الفدائي في العيون
نشر بتاريخ: 03/07/2011 ( آخر تحديث: 03/07/2011 الساعة: 10:08 )
بقلم: خليل الرواشدة
يخوض الفدائي غمار التصفيات، التي جاءت في فترة متقاربة من سوء الحظ الذي رافق تأهل منتخبنا الاولمبي في لقاء البحرين الأخير، وأيضا وسط ردة الفعل التي نأمل بان لا تنعكس على الحضور الجماهيري بعد أن وصلنا القيمة للحراك الذي تشهده الساحة الفلسطينية، واستطاع منتخبنا الفدائي أن يعيد البسمة من جديد للشارع الفلسطيني بعد أن حقق انجازه الأول في لقاء الذهاب بفوزه على منتخب أفغانستان بهدفين نظيفين أعادته إلى القدس في لقاء الإياب الذي سيكون بداية الانطلاقة لمنافسة التصفيات.
إلى كل الجماهير، أبناء فلسطين، عشاق الفدائي، رسالتنا أن آزروا منتخب فلسطين، وليكن الحضور كما عودتمونا، لنقف خلف الفدائي، ونهتف فلسطين دائما، ولنرفع العلم الفلسطيني في ساحات وميادين البساط الأخضر. نحن على موعد آخر من الاستحقاقات لهذا الوطن، وكلنا ثقة وأمل بان نكون على الموعد ونساند الفدائي في رحلة الإياب، نحن بحاجة لان نتعلم ونتجنب ما حدث في لقاء الاولمبي، وان لا ننقسم على المدرجات، نتباهى بلاعب، أو نادي، أو نشجع ونتغنى كل على ليلاه، لنعيش ثلثي اللقاء في الأحاديث الجانبية، باهتين مفعمة أفواهنا، مغمضة أعيننا عن الحدث، نهتف بطريقة هي من أغرت عزيمة الاولمبي، وجعلت كينونة الخاص تدخل إلى عقولهم في لحظات فقدنا فيها المنافسة، فلنبتعد عن تشجيع فلان لأنه ابن نادي فلان، لنتعامل على أننا في القدس، ونهتف لفلسطين، ونزلزل أجواء اللقاء بدعم ومؤازرة منتخبنا بشكل حضاري جماعي يصل أذهان اللاعبين بأنهم لهدف الفوز الذي يعود للوطن وليس لقطات أنانية، أو التعنت للارتقاء بعقد احتراف يزج الجميع في زاوية مظلمة تضيع تعب وجهد الجميع.
ليقف الجميع خلف الفدائي، وفي ذهنه ومنظومة تشجيعه أننا في حراك رياضي، الهدف الأساسي من وراءه والذي يسعى رئاسة الاتحاد ومجلسه والرياضيين لزرعه في عقول الجميع، وإثباته على الأرض، وهو أن واقع فلسطين يجب أن يكون على خرائط العالم السياسية قبل الرياضية، وعلينا تسهيل هذه المهمة، وإدراك الدور الكبير الذي يقع على عاتقنا بوجودنا في مقدمة الدعم، لتكون فلسطين دولة من خلال وفود الحجيج الرياضي الذي توالى ويتواصل، والذي يعطي الضوء لينعكس على بوابة السياسة التي تعني النظام، بالاعتراف بحقنا في الحياة على هذه الأرض، ولا تغفل أعين الجميع بان حجيج الرياضة قبل أن يصل المستطيل يكون قد وصل ركائز وأعمدة الدولة ليظهر الصورة التي بدأت تأخذ وضعها الطبيعي بين الدول.
لعل أسمى معاني وجودنا لدعم الفدائي، الإشارة للعزيمة والإرادة، وأننا لا نكل ولا نقف عند خسارة مباراة، فنحن خسرنا الشهداء، وبيننا جرحى الإرادة والنصر، ويقبع خلف جدران الصهيونية من يحتاجون لمساندتهم والبحث عن حريتهم، ونحن من هذه البوابة التي أخذت حيز الجميع يدركه في زمن قياسي نتجه نحو بوصلة مشتركة الميادين للوصول إلى الأهداف التي هي وطنية والرياضة احد منابعها وركائزها.
نحن مدعون جمعيا لمساندة الفدائي ودعمه، والوقوف خلف أعمدة الرياضة وحراكها، والالتفاف حول القيادة، بالحضور إلى إستاد فيصل، وتشجيع منتخبنا هو واجب وطني قبل أن يكون رياضي، علينا جميعا أن نعيد حضور الأردن- تايلند – ايطاليا – البحرين، ونثبت بان محطتنا مستمرة ولن تقف عند عائق أو حديث شارع يمكن من عزيمتنا والتي هي مراد للمزاودين قبل أعداء هذا الوطن ومحتليه.