الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال لقاء مع "مانديلا": الاسير دقة يدعو الى احياء شعار"أسرى الحرب"

نشر بتاريخ: 06/07/2011 ( آخر تحديث: 06/07/2011 الساعة: 15:44 )
رام الله- معا -دعا الاسير وليد نمر دقة من باقة الغربية أحد عمداء الاسرى وقادة الحركة الاسيرة الى احياء شعار " اسرى الحرب" وفرضه على اسرائيل وربط اي مفاوضات او حوارات قادمة باعتراف رسمي اسرائيلي بكل الاسرى الفلسطينيين والعرب دون استثناء او تمييز كأسرى حرب وفق اتفاقية جنيف الدولية الرابعة باعتباره مدخلا لفرض تحريرهم وكسر المعايير والاشتراطات الظالمة والمجحفة التي حرمت مئات الاسرى من حقهم المشروع في التحرر.

وخلال زيارة المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا لرعاية شؤون الاسرى والمعتقلين لدقة المعتقل منذ 26/3/1986 والذي يعتبر من عمداء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين له في سجن جلبوع، قال في مواجهة ظروف الاعتقال القاسية واللاانسانية وبهدف حفاظهم على ذاتهم وهويتهم النضالية وكرامتهم كبشر خاض الاسرى نضالات مريرة وطويلة وقدموا تضحيات غالية وعايشوا تجارب متنوعة ومنذ البداية راود الاسرى طموح وتطلع للاعتراف بهم كاسرى حرب ومقاتلي حرية، وبقي هذا هدفا مؤجلا بحكم لعوامل عدة اهمها قضية شعبنا وعدم اعتراف اسرائيل بحقه في الوجود ولا بممثليه في م.ت.ف بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والتسليم بعدالة قضيته، وبالتالي بمشروعية أعمال الاسرى ولهذا وهروبا من هذا الاستحقاق اوجدت اسرائيل اصطلاحا جديدا تعامل بموجبه الاسير على أنه مخرب ليحرم من الحقوق التي تمنحها للاسرى الجنائيين وتفرض عليه اجراءات عقابية رادعة ولا تضطر للاعتراف به كاسير حرب، واستندت بذلك على تشريعات خاصة للمحاكم وقوانين الطوارىء وما يسمح من الاحكام الاردنية وغيرها، واعتبرت الاسير داخل السجن دون حقوقه سوى ما يقرره مدير السجن وهيئة مديرية السجون.

الواقع والتحدي:
دقة من مواليد عام 1961 ، ورفضت اسرائيل الافراج عنه في كافة صفقات التبادل والافراجات عنه كافة صفقات التبادل والافراجات كونه من فلسطيني الداخل ، واضاف ، الاسرى بفعل احتكامهم لهذا الواقع ووعييهم لاهدافه، صاغوا رؤيتهم وحللوا اساليب نضالهم وعلى ماذ يجب أن ترتكز بحيث حددت فترة الاسرى في السجون بأزمتين كل واحدة متربطة بالاخرى، وحل الاولى يفتح الباب ويهيء الظروف لحل الاخرى هي ازمة التكيف والتي تريد تحسين ظروف الاعتقال وشروط الحياة ونقلها لمستوى حياة انسانية وتحصيل الانجازات عبر نضال سلمي وجماعي منظم ومحدد الاهداف في الاطار المطلبي ... وهذه الازمة وحلها مرتبط بالاسرى بالدرجة الاولى وبدرجة تنظيمهم وقدرتهم على فرض نضال عام وشامل، وبالفعل شهدت السجون اضرابات شهيرة عن الطعام عادت على الاسرى بانجازات عظيمة ونقلت السجون خطوة كبيرة للامام لتصل الى ما وصلت اليه اليوم، والازمة الاخيرة هي أزمة الاعتقال والحرية على اعتبار حل الازمة الاول سيدفع مطلب الاعتراف بالاسرى كاسرب حرب الى المقدمة من حيث ترتيب الاهداف، وحل هذه الازمة مرتبط اولا واخيرا بمدى التقدم بمسيرة شعبنا النضالية وقدرته على فرض مطالبة واكساب قضيته مشروعية قانونية ودولية بحيث يغدو هذا المطلب واقعيا وقابلا للانجاز.

الخيارات الاخرى:
دقة الذي تجرع كل صنوف المعاناة والاستهداف بالعزل والعقاب والتنقل بين السجون وحرمانه من الحرية، ومن وحي تجربته الطويلة استدرك يقول لدقماق، منطقيا كان من المفترض ان تنهي عملية السلام ظاهرة الاسر، وبما ان هذا لم يحدث، وتبين مبكرا جدا انه لن يحدث، فإن من المنطلق جدا أن يطرح الاسرى مطلبهم بالاعتراف بهم كاسرى حرب في ذلك الظرف بالذات لانه الانسب تقل وتتركز بفئة مجربة وصغيرة ومركزة في سجون محدودة واسرائيل اعترفت بـ م.ت.ف بحق الشعب الفلسطسيني في اقامة دولته المستقلة بغض النظر عن اشكالية هذا الاعتراف. فما الذي حدث؟؟؟ ويجيب ، ما حدث انه في هذه المرحلة بالذات غاب عن شعار اسرى الحرب، وحل محله شعار الحرية او الموت بحيث خاض الاسرى عدة اضرابات سياسية عن الطعام كان هدفها المشروع اطلاق سراحهم دون قيد او شرط.

ورأى دقة انه في هذا الشعار بالذات كمن الخطأ القاتل بحيث قفز الاسرى عن مقدسة الحرية وشرطها الاساس وهو اعتراف اسرئيل بهم كاسرى حرب وبالتالي تمهيد الطريق لاطلاق سراحهم بصورة مشرفة بعد ان يكون الاسرى قد استعادوا بعض ما حرموا منه معنويا واسقطوا تهمة مخرب عنهم واعادوا الاعتبار لكرامتهم وللتضحيات التي بذلوها.

واضاف ، وبدل ذلك رصدوا إذلال الافراجات ، التي تمت بصورة عنصرية وبحقد لا يرحم ، وقسمت الاسرى الى فئات وصورت أن هناك من تشمله الافراجات وهناك من سيبقى حتى النهاية مثل من قتل او اعتدي على اسرائيليين واسرى فلسطينيين 48 واسرى القدس ، مما يعني أن اسرائيل كانت لا تزال تتعامل على اساس صفقة المخرب وهذه تهمة يجب ان يعاقب عليها حاملها ولا تكفر له عملية السلام ولا غيرها . وقضية الاسرى لا تعدو بذلك عن كونها ورقة ابتزاز على ورقة طاولة المفاوضات دون ان تنتقل في أي مرحلة من مراحل التفاوض لكونها قضية وطنية ومبدئية يجب حلها حلا عادلا ومشرفا وهكذا تدحرجت قضية الاسرى في اروقة المفاوضات السرية والعلنية وبهذه الصفة والمعايير.

أسرى حرب:
دقة الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد ورغم سنوات المعاناة الطويلة التي فقد فيها والده بينما نالت الامراض من والدته التي اصبحت عاجزة عن زيارته لا زال يتمتع بمعنويات عالية ويمتلك رؤية عليمة ووطنية يكرسها في خدمة قضية شعبه والاسرى في مقدمتها لذلك ومن خلال اسرى حرب يرتكز اساسا على عدم التجارة بقضية الاسرى واطالق شعارات غير عليمة وعملية للاستهلاك الاعلامي، وقال شعار تدويل قضية الاسرى جميل ولكنه غير مفيد في حال تم ربطه بقيادة سياسية ، لذلك المطلوب آليات تفرض على اسرائيل الاعتراف بنا كاسرى حرب وفي حال ابرام اي اتفاقية تضمينها نصوصا واضحة باطلاق سراح الاسرى بمعايير واليات واضحة ملزمة وفي هذا السياق يؤكد اهمية توسيع تلك المعركة على الصعيد الدولي للحصول على اعتراف عالمي بنا كأسرى حرب ، واشتراط ذلك بالمفاوضات السياسية كشرط مسبق لاي عملية ، والسلطة الوطنية مطالبة بالالتزام بذلك والاستناد للنصوص الواضحة في اتفاقية جنيث الثالثة والمطالبة بنا كأسرى حرب.

البعد الشعبي:
وشدد دقة على ضرورة احياء البعد الشعبي في تفعيل قضية الاسرى عبر برامج مستمرة وفاعلة الا تقتصر على المناسبات ويجب التوقف امام فعاليات احياء ذكرى يوم الاسير كشيء مضى وانتهى والتأكيد ان الاسرى ذكرى قائمة ومستمرة ، فهم في السجن ليس بفعل تسونامي ككارثة طبيعية وليس قدرا ، ولم يتم اشتراط قضيتهم وفق اتفاقية جنيث الثالثة ، لذلك المطلوب اخراج القضية من دائرة الذكرى والاحتفال والكرنفالية ومن دائرة التمنيات الى دائرة العمل ، وغدا سيروح شاليط ماذا بعد هذه الخطة.

قراءة الوضع الراهن:
وفي قرائته للوضع الراهن خاصة عقب اندلاع انتفاضة الاقصى قال: خلال الانتفاضة بلغ القمع الاسرائيلي الاسرائيلي ذروته، فيما عرف بحملة السور الواقي وتضاعف عدد الاسرى كما ونوعا، وشملت الاعتقالات قادة ميدانيين وسياسيين ومقاتلين ومدنيين وأعضاء في أجهزة الامن الفلسطيني، ليعود من جديد للحياة شعار أسرى الحرب وكل الإدعاءات التي رافقت الشعار منطقية لولا منطقتنا للاسف يحكمها كل شيء الا المنطق، فهناك مناطق سيادة وكل الاعتقالات تمت في حدودها ، وهناك اجهزة امنية وهناك زعامات في السجون ولها وزن ثقيل ولإسمها صدى في العالم، الخ ... لكن هناك ايضا حكومة يمين لم يعد هناك في عرفها الاساس القانوني الذي أوجد السلطة وأوسلو وهناك تصعيد وعمليات هزت اسرائيل ، وهناك ايضا عالم بمزاج مختلف وحساسية تجاه الارهاب, كما يبدو هذه الخطوة اكثر تعقيدا واكثر صعوبة في التطبيق ، وما حدث حتى الان هو مقاطع من مجموعات محددة واعداد قليلة من الاسرى للمحاكم عبر إجراء تمثل بعدم الوقوف في وجه القاضي مما يعني عدم الاعتراف بشرعية المحكمة وهذا يدل على عدم اجادة الاسرى للعب هذه الورقة واضاعة الامل القليل الذي تبشر به، فهذه الخطوة تفتقد للجماعية ، للدراسة والتنظيم والدعم والتغطية اللازمة اعلاميا وقانونيا فحالة الحرب التي تعيشها الضفة وغزة وإعادة احتلال اسرائيل لبقية مدن الضفة واستمار حصراها يزيدان من صعوبة طرح هذا الشعار ولكن لا يجعلانه مستحيلا ، فهو يملك امكانية النجاح رغم كل شيء.

المخرج المطلوب:
ورأى دقة ان الفشل في هذه الخطوة سوف تعقبه حالة احباط عامة وعزوف عن الفكرة لسنوات طويلة قادمة، لذلك دعا لاهمية استثمارها بشكل جيد عبر عدة خطوات تسبق الاجراء وترافقه وتأخذ بعين الاعتبار ليس فقط الظروف الموضوعية بل ايضا تركيبة الاسرى انفسهم واضاف: هناك أسرى محكومون وبأعداد كبيرة ولم يشر أحد لأي دور لهم في ظل هذه الخطوة طالما انها سوف تقتصر على المحاكم، وهناك اسرى من ذوي الاحكام والقضايا الخفيفة ولم يسال أحد عن مصيرهم في حال ردع المحكمة لهم، وهناك قادة لم تحدد مسؤولياتهم ونقل إسمهم الى العالم وكيف يمكن استثماره في مثل هكذا خطوة.

واضاف دقة، وبناء على الاعتبارات السابقة وما خلفته دروس اوسلو من مرارة، يفترض ان يكون العمل والبناء متينا وصلبا وطويل النفس وهذا يتطلب وجود جسم قانوني متفرغ لدراسة ابعاد هذه الخطوة وافضل السبل لبلوغها، وعقد جلسة بحث في معايير الاسرى ومدى انطباق اتفاقية جنيف عليهم وأين يتم انتهاكها كعمل نظري بحت، على ان تعمم هذه الخلاصة على الاسرى، وكل الجهات المختصة لدراستها والتوعية بها وخلق اجواء مؤيدة وداعمة لهذا التحرك ، وعلى أثرها تشكل لجان داخل السجون تشرف على التوعية والبدء بالخطوات حسب ما توحي به اللجنة لجنة اعلامية لاثارة القضية وادراج هذا المطلب على سلم اولويات شعبنا ومؤسساته وخلق التفاف شعبي حوله، ويكون لهذه اللجنة امتداد واتصال مع السجون عبر لجان محددة.

ودعا لتزويد الاسرى بصيغة محددة يسلمها الاسير للمحكمة تكفل ايصال صورته ورسالته وعدم عودة هذه الخطوة بأي ضرر عليه، اضافة الى تقديم قضية لمحكمة العدل العليا باسماء أعداد من الاسرى المحكومين لحالات يتم تحديدها مثل القدماء وغيرهم وتشرف وتتابع اللجنة القانونية على هذه القضية، واقترح ان يبادر اولا الاسرى القادة بالتحرك في حال تم اعلان نضوج كل العوامل ومن بعدها الاحكام الاعالية واخيرا الاحكام الخفيفة وبهذا التدرج وهذه السلسلة من الاجراءات تنضمن على الاقل عدم احراق الورقة وهدرها في الفوضى وعودتها علينا سلبا بالاحباط في حال عدم نجاحها.