تربويون ومختصون يحذرون من مخاطر الإضراب على مسلكيات الطلبة
نشر بتاريخ: 06/10/2006 ( آخر تحديث: 06/10/2006 الساعة: 12:39 )
نابلس - سلفيت- معا - حذر تربويون ومختصون من الانعكاسات السلبية للإضراب الذي تشهده مدارس الوطن على مسلكيات الطلبة والآثار النفسية المترتبة على ذلك.
جاءت هذه التحذيرات خلال ورشة عمل بعنوان " أثر الإضراب على مستقبل الطلبة ودور المجتمع المحلي في الخروج من الأزمة" عقدها مركز جذور للثقافة والفنون في مقره بمدينة نابلس.
وشارك في ورشة العمل غسان ذوقان المدرس في كلية التربية وعلم النفس في جامعة النجاح الوطنية والباحث داعس أبو كشك مدير مدرسة الملك طلال والمربية رنا المصري الموجهة المهنية في مركز خليفة بن زايد.
وأوصى المشاركون بتشكيل لجنة للحث على توزيع الكتب المدرسية والتنسيق في ذلك مع مديرية التربية والتعليم، وتشكيل لجنة شعبية لمتابعة موضوع الإضراب وتشمل اللجنة ذوي الاختصاص، وأولياء الأمور وممثلي المؤسسات وفعاليات ونقابات مهنية من مهاماته تفعيل دور أولياء الأمور، والطلبة، ومؤسسات المجتمع المحلي.
واستعرضت مديرة المركز أروى صبحة انجازات المركز وخدماته التي قدمها للمرأة الفلسطينية، لتكون هذه الورشة جزء من مهمة المركز في رفع شأن المرأة وتثقيفها وتوعيتها.
ودعا الباحث ابو كشك في كلمته إلى توحيد كل الجهود للخلاص من الاحتلال وليس نزع مكتسبات فئوية وحزبية، والنظر للمصلحة الوطنية بعموميتها، فالدعوة للوحدة أصبحت حاجة ماسة.
ووصف أبو كشك الإضراب بأنه جزء من الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وهو حق مشروع لكن هذا الحق المطلبي كما يقول يجب وضع آلية له لان آثاره السلبية كانت شاملة وامتدت لأجزاء المجتمع. وأصبح لدى الطالب عقدة نفسية جراء الأحداث وما يحدث ويجري.
وأضاف :" التعليم مرتكز أساسي واستراتيجي لشعبنا ولا يستطيع إهمال الجانب التربوي التعليمي" مطالبا بعدم إسقاط السياسة على الطالب.
كما ناشد جميع النقابيين إلى إيجاد حل موحد ينقذ الطالب الفلسطيني من الضياع.
ونوه الباحث أبو كشك إلى أن بداية العام الدراسي تحدده الحكومة ولا يحدده فرد، وهو يوم عرس وطني ينتظره الطلبة والأهل خاصة طالب الصف الاول والتوجيهي بفارغ الصبر.
وأوضح أبو كشك أن درجة الإحباط لدى الطالب ارتفعت بعدما كان متلهفا لدخول المدرسة، وتولدت لدى الطلبة انعكاسات نفسية سلبية جديدة غير تلك التي تركها الاحتلال، وانتشرت ثقافة الفوضى في المجتمع الفلسطيني.
وناشد ابو كشك أولياء الأمور بالتحرك للحفاظ على مصلحة أبنائهم. وتوجيه مناشدات لمديريات التربية والتعليم، وزيارة المدارس التي تعمل بنظام الدوام الجزئي وتنظيم الاعتصامات والمطالبة بحق أبنائهم بالتعلم كما أكد على أهمية تجنيد الصحافة والإعلام في هذه القضية.
وفي ختام حديثه أشار إلى ضرورة تسليم المناهج الدراسية للطلبة حتى يتمكنوا من دراستها في بيوتهم على الأقل.
من جانبه طالب المختص التربوي غسان ذوقان بتشكيل لجنة شعبية لدعم حق التعليم حتى يتم تجنب الآثار السلبية للانقطاع عن الدراسة، وممارسة الضغوط على جميع الجهات المعنية.
وقال ذوقان أن اكبر جريمة تم ارتكابها بحق الأطفال هي الإضراب في اليوم الاول، حيث انعكس ذلك بشكل ملحوظ على طلاب الصف الاول الذين انقطعت فرحتهم وسرورهم بإغلاق المدارس.
وأضاف: "يذهب الطالب في اليوم الاول الى مدرسته للدراسة فيجدها مغلقة او لا يجد فيها مدرسين ما يسبب له صدمة، ويورثه آلاما على مدى الحياة، وحقد دفين تجاه من تسبب في خطف فرحته في اليوم الاول".
وأستدرك يقول :" في دول العالم من أراد أن يقوم بالإضراب يقوم بخطوات متدرجة عكس الذي يحصل عندنا من استخدام للخطوات النهائية.
وأسهب ذوقان بالحديث عن الانعكاسات النفسية للإضراب على الطلبة، فالمعلم فقد مكانته كقدوة في عيون التلاميذ، وبات الطالب ينظر للمعلم على انه إنسان طماع، يرفض أن يعلمهم لأنه يريد مالا، لتظهر العلاقة بين الطالب والمعلم على أنها علاقة مادية. كما بدأت دافعية الطلاب للتعليم تنخفض، مشيرا إلى انه سيواجه الأهل والمدرسين مشكلة إيجاد دافعية جديدة للتعليم لدى الطلبة. فيما تستمر آثار الانقطاع عن الدراسة لسنوات.
وأشار ذوقان الى أن التعليم عملية تراكمية بين ما اخذ في الصفوف السابقة والصف الحالي، فالطالب خلال فترة الإضراب نسي ما اخذ وسيواجه المعلمون مشكلة في تذكير الطلبة بما أخذوه.
واضاف ذوقان ان المعلمين سيعملون في ظروف ضاغطة لتعويض الطلبة ما فاتهم وسيضطرون إلى الإسراع في إعطاء المواد وتجاوز بعض الأمور المهمة وهذا ما سيؤثر على تحصيل الطالب, مشيرا إلى أن الطالب تعرض للإحباط جراء إغلاق المدارس، وتولد لدى الأطفال شعور بالتمرد على المعلم والأهل، وعدوانية أيضا، كما أن انخراط الطلبة بالعمل ولد لديهم الشعور بالاستقلالية، وفقد المال لدى الطالب قيمته التحفيزية.
ونتيجة ما حدث في المدارس كما يقول ذوقان من إطلاق للنار وأحداث شبيهة أدى لفقدان المدرسة لقدسيتها، وكمكان آمن للطلبة، وأصبحت تشكل مصدر خوف ونفور كما انخفضت قيمة المدرسة في عيون الطلبة.
وحذر ذوقان من الفساد الأخلاقي الذي سيلحق بالطلبة نتيجة وقت الفراغ إذا لم يراقبهم الأهل بشكل جيد ويتابعوا تصرفاتهم.
من جانبها تحدثت الموجهة رنا المصري عن أثر الإضراب على الأسرة حيث اعتبرت أن الإضراب اوجد فجوة في الأسرة ما بين الواقع والشعارات، فبعد أن هيأ الأهل أبناءهم للمدرسة واستغرقوا وقتا في التحضير لها فوجئ الأبناء بعدم وجود مدرسة منذ اليوم الاول، ما أوقعهم في صدمة وفقدوا الثقة والمصداقية بذويهم.
وأضافت ان بعض الأسر المقتدرة قامت بنقل أبنائها لمدارس خاصة مما ولد فجوة بين الجيران وسكان الحي، كما أن منهم من نقل أبناءه لمدارس بدوام جزئي.
وقالت المصري أنها شعرت بانعكاسات الإضراب منذ اليوم الاول له على أبنائها، ومخاوفها على مستقبلهم كأم حريصة على مصلحة أبنائها.
وأكدت المصري على أهمية دور الأسرة والأهل في الخروج من الوضع الحالي وكسر الحصار وتوجيه رسائل لمن يفرض الحصار على الشعب الفلسطيني، ومطالبة الرئاسة والحكومة بالتحرك، مشيرة الى أن الذين يتحركون في الساحة هم حزبيون بينما يغيب صوت أولياء الأمور وعدم مبالاة لديهم. وتساءلت عن دور مؤسسات المجتمع المحلي.
واستذكرت المصري الأوقات الصعبة التي كان يمر بها الشعب الفلسطيني ورغم ذلك لم ينس رسالة التعليم وحرصه عليها.