الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

سيدي الأمل .....منتخبنا الوطني

نشر بتاريخ: 02/07/2011 ( آخر تحديث: 02/07/2011 الساعة: 15:53 )
بقلم : سبأ جرار

عادة ما تحضرني الرغبة في الكتابة نتيجة لحالة من الغضب أو الرفض لواقع ما ،أو قرار لا يتماشى مع المواطن بسيط الذي يصعب عليه فهم وإدراك الحدث , و إدراك الحكمة منه، إن كان هناك حكمة للأشياء في هذا الوطن مترامي المصالح بين أهواء المزاودات والتمنيات .............عموما حفاظا على ما تبقى، ندخل في صلب الموضوع ، الحالة التي دفعتني للكتابة كلها أمل ورجاء كلها عز وفخر بالأقدام السمراء التي ما كلَّت من تجوال في بقاع الأرض لترفع الراية، و تغني النشيد وتعزف حالة من الوحدة والمصالحة ،عجزت للآن كل البرامج السياسية والشعارات أن تحققها وتجعلها حقيقة ملموسة ، انه الشعور بالنشوة المبشرة بتحقيق وعد أن تكون فلسطين هي الحاضرة منذ أول ركلة للكرة في ملعب الشهيد فيصل الحسيني هذا اليوم الثالث من تموز ، لتقول للجماهير المتعطشة لمفهوم النصر: إننا قادرون على حمل الأمانة ، وسنصنع الفرح ليكون جزء من لملمة جراح الغضب والألم الذي يعتصرنا ونحن نلمح اكبر اللاعبين في السياسة والبرامج الوطنية، ورغم تاريخهم الحافل بالاستحقاقات عاجزون للآن عن تحقيق هدف بسيط وهو المصالحة ، مع أن لعبتهم لم تعتمد سوى على الركلات الحرة ،عموما لنعد لعشقنا المسموح في هذه الأيام منتخبنا الوطني والذي كما يطلق عليه المعظم وبجدارة "منتخبنا الفدائي ".

إن هذه الأرض عانت ولا زالت تعاني من الم وظلم وقهر وتشرد لأبنائها ... وأخرجت من بطنها كل ما يجعل لهذه الحياة معنى لاستمرارها، وهي تنتظر أبدا أن يحافظ أبناؤها على هذا الإرث المقدس من العطاء والرجاء بتحقيق الحلم المنشود ،واكتمال الأغنية التي مازال كل مولود يخرج لهذه الدنيا يشدوا أينما كان، في كل ثانية ومن كل حارة لملمة جراح الفلسطيني .

لا نريد أن نسبب الضغط على منتخبنا ولكن نقول لهم : انتم القادة الذي لا تفصلنا عنكم الأرقام الخاصة والحراسات المشددة والمواعيد الكاذبة ، انتم الذين استطعتم أن تعلموا الحب للوطن بمخاطبة أحلام الأطفال المتراكضين بين الأزقة التي يفوح منها رائحة "الزعيتمانة " ، و حواديث الكبار المتغنين بأمجاد منتخبنا الوطني منذ الثلاثينات من القرن الماضي في حيفا .

ننظر إليكم و الأرض من تحت أقدامكم تناديكم أن تعانقوا جذور زيتونها وعنبها ،وتقطعوا عهدا بحتمية الفوز ، فالفوز في فلسطين كسائر الأشياء يحمل دلالة خاصة تتجاوز نتيجة مباراة والصعود إلى الاستحقاق الآخر ، انه احد أدوات صنع الحياة وصياغة الحكاية ، لأننا أخيرا أدركنا أو امتلكنا الجرأة لان نعلن التمرد على الميراث المضلل الذي صاغه بعض المخمورين في هذه الأرض، وجعلونا نعيش كذبة العودة والتحرر باسلوبهم و مناهجهم ، لقد آن الأوان أن يصنع القادة الحقيقيون الحكاية المحبوكة بحبهم وانتمائهم ، وان يرددوا النشيد الوطني، ويحيوا العلم بصدق ووعي لما نستحق، ولما نمتلك منذ الأزل وللأزل ،

ستركلون الكرة، ونقف من حولكم نغني الحب ، وهويتنا على مدرجات لن تكون إلى بكم، ولن تُصنع الأمجاد، وتسطر الحكايات إلى من إصراركم ، ولأننا نؤمن بكم ونستعيد طفولتنا وشبابنا من العرق المتصبب من جباهكم السمر، نردد معا ننظر إلى عليان الفهد الأسمر، ليرسم املا جديد والى المتمرد العمور ليحاكي صمود وإصرار شبير والى كل ... محمد شبير ، خالد مهدي ، عمر جعرون ، حسام ابو صالح ، حسام وادي ، عاطف ابوبلال ، احمد كشكش ، مراد عليان ، روبيرتو بشارة ، خضر ابو حماد ، سليمان عبيد ومن سهوت عن اسمه لفظا، وتذكره فلسطين الأرض والشعب، أقول لكم جميعا :

.اصنعوا حكمة الغد ، الدالة على أن " في الاتحاد وطن وقضية"، وان "بالوحدة نقاء أمام الله وأمام الناس" و" باننا نؤدي الرسالة "، ونترفع عن كل حالات الغضب والاستحواذ التي قد تأخذنا في أحداث المباراة والتي قد تشتت من تركيزنا وتبعدنا عن تصميمنا .

عبروا عن حبكم للأرض بالسيطرة عليها، وعلى غضبكم واجعلوا لحن التواصل والتناغم في ألأدوار والمواقع أسلوبكم نحو تحقيق أمل الجمهور الزاحف أبدا للمدرجات بكل عزة وفرح ، فأنتم من القلائل الذين تمتلكون سلاح كلما أشهرتموه وقفت الدنيا لتحييكم ،وكلما استخدمتموه صاغة الإنسانية دعمها لحقوقنا، وكلما انتصرتم كتبتم فوق الشمس فلسطنيون وبدنا نبني هاي الدار ..........ألف تحية لمنتخبنا الوطني .