الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية والأمن الوطني يصدر نداء سياسيا ويناشد ( العقلاء ) الحكم على احداث غزة

نشر بتاريخ: 19/07/2005 ( آخر تحديث: 19/07/2005 الساعة: 19:36 )
معا - إصــدر المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية والأمن الوطني تحليــلا سيـاســيا تحت عنوان - ليحكم على ما يجري في غزه العقلاء والجماهير - جاء فيه
من خلال رصد ابرز الممارسات العملية والتصريحات الإعلامية الصادرة عن حركة حماس وكتائب القسّام مكتوبة وشفوية خلال الأيام القلائل الماضية، يمكن للمراقب والمسئول والمواطن وكل من يكتوي بقهر الاحتلال وممارساته ويرنو بحدقاته وينبض قلبه بأمل عارم لنيل العيش بأمن واستقرار وحرية انتظرها عقوداً من السنين العجاف-عبر جلاء الاحتلال وقطعان المستوطنين عن غزة هاشم-أن يستقرىء ما يجري بعين ثاقبة ويحكم ويحاكم بضميره الطاهر ونبضه الوطني على ما يجري لماذا؟ وما هو المطلوب؟ وأين المصلحة الوطنية مما يشاع؟ وما هو الغث من السمين، والطيب من الخبيث...
واليكم ابرز ما رصدناه في هذا السياق:-
أولاً: بتاريخ 8/7/2005 شن السيد محمود الزهار هجوماً إضافياً لما ألقاه من جعبته في الأيام السابقة ضد حركة فتح ولجنتها المركزية والسلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس المنتخب محمود عباس، واقل ما جاء به هو وصم لتاريخ فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية بالفساد الشامل، وأعلن عن سحب ثقته وحماس من السيد محمود عباس!! ليرد من جانب أخر الشيخ حسن يوسف ممثل حماس من رام الله بأن لا احد يمتلك الحق بسحب الثقة من الرئيس محمود عباس والتي منحت له من الشعب بانتخابات ديمقراطية مشهودة!!

ثانياً: أعلنت حركة حماس وعلى لسان زعيمها د. محمود الزهار وحديثي العهد من الناطقين باسمها سامي أبو زهري-ومشير المصري اللذان يمارسان الدور من واقع المناظرات الطلابية رفضهم القاطع لدعوة رئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع واللجنة المركزية لحركة فتح بالمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية التي دعي لتشكيلها لمواجهة استحقاقات المرحلة. وهذا من حقهم، ولكن لماذا برر هذا الرفض بهجوم إعلامي واسع على حركة فتح واتهامها بأنها تحاول زج حماس أو التعلق بها لإنقاذ نفسها من الاندثار الذي يداهمها نتيجة انفلاتها وفسادها وغير ذلك مما جاء بادعاءات بعضٌ من قادة حماس؟؟

ثالثاً: لا يكاد يخلو أي تصريح أو حديث للناطقين باسم حركة حماس وبعض قادتها من ادعاء الحديث باسم الشعب الفلسطيني والدفاع عن مصالحه في الداخل والخارج. والحديث باسم المقاومة الفلسطينية، فكيف نفسر موقفها أيضاً من إنكار هذا الحق المشروع والقانوني على السلطة الوطنية الفلسطينية، والرئيس المنتخب محمود عباس؟ لدرجة بات لا يفهم من منطق حماس وممارساتها سوى منطق "كل من ليس حماس أو معي فهو عدوي"! وإذا لم يكن ما نقول حقيقة، فلماذا لا تترك حماس السلطة الوطنية الفلسطينية تقوم بواجباتها وخاصة اتجاه تطبيق القانون والنظام وإعداد نفسها للانسحاب الإسرائيلي من غزه، وتراقب من موقع الحرص والمصلحة الوطنية تلك الجهود وتحاكمها من خلال صناديق الاقتراع في الانتخابات القادمة!!

رابعاً: بتاريخ 14/7/2005 شنت حركة حماس ومن خلال كتائب القسام هجمات صاروخية ضد بعض المواقع الاستيطانية قبيل وصول القيادة الفلسطينية للاجتماع بالفصائل في غزه، مدعية أن تلك الهجمات هي للثأر لما تعرضت له محافظتي طولكرم ونابلس واستشهاد عنصر

من الأمن الوطني في طولكرم وأخر من سرايا الجهاد في نابلس!! ومن باب أنها تدافع عن مصلحة الشعب الفلسطيني وتردع العدوان الصهيوني!!وكانت قد بررت موقفها من التهدئة

في حينه لكافة منتقديها وخصومها بأن موافقتها على التهدئة جاءت لقناعتها بأنها لمصلحة الشعب الفلسطيني ولإحراج شارون والحد من مبررات عدوانه فهل اكتشفت حماس أن الآخرين عاجزون عن الثأر لأنفسهم وقصرت هاماتهم النضالية لتسفه وجودهم وتاريخهم وتنتدب نفسها لهذه المهمة منفردة! أم أن الأمر لغاية في نفس حماس، وحق أريد به باطل!!

خامساً: على قاعدة الإجماع والتوافق الوطني الشامل ما بين السلطة الوطنية والفصائل وعلى أساس اتفاق القاهرة والصلاحيات والواجبات القانونية المخولة لوزير الداخلية والأمن الوطني والأجهزة الأمنية، فمن الواجب على أجهزة الأمن وعناصرها القيام بكل الجهود لتطبيق إجراءات النظام والأمن وفرض القانون وهيبة السلطة على الأرض وهذا مطلب الجميع دون استثناء، وبما في ذلك منع أية ذرائع يمكن للاحتلال استغلالها في ممارساته ضد الشعب الفلسطيني والتهرب من التزاماته وخاصة الانسحاب المقرر في 17/8/2005 من غزه؟ فهل أصبح هؤلاء المكلفين وجوباً وحسب منطق حماس أعداءُ وحراس للاحتلال لتنقلب ضدهم قذائف الآر-بي-جي والهاون. لتحرق مواقعهم-وتسرق سياراتهم والياتهم ويتهموا في شرفهم الوطني والعسكري؟!

سادساً: بتاريخ 16/7/2005 أعلن الأستاذ خالد مشعل بأن من ثوابت حركة حماس تحريم الدم الفلسطيني وطهارة السلاح الموجه للاحتلال فقط، ودعا لتحكيم العقل مطالباً بإقالة اللواء نصر يوسف وزير الداخلية والأمن الوطني-مردفاً حديثه "بأن له ملف قديم لا يريد فتحه"!!وقلة الرد هنا هو الرد وأثنى على ذلك قيادي أخر هو عزت الرشق مبرئين حركة حماس مما يجري جملة وتفصيلاً، ولم يسلم من تقريعها لا رئيس الحكومة احمد قريع ولا رئيس السلطة الوطنية محمود عباس بحجة أنهما لم يجبرا نصر يوسف على الاستقالة، بل انه لم يسلم من اتهامهما وتقريع المتحدثين باسم حركة حماس-سامي أبو زهري-ومشير المصري أيٌ ممن تعارض مع مواقف وادعاء حركة حماس حتى بلغ الحال بتسفيه الدور الذي قام به قادة الجهاد الإسلامي لرأب الصدع، ورفض التوقيع على بيان الإجماع الذي التقت عليه لجنة المتابعة الوطنية بشأن الالتزام بالتهدئة ووحدانية السلطة ووحدانية السلاح المشروع في الشارع وتطبيقات القانون الواجبة ورفض التوقيع على أي اتفاق مكتوب هو من ثوابت الوثيقة السرية لحركة حماس-فهل ما حصل ضد رجال الشرطة وإطلاق النار والقذائف عليهم وأخرها محاولة اغتيال الضابط رائد أبو حالوب أمام بيته في بيت لاهيا وإطلاق النار على مراكز الشرطة، وزرع العبوات في الشوارع وإشباع المواطنين بالضرب بالسلاح في خان يونس لمحاولتهم منع إطلاق الصواريخ من ساحات بيوتهم هو ما يقصده قادة حماس في شعاراتهم!! وهل هذه هي طهارة المقاومة ومفهوم حماس لمصالح الشعب الفلسطيني!! أم أن منطق ألزرقاوي القاضي بقتل الأبرياء مشروعٌ نحو الوصول للأعداء.

سابعاً: على مدار الأيام الثلاثة الماضية لا تكاد ساعة تخلو من تصريح إعلامي أو بيان رسمي لحركة حماس وكتائب القسام، يكذبون فيه أقوال مسئولي السلطة الوطنية ويتهجمون ويهددون من رغبت أنفسهم وخصوصاً ضد وزارة الداخلية والأمن الوطني- وزيراً وناطقاً إعلامياً وأجهزة أمنية؟ فهل صدقت حماس في بيانها الذي ادعته باسم كافة الفصائل وأجنحة المقاومة الداعي إلى إقالة وزير الداخلية والأمن الوطني؟ وهل صدقت حماس في أن المواجهات حاصلة مابين أفراد الشرطة والمواطنين؟ وهل صدقت حماس أن أطلاق الصواريخ والقذائف من ساحات المنازل ومن بين المواطنين الذين اثخنتهم الدبابات والطائرات الإسرائيلية بالرصاص والدمار والجراح هي لردع الاحتلال وخاصة في محافظات الضفة ودفاعاً عن مصلحة الشعب وإرغام الاحتلال على الانسحاب من غزه علماً أن
الجرارات والناقلات الإسرائيلية مختلفة الأحجام لم تتوقف ومنذ فترة عن تفريغ المستوطنات!! أننا لندعو كافة أصحاب الضمائر والأقلام الشريفة والأصوات الصادقة
لاستطلاع أراء هؤلاء المواطنين المغلوب على أمرهم والواقعين ما بين صواريخ حماس التي تسقط على بيتهم وممتلكاتهم واعتداءات أفراد حماس عليهم أيضاً وبين حميم الصواريخ والقذائف والردود الصهيونية الساقطة عليهم نتيجة ذلك، وندعوهم لمعرفة كم من الرسائل والشكاوي قام هؤلاء الأهالي ومخاتيرهم بإرسالها إلى وزير الداخلية والأمن الوطني لتخليصهم مما يجري لهم؟!

ثامناً: إذا ما علم الجميع أن حماس تبيح لنفسها تطبيق سلطة موازية إن لم يكن توجهاً للاستيلاء على السلطة الوطنية الحالية، وتستثمر في هذا الاتجاه كل وسائلها وامكاناتها وما استطاعت إليه سبيلا من وسائل ومؤسسات عامة/مساجد ومدارس وشوارع، لدرجة أنها لا تسمح لفصيل أخر بتعليق بيان أو نشره على لوحة مسجد تستولي عليه أو كتابة شعار على جدار في شارع تدعي انه تحت سيطرتها مثلما حصل في مخيم النصيرات مع أفراد من الجهاد الإسلامي وغيره من الممارسات المرصودة التي تمثل قمة التجاوز للقانون والأعراف الوطنية والقيم والأخلاق الإسلامية، وأخرها التعميم الداخلي لكتائب القسام بتاريخ 17/7/2005 والذي يدعو إلى مقاومة رجال الأمن ولو وصل الأمر لحد الشهادة باعتبارهم أعداء الله وتيمناً بموقعة حنين والحض على تحريض أأئمة المساجد لتحريض المواطنين لمواجهة الشرطة بالحجارة؟ فكيف نفهم وندرك وبأي لغة أو منطق موقف حماس القاضي بعدم أحقية وزير الداخلية ورجال الأمن القيام بواجبهم الرسمي وفقاً لتعليمات القيادة السياسية المنتخبة وتطبيق إجراءات النظام والقانون على الجميع؟ أم أن المطلوب هو تمرد هؤلاء على القانون وإظهار الرئيس المنتخب بالضعيف والفاقد للصلاحيات كما تروج الحكومة الإسرائيلية وأبواقها الإعلامية؟

تاسعاً: بعد كل ما ورد وإذا كانت حماس تدعي الحرص على المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وتنشد طهارة سلاح المقاومة وحرمة الدم الفلسطيني والمطالبة بتطبيق النظام والقانون ومعالجة الفوضى والانفلات الأمني وتؤمن بالتعددية السياسية ووحدانية السلطة والاحتكام إلى صناديق الاقتراع لنيل ثقة الجماهير والتعبير عن مصلحة المواطن وضمن حدود الصلاحيات، فماذا يعني كل ما نراه ونسمعه من أقوال وممارسات تؤلم كل وطني وشريف؟ وهل تقدم حماس لشعبنا الفلسطيني وخصوصاً المغلوب على أمرهم قهراً وفقراً في غزه ما من شأنه أن يثبت نيتها لإجبار شارون لتسريع انسحابه ساعة واحدة عن موعده المقرر والذي جابه ويجابه به غلاة اليمين الصهيوني والمستوطنين ويستقوي فيه بما يتاح له من فرص لسفك الدم الفلسطيني وحصد الأرواح الفلسطينية لتعزيز مصداقيته اتجاه الانسحاب وبطريقته وبعيداً عن التنسيق مع السلطة الوطنية إذا ما استطاع؟!!وهل نفهم من ممارسات حماس أنها الدرع الواقي لشعبنا من كارثة اجتياح دموي مدمر لقطاع غزه قبل الانسحاب؟ أم أن الحاصل يجسد منطقاً ولو بحسن النية يقضي بدعم موقف نتنياهو وغلاة اليمين والمستوطنين الرافضون للانسحاب بكل ثمن.


عاشراً: سؤال أخير هل حقاً يمكن لحماس ومهما حاولت وبمختلف الذرائع والادعاءات أن تقنع الناس بأنها لا تحاول تقليد تجربة حزب الله في لبنان والتقليد هنا صعب؟! ولا تريد فرض نفسها على الشعب والاستيلاء على السلطة من هذا الباب؟! نذكر إخواننا العقلاء جميعاً في حماس أن شعبنا الفلسطيني المرابط خبير بمن حمل ويحمل لواء حريته واستقلاله وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بأمانة واقتدار على مدار عقود دامية وحافلة بالتضحيات والبطولات بقي فيها الصوت والقرار الفلسطيني نقياً من كل نشاز وإذ نسجل جل احترامنا لكل قطرة دم وعرق نزفت من اجل فلسطين ننهي القول بأنه وإذا بدا من شعبنا هدوءاً اتجاه ما يحدث فلا يظن احد إذا ما رأى نيوب الليث بارزةً -أن الليث يبتسم وموعدنا الصبح -أو ليس الصبح بقريب؟