الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

كتب المحرر السياسي :"معركة ايلول"..حتى لا نرضى من الغنيمة بالاياب ؟!

نشر بتاريخ: 07/07/2011 ( آخر تحديث: 09/07/2011 الساعة: 13:52 )
بيت لحم - معا -كتب ابراهيم ملحم- اذا اردت ان تعرف ماذا سيجري في ايلول، فعليك ان تعرف ما الذي سيجري في تموز ،وتحديدا في يومي الحادي عشر والسادس والعشرين من ذلك الشهر.

ففي الحادي عشر من تموز،تعقد اللجنة الرباعية الدولية التي تضم" الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة" اجتماعا لها في واشنطن في محاولة - باستثناء روسيا - لاعتراض الاندفاعة الفلسطينية لنيل الاعتراف الدولي بالدولة ، عبر اعادة احياء مبادرات وتقديم وعود بمفاوضات، اغلب الظن ان مدة صلاحيتها لن تتجاوز حواف ايلول ،بهدف قطع الطريق على وصول "التسونامي" الفلسطيني الى ذلك الشهر بعد ان اعلنت الولايات المتحدة واسرائيل تصديهما له،وهو استحقاق هرمت الدبلوماسية الفلسطينية من اجل الوصول اليه بعد تطواف في اصقاع الارض.

اما السادس والعشرون من نفس الشهر فهو الموعد الاخير المضروب لتقديم الطلب الفلسطيني الى الامم المتحدة خلال اجتماع خاص لمجلس الامن ،كي يناقش في الجلسة التي ستعقد يوم الثلاثاء الثالثة من شهر ايلول، وفي حال تجاوزنا ذلك التاريخ يكون القطار قد فاتنا وفقدنا حقنا في تقديم الطلب للمناقشه في جلسة ايلول
.

اذن .. هما موعدان هامان على مسافة ايام يحملان وزر مرحلة تاريخية مفصلية هامة في تاريخ النضال الفلسطيني تسجل الى جانب تواريخ مفصلية اخرى منذ بدء الصراع وحتى الان.

في المشهد المرئي يجهد العقل السياسي المركزي الفلسطيني في توفير كل متطلبات الذهاب الى ايلول ، وحشد الدعم محليا وعربيا ودوليا ، رغم كل التهديدات والهواجس والتحسبات، لادراكه العالي لاهمية ذلك الاستحقاق حتى ببعده الرمزي .

بيد ان هذا العقل يتعرض لنيران صديقة لثنيه عن تلك الخطوة عبرالتحذير من مخاطرها وتداعياتها على الحالة الفلسطينية، والتشكيك في اهميتها وجدواها فالنظام العربي من الضعف بمكان ما يجعلة اكثر خضوعا واستجابة لاي ضغط امريكي، فيما ثورات الشعوب تطالب براس ذلك النظام ، واخرى اسرائيلية وامريكية محمولة على تهديدات تحذر من الاقدام عليها تحت طائلة عقوبات مالية لا تشكل الازمة الحالية سوى راس جبل الجليد منها.

بين نارين، يقف العقل السياسي الفلسطيني ،يتجاذبه الوعد والوعيد ، بالذهب، والسيف، وعد في الحادي عشر من ايلول بالدخول بمفاوضات على اساس المبادرة الفرنسية التي قبلها الفلسطينيون ورفضتها اسرائيل،ووعيد بالويل والثبور وعظام الامور من نتائج الذهاب الى ايلول.

وبين هاتين النارين تتبدى علامات الارتباك والكلمات المتقاطعة في تصريحات ومواقف من يفترض انهم في المطبخ السياسي لمعركة ايلول .

ففي حين يبدي رئيس اللجنة القيادية المكلفة بالاعداد لمعركة ايلول ياسر عبد ربة اصرارا جسورا على بلوغ الهدف بصرف النظر عن العودة للمفاوضات من عدمها باعتبار ان تلك الخطوة تخدم المفاوضات ولا تعطلها ،وباعتبارهاايضا اجراء سلميا لا عملا حربيا، وخطوة تنسجم والقرارات والمواثيق الدولية ، فان السيد نمر حماد مستشار الرئيس يرى بامكانية التراجع عن تلك خطوة اذا ما وافقت اسرائيل على المبادرة الفرنسية ، بينما لا يرى رئيس الوزراء د. سلام فياض فائدة من تلك الخطوة حتى لو حصدت اعترافا دوليا وفيرا طالما ان اسرائيل لم تعترف بها .

موقف رئيس اللجنة القيادية مدعوما من اللجنتين التنفيذية للمنظمة والمركزية لحركة فتح يحمل درجة عالية من صواب الراي اذ يتحسب من نكث وعود تموز التي قد تكون مجرد خدعة لفرملة اندفاعة ايلول ونعود بعدها الى التيه من جديد بعد ان يكون قطار ايلول قد غادر .

امس حسم ابو مازن الجدل باعلانه المضي قدما الى خيار ايلول متسلحا بدعم دولي وفير قد يصل الى 126 دولة مع بلوغ ذلك الشهر ومدعوما بشعب لا يخضع للذهب ولا للسيف لا تخدعه الوعود ولا يرهبه الوعيد .

صحيح ان لجسارة الذهاب اكلافها وتداعياتها كما يرى المجتهدون بتجنبها،بيد ان الغياب لن يقل عنها اكلافا وتداعيات ان لم تكن اكثر....فانما هي احدى الحسنيين اما النصر في الامم المتحدة بنيل الاعتراف بالدولة ، في معركة بالدبلوماسية الحية داخل اروقة الهيئة الدولية ،واما النصر ايضا بكشف المعادين لحقوق الشعوب بالكرامة والحرية والانعتاق،ووضعهم مع جيوش الظلام في صقيع العزلة الدولية ... مشهد سيكون مكتظا بالمعاني والدلالات التاريخية فلا تفوتوا علينا مشاهدته.