الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

شباب "الفيسبوك" فرع فلسطين ... الى الخلف دُر ؟!!!

نشر بتاريخ: 05/07/2011 ( آخر تحديث: 06/07/2011 الساعة: 10:38 )
بيت لحم- تقرير خاص بوكالة معا-هي شعلة ما ان توهجت حتى خبت وانطفأت.. انها حركة الشباب او شباب "الفيسبوك " فرع فلسطين الذين نظموا انفسهم ونذروا جهودهم لانهاء الانقسام الذي بقيت صفحاته مفتوحة ما ان اغلق الشباب صفحاتهم.

وبما ان العالم الافتراضي " الفيسوبك" لم يعد وسيلة اتصال مع الاخرين فحسب بل خيط امل وطريقه للاعتقاد انك لست وحدك . فان الحراك الشبابي في فلسطين تراجع وبدل ان يخطو الى الامام على غرار الحركات الشبابية في المحيط العربي وتوحيد الرؤية نحو تحقيق الهدف. تشتت الرسالة وضاع الهدف في معمعة الساسة المشتتين اصلا.

الاحزاب "الشاطرة " .. احتوت الحراك الشبابي؟

" اين ذهب الحراك الشبابي الفلسطيني"؟، هذا التساؤل جرى طرحه على اكثر من ناشط شبابي فلسطيني لمعرفة مصير هذا الحراك الشبابي الذي سعى لركب موجة الحراك الشبابي العربي الداعي للتغيير من خلال اعتماد طرق تعبير سلمية احتجاجا على الواقع القائم، لكن العديد من هؤلاء الناشطين الشباب قالوا في احاديث منفصلة لـ(معا)، " ان الاحزاب والفصائل كانت شاطرة من خلال نجاحها في احتواء مجموعات شبابية نشطت تحت يافطة الحراك الشبابي"، مؤكدين ان عملية الاحتواء تمت في وضح النهار من خلال زج قيادات وعناصر شبابية محسوبة على الفصائل والاحزاب في خاصرة المجموعات الشبابية التي تصف نفسها بانها مستقلة، وبدأت المجموعة الشبابية الحزبية تتحدث باسم الحراك الشبابي وحرف بوصلته باتجاه العدو المركزي للشعب الفلسطينية وقضيته الوطنية " الاحتلال"، الامر الذي ادى حسب رأي هؤلاء الى اذابة ما كان يوصف بالحرك الشبابي واستبدال اجندتهم " التي كانت تركز على القضايا الداخلية"، باجندة سياسية في مواجهة الاحتلال والمستوطنين.

وقال الناشط الشبابي، فادي قرعان انه بالاضافة الى احتواء الاحزاب للحراك الشبابي فان الحراك فشل في تحقيق اهدافه نتيجة للفوضى وغياب التنظيم."

واضاف ": فشلنا في تطوير مراحل التغيير وغياب التخطيط سهلت على كل الاطراف المعارضة لنا ان تعطل عملنا ...اصطدمنا عند اول اختبار وارتبكنا ونتجت فوضى جلعتنا نتراجع للخلف ".
|136284|
اما اشرف عكة،فقال " اعتقد ان السلطة الوطنية وحركة فتح نجحتا في خربطة الاوراق من خلال زج عناصر شبابية حزبية للعمل داخل المجموعات الشبابية المستقلة الامر الذي ادى مع مرور الوقت الى الاستثار بجزء كبير من نشاطات وفعاليات الحراك الشبابي المستقل"، معتبرا ان هذه التجربة اثبتت بانه لم يكن هناك حراك شبابي حقيقي نابع من احتياجات وقضايا وهموم الشباب الفلسطيني بقدر ما تعبير عن حالة تقليدية في البعض منها بما يجري في الحالة العربية.

واشار العكة الى ان هناك بعض المجموعات الشبابية تعرضت لضغوط كبيرة سيما مع بروز الحديث عن تلقي مجموعات شبابية تعليمات من جهات خارجية تدعم نشوء مثل ما يسمى بالحراك الشبابي ، الامر الذي ادى الى انعكاسات مباشرة على عمل تلك المجموعات وجعلها تتلاشى رويدا رويدا.

من جانبه قال الناشط الشبابي ، حازم ابو هلال، " التناقض الاساسي مع شعبنا هو الاحتلال وهذا امر واضح ولا يمكن باي شكل من الاشكال القفز عن هذه الحقيقة، رغم بعض المحاولات الشبابية التي حاولت ان تضغط باتجاه تقديم القضايا الداخلية على موضوع مواجهة الاحتلال وممارساته بحق شعبنا".

وقال ابو هلال " من الواضح ان الاحزاب والفصائل نجحت الى حد كبير في احتواء عمل المجموعات الشبابية وتمكنت من خلال عناصرها وقادتها الشبابيةمن تحويل هذا الجهد باتجاه التناقض الرئيسي " الاحتلال".

واشار الى ان الحراك الشبابي الان اتجه نحو المشاركة في فعاليات جماهيرية في قرى بلعين ونعلين والنبي صالح في اطار الحراك الشعبي السلمي في مقاومة الاحتلال بدلا من الانشغال في قضايا المصالحة بين حركتي فتح وحماس.

واضاف " هناك قضايا مهمة من وجهة نظر المجتمع يجب العمل من اجلها مثل قضية الاسرى والانخراط الواسع في تجنيد المتضامنين الدوليين لصالح قضيتنا واعادة الاعتبار لمثل هذا التوجه "، مشيرا الى ان مجموعة من الفعاليات الشعبية سوف يجري تنظيمها في هذا الاتجاه خلال الايام القليلة المقبلة.

وفي غزة ... قال الناشط الشباب ابراهيم الشطلي ان حركات الشباب لانهاء الانقسام تعرضت للقمع البارد و الساخن في الضفة الغربية و قطاع غزة و ان حالات القمع هذه حاولت ان تجهض الحراك الشبابي لانهاء الانقسام .

و اوضح الشطلي لمراسل معا في غزة ان قيادات التنظيمات الفلسطينية كانت تنظر بخطورة للتحرك الشبابي و حاولت احتواء الشباب و السيطرة عليهم مضيفا ان حلات القمع التي مورست في غزة من استدعاءات و قمع كان لها الاثر الكبير علي الشباب الفلسطيني اضافة الي التوقيع علي اتفاق المصالحة في القاهرة اشعر البعض انه انجز و ان العملية انتهت و بدات عملية النزول عن جبل احد و اعتقد البعض ان المصالحة حقيقة و ان الانقسام انتهى
و قال الشطلي بعد التوقيع علي المصالحة ادركنا ضرورة النزول للشارع و ان مسألة انهاء الانقسام غير حقيقة


و اشعرنا الجهات الامنية بغزة اننا نريد النزول للشارع في 5 حزيران فكان الرد بتاجيل الامر لان التاريخ يصادف الحراك الفلسطيني للنكبة فقررنا ان نحترم هذا الرأي و قررنا النزول للشارع يوم 20 حزيران و لم تنجح الفعالية بسبب الوجود الامني الكبير في غزة و انا استدعيت في هذا التاريخ و كان الكلام الموجه لنا في غزة انتم تقومون بالتوجة في هذه النشاطات فقط في غزة و ليس في الضفة .

و أوضح الشطلي ان هناك اسبابا اخري لدي المجموعات ذاتها لان الاهتمامات تغيرت فبدات المجموعات تفكر في استحقاق ايلول و قضية الاسري و غيرها من القضايا التي احتلت الالاف الصفحات علي الفيس بوك و اصبحت الصفحات الاساسية لانهاء الانقسام مهملة فابتعد الشباب عن الهدف الرئيس لهم .

كما ان جزءا من الشباب كان لديه اهتمام في موضوع الاعلام اكثر من الاهتمام بالانشطة و المشاركة في الفعاليات مؤكدا ان جزء كبير من الشباب قرر العودة لتنظيمه و اعتبر ان نشاطه في الحراك الشبابي لانهاء الانقسام سيعطيه مرتبه قيادية في التنظيم.

واكد الشطلي ان الشباب الفلسطيني لم يفقد البوصلة رغم ذلك و انه بحاجة الي ترتيب الصفوف داعيا الي انتظار الحراك الشبابي في تحرك جديد لانهاء الانقسام.

صيدم: القيادات تخوفت من الصندوق الاسود

اما الدكتور صبري صيدم, فقال لاشك ان الحراك الشبابي قد راوح مكانه ينتظر انطلاقا من عاملين: اتمام المصالحة التي اعتبر ان توقيع الاتفاق هو انجاز قد نسب له. استحقاق ايلول خاصة تصاعد الهجمة الاسرائيلية جعلت الشباب يحولون صفحات التواصل الى ممالك جعلت كل صاحب حملة يحوم في ممكلة خاصة مع غياب واضح للتنسيق فيما بينهم فتاهت الرسالة وتعددت الحملات المتشابهة وسيل من الدعوات متقاطعة من حيث الهدف والشكل جعلت الرسالة تضيع وتذهب ادراج الرياح.

كما ارجع مستشار الرئيس لتكنولوجيا المعلومات سبب اختفاء وتراجع الحراك الشبابي الفلسطيني الى تدخل الاحزاب التي لم تكن اصلا من الحراك بل تاثرت وبدات بالدخول لهذا العالم وبدا الساسة يقتحمون صفحاتهم الخاصة وبدا الكثير ينتسبون للمواقع لعدة اسباب اهمها البحث عن طبيعة الصفحات وتاثيرها السياسي.

لكن في عالم مفتوح السماء هي الحدود وتغيب عنه يد الرقيب لا يمكن كما يقول صيدم ان يتاثر اذا كان هناك تنظيم ووضوح للهدف وكانت الفكرة مشتتة وضائعة.

والاحزاب ايضا ارتبكت وبدل ان توجه رسالة الشباب عملت على اجهاضها. وكما يوضح صيدم المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي لم يتعلم الفلسطينيين من تجربة مصر وتونس نتيجة لتعدد العناوين ....الجميع عرف البداية ولكن لم يحدد طبيعة النهاية ".

كما ان القيادات السياسية تخوفت وتوجست من الجديد " الصندوق الاسود " الذي بدا يهز عروش قادة فحاولوا الدخول لهذا الصندوق مما اربك الشباب وارعبهم وفقا لصيدم.