تعقيباً على خطاب هنية النائب قراقع: هنية لم يكن رجلاً سياسياً ولا رجل إدارة في الخطاب
نشر بتاريخ: 08/10/2006 ( آخر تحديث: 08/10/2006 الساعة: 12:56 )
بيت لحم - معا - قال النائب عيسى قراقع أن خطاب رئيس الوزراء إسماعيل هنية سبّب حالة من التوهان في الشارع الفلسطيني في الوقت الذي من الطبيعي أن ينتظر الناس من رئيس وزرائهم رؤية وخطةً لإنقاذ الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وأن يضع أمامهم حلولاً ومخرجاً لهذه الأزمات.
واضاف قراقع في بيان وصل"معا" نسخة عنه:" ان الناس خرجوا بانطباع مباشر بعد الخطاب بان حرب أهلية توشك على الوقوع، وأن شدة الاستقطاب السياسي في المجتمع قد تصاعدت، ورأى الناس إسماعيل هنية خلال خطابه زعيماً لحركة حماس أكثر مما رأوه زعيماً لحكومة تمثل كل الشعب الفلسطيني بمختلف ألوانه السياسية والاجتماعية".
واعتبر قراقع أن رئيس الوزراء لم يكن رجلاً سياسياً ولا رجل إدارة في الخطاب الذي ألقاه، إذ كان عليه أن يجيب على أسئلة كثيرة يتناولها الناس بشكل يومي ومن هذه الأسئلة كيف ستحل الأزمة الاقتصادية لـ 160 ألف موظف فلسطيني أصبحت أوضاعهم لا تطاق، ولم يوضح ما هي المحددات التي تقبلها حماس بدقة لتشكيل حكومة وحدة وطنية لأن تصريحات كثيرة متناقضة صدرت عن قيادات حماس سببت البلبلة وأصبح الشارع في حيرة من أمره، من مع أو ضد الحكومة وعلى أي أساس.
وقال قراقع: خطاب هنية كان انفعالي ورد فعل على تهيؤات بأن هناك مؤامرة تجري لقلب الحكومة والتمرد عليها.
واضاف قراقع ان هنية لم يوضح لماذا أطلقت النار على المتظاهرين المحتجين في غزة، من المسؤول عن سقوط الأبرياء، وماذا فعلت الحكومة لمحاسبة الفاعلين وعدم تكرار ذلك خاصة أن وزير الداخلية أعلن عن افتخاره بما جرى وأنه قضى على التمرد, مشيرا الى انه كان على رئيس الوزراء أن يقول للناس ماذا جرى في ملفات الاغتيالات وملاحقة الفاعلين وما هي الخطة قصيرة المدى أو بعيدة المدى لإنهاء الفوضى وحالة الفلتان الأمني, وانه كان عليه أن يرسل للناس إشارات عملية ذات طمأنينة وفيها أمل لا أن يتحول إلى رجل حزبي مندفع لاتهام الآخرين والرد عليهم ربما يقوم بهذا الدور شخص آخر غير رئيس الوزراء لأن الذين سمعوا هنية ليس فقط الفتحاويون بل كل الشعب الفلسطيني, وانه لا يكفي رفض الحصار والمؤامرة الاستعمارية هو مجرد الرفض بل العمل مع الشعب الفلسطيني على وضع آليات لكسر الحصار وإنقاذ الوضع المعيشي والإنساني ولو بالحد الأدنى دون التنازل على الثوابت الفلسطينية والحقوق الشرعية, فالعمل السياسي ليس أبيض أو أسود، أنه فن التعامل مع الممكن دون التفريط بالأهداف والثوابت الأساسية.
وقال قراقع: كان خطاب هنية ليس في محله وليس في موقعه، والأفضل للجميع ترك أسلوب الخطابات العلنية وأمام الكاميرات... هذا يزيد التوتر والتحشيدات والكراهية بل الأفضل من كل ذلك الجلوس وجهاً لوجه في حوار وطني جدي ومسؤول وبعيداً عن صخب الشعارات للوصول إلى حل وطني يقوم على تشكيل حكومة وحدة وطنية جديرة بإيجاد مخارج سياسية واقتصادية للشعب الفلسطيني.
وأشار قراقع أن وجود برنامج واقعي لحكومة وحدة وطنية لا يعني أن تتخلى الأحزاب عن برامجها السياسية ولكن هناك فرق كبير بين برنامج حكومة مضطرة أن تتعامل مع الحياة اليومية والمحيط السياسي الإقليمي والدولي وبين برنامج حزب سياسي.