الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ناقوس الخطر يدق أبوب المنتخب

نشر بتاريخ: 07/07/2011 ( آخر تحديث: 07/07/2011 الساعة: 15:01 )
بقلم: فهد محمد

لم يكن أشد المتشائمين تشاؤماً ، يتوقع ظهور المنتخب الوطني بالأداء المتراجع الهزيل والمخيب لأمال الجماهير الغفيرة والمنتظرة أول انتصار على نجيلة أصحاب الضيافة والدار في مباراة رسمية دولية منذ بزوغ فجر وكتابة تاريخ الاعتراف بالملعب البيتي ... الذي أصبح على مايبدو حملا ثقيلا على كاهل وأقدام لاعبينا ، أو مصدر غرور وتعالي على منافسينا ، وبين هذا وذاك رهبة وخشية ، أن نفقد أجمل ما كنا نتحلى به من فدائية وروح متينة ...

بعد تعادل أشبه بالهزيمة مع منتخب أفغانستان ، في التصفيات التمهيدية الأسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 ، والتي ربما شفعت مباراة الذهاب والتأهل للدور الثاني له من غضب الجماهير وتذمرها ، بعد المردود الضعيف الباهت والعشوائي التي ظهر عليه عناصر الوطني ، بدنياً وفنياً وذهنياً وخططياً ، و فقدان الفريق لهويته أغلب أوقات المباراة ، واثبت انه غير قادر على اللعب على أرضه ووسط جماهيره ، حتى وان كان المنافس بحجم أفغانستان " الضعيف " ليضع علامات استفهام كبيرة عما يجري داخل أروقة المنتخب الوطني ، بعد توفير كافة مايلزم من معسكرات خارجية ومباريات ودية ، وانتظام المسابقات المحلية وحالة النشاط والنهوض الرياضي الكروي ، وانتزاع شرعية الملعب البيتي والالتفاف الغير مسبوق من كافة الأطر والمستويات السياسية والوطنية والشعبية خلف المنتخب الواجهة والهوية الرياضية الفلسطينية ، التي نعتز ونفخر بها أمام العالم ...

ودون مبالغة أو انتقاص من قدرات أحد أو إمكانيات الجهاز الفني للمنتخب الوطني .. وأنا أخط وأكتب هنا بألـم وليس بقلم ، أننا متابعين وجماهير وعشاق الفدائي لم نلحظ ونشعر بتقدم ملموس ، أو طفرة تطويرية في أداء وتشكيلة عناصر المنتخب الوطني ، حالة الإعياء والتخبط مازالت تلازمنا ، ونقص اللياقة البدنية والعشوائية سمة موجودة ، وحلقات الوصل بين خطوط الفريق مفقودة وغير ناجعة ، أسهل الطرق للتخلص من الكرة التشتيت والركل بها بعيداً بلا عنوان ، وأصعب الطرق للاحتفاظ بها الأنانية واللعب بفردية دون النظر لرفقاء الميدان ، مع علمنا ومعرفتنا أن كرة القدم أكثر الألعاب جماعية ، وخلاصة تتطلب ترابط عناصر الفريق بصورة تركيبية ، لتجسيد شخصية ممعتة و جاذبة لمحبيها وجماهيرها ...

وان كانت نتيجة التأهل المطلب الأول والأخير ما تحقق بالنسبة لنا ، ولو بطريقة يشوبها الكثير من التساؤلات عن قدرتنا مواصلة مشوار التصفيات ، التي بدى ناقوس خطر يدق أبواب المنتخب قبل اللقاء الأقوى والأصعب أمام المنتخب التايلندي العنيد ...

ولان المواجهة المقبلة على الأبواب ، ولا تفصلنا عنها سوى أسبوعين من الآن ، قد يكون عامل الزمن والوقت من صالحنا لتدارك الأخطاء ومعالجتها ، وعمل الكثير ومعرفة العلة الداكنة التي أتت بنا للظهور بمستوى اقل بكثير من التوقعات والتطلعات ، والتي نتمناها حالة مرضية مؤقتة تزول مع بدء التحضير للمواجهات القادمة ...

مازال أمامنا الكثير لنقدمه ، وفي جعبتنا الوفير من لاعبين مغتربين ومحترفين ، وشباب اثبتوا علو كعبهم ، نستطيع الاستعانة بهم ، وضخ المنتخب بدماء جديدة قادرة على رسم البسمة والفرحة على شفاه الجماهير الفلسطينية المتعطشة لفرحة الانتصار والتأهل للأدوار القادمة .