة لإجراء الاختبارات، حيث اتضح أنه يجب فحص 200.000 من الرياضيين الشباب لإثبات حالة واحده لديها عوامل الخطورة لحدوث توقف القلب المفاجىء.

ماذا لو أثبت الكشف والاختبارات الطبية وجود عله في القلب أو الدورة الدموية؟
الرد على هذا السؤال جاء في توصيات مؤتمر باتيسدا السادس والعشرين، الذي خلص إلى التوصية بالخطوات التي يجب اتباعها للوصول إلى قرار نهائي في انخراط اللاعب في الرياضة التنافسية أو استمراره فيها أو الإعفاء منها:
- إذا أثبتت التحاليل وجود اعتلال عضلة القلب التضخم Hypertrophic cardiomyopathy لا يسمح للاعب ممارسة أي رياضة تنافسية ولربما يسمح له بمزاولة التمارين الخفيفة.

إذا وجدت تشوهات في قلب الرياضي تعتمد التوصية بإمكانية مزاولة النشاط الرياضي على مدى قسوة هذه التشوهات فإن كانت خفيفة سمح للاعب مزاولة مختلف أنواع الرياضة مع الوضع في الحسبان أن انخراطه في رياضة عالية القسوة محفوفاً بالمخاطر على أن يعاد التقويم الطبي للاعب في فترات للوقوف على ديناميكية الدورة الدموية على احتمال تغيير شدة التشوهات في القلب.

إذا كانت هناك تشوهات في الشريان التاجي أو فروعه الرئيسية فيجب منع أي لاعب من مزاولة أي نشاط رياضي تنافسي. أما إذا عولجت هذه التشوهات بالجراحة فيمكن النظر في انخراط اللاعب في الرياضة إذا لم يثبت وجود أي قصور في تروية القلب بعد إجراء اختبار الجهد البدني.

أما إذا كان اللاعب يعاني من متلازمة مارفان فلا يسمح له بالمشاركة في أي ضرب من ضروب الرياضة التي تقتضي الاصطدام بأجسام أخرى أو الرياضة التي تتطلب الزيادة المفاجئة في نشاط الجهاز اللا إرادي وما يصاحب ذلك من زيادة مفاجئة لضغط الدم.

الخلاصـــة
إن الوقاية للتوقف المفاجىء للقلب ( الموت المفاجىء ) عند الرياضيين مازالت تنتظر كشف النقاب عن معلومات عن مدى الانتشار الحقيقي لهذه العلة في المجتمع وأسبابها، وبخاصة التشوهات الخلقية التي تصيب القلب ومدى انتشارها بين الأصحاء من رياضيين وغيرهم.

وفوق كل ذلك تحتاج إلى إيجاد وسائل طبية فعاله للكشف عن المخاطر التي تؤدي إلى حدوث توقف القلب المفاجئ قبل السماح للاعب بالانخراط في أي نوع من أنواع الرياضة.

في غياب تلك المعلومات الأساسـية المهمة تبقي الحاجة ماسة لتوفير وسائل الإنعاش القلبي السـريع والفـعال تحت أيـدي متخصصين للتدخل السـريع عند حدوث توقف القلب المفاجئ