ليالي الصيف المقدسية: تأكيد الهوية العربية للقدس ورسالة إلى العالم
نشر بتاريخ: 13/07/2011 ( آخر تحديث: 13/07/2011 الساعة: 19:36 )
رام الله - معا - اتفق المتحدثون في المؤتمر الصحفي بمركز وزارة الإعلام في مدينة رام الله، لإطلاق فعاليات مهرجان ليالي الصيف المقدسية الثالث، اليوم الأربعاء، على أهمية المهرجان ورسالته الوطنية والإنسانية، وجاء المؤتمر بحضور كل من وزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي ومستشار ديوان الرئاسة أحمد الرويضي ومدير عام الشؤون العامة في محافظة القدس حمدي الرجبي ومدير المنتدى الثقافي في بيت عنان حسام الشيخ.
وأكدت البرغوثي ان نتيجة النجاحات التي حققها المهرجان للسنة الثالثة على التوالي فإن شركاء متدى بيت عنان الثقافي مصرين على أن يتم تكريس هذا المهرجان سنويا، ودعت البرغوثي أن يحمل المهرجان عنوان القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربية استنادا إلى قرار وزراء الثقافة العرب في الدوحة من العام الماضي الذي اعلنوا فيه أن القدس هي العاصمة الدائمة للثقافة ودعوا إلى أن تكون هناك توأمة بين القدس والعواصم الثقافية العربية.
وأشارت البرغوثي الى أن هذا يدلل على أهمية المهرجان بارتباطه بالقدس، والحفاظ على عروبة وفلسطينية القدس هي في سلم أولويات الوزارة وهو محور رئيس وجوهري، وذلك بتفعيل الحياة الثقافية داخل الأسوار، وخارجها، ويأتي مهرجان ليالي الصيف انطلاقا من بيت عنان وكل القرى والبلدات المجاورة لها وبمشاركة واسعة من الجمهور الفلسطيني، ليرسل المهرجان رسالة أساسية وهي أن القدس لنا وعاصمتنا وسنعمل من خلال احياء التراث والفعاليات الفنية لتأكيد وتكريس أن القدس عاصمتنا الأبدية، خاصة أننا مقبلون على استحقاق أيلول.
وأكد مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويضي على توجيهات الرئيس الفلسطيني محمود عباس الواضحة لكل من مجلس الوزراء ووزارة الثقافة ومحافظة القدس والمؤسسات المعنية للإهتمام بدعم الحياة الثقافية في مدينة القدس ومحيطها، باعتباره جزء من الصراع مع الإحتلال الإسرائيلي، الذي يحاول طمس التاريخ الفلسطيني والتي كان آخرها مصادقة اللجنة اللوائية لتنظيم البناء لإقامة ما أطلقوا عليه متحف التسامح على مقبرة مأمن الله في القدس.
وأضاف الرويدي أن هذه حرب تمس الوجود والثقافة العربية الإسلامية والمسيحية، المهرجان يقام في منطقة حساسة جدا فهناك جدار عنصري يحاول فصل المنطقة وعزلها عن محيطها الفلسطيني، اضافة لوجود المستوطنات والمشاريع الاستيطانية التي تحاول تقليص الوجود الفلسطيني، في منطقة قرى غرب القدس، وآخر هذه الأحداث كان باستهداف حي الخلايلة وهو مهدد بالإزالة لمحاصرته من قبل الجدار العنصري، من كافة الجهات ولا يوجد سوى مدخل واحد إلى الحي، واعتبر أن المهرجان يأتي ضمن حراك ثقافي تشهده مدينة القدس الأمر الذي يجعلنا نعتز بهذه المؤسسات العاملة في المدينة ومحيطها وفي ظل منع السلطة الفلسطينية ومؤسساتها من العمل في المدينة.
وبدوره تحدث حمدي الرجبي مدير عام الشؤون العامة بمحافظة القدس والذي يعقد المهرجان بشراكة المحافظة و منتدى بيت عنان عن المهرجان من خلال معاناة المقدسيين ومحاولات الاحتلال للنيل من وجودهم، بالاعتقالات وهدم البيوت، وسياسة فرض الأمر الواقع، من خلال الجدار العنصري وتقطيع أوصال المدينة بأكثر من حاجز يمنع التواصل مع المدينة ومحيطها، كما أن الممارسات الإسرائيلية لم تقف عند هذا الحد لتطال تغيير المعالم وطمس الهوية الفلسطينية، من خلال استبدال حجارة القدس بحجارة أخرى تحمل كتابات عبرية وفرض أسماء عبرية على أحياء وشوارع المدينة.
وأكد الرجبي ان رسالة المهرجان لهذا العام هي ابراز المعالم الحضارية للقدس ومعاناة أهلها وهي الرسالة التي سينقلها المهرجان للعالم، وعن مضامين المهرجان فسيسبق كل فعالية وفي كل يوم من أيام المهرجان فترة زمنية تتحدث فيها شريحة من شرائح المجتمع عن معاناتها ورسالتها للعالم كقضية الأسرى المقدسيين والجولانيين وأهالي سلوان والشيخ جراح وغيرهم.
واعتبر حسام الشيخ مدير المنتدى الثقافي في بيت عنان المنظم للمهرجان أنه ومنذ انطلاقته قبل عامين عمل المهرجان على تكريس التنوع الثقافي والجغرافي و سيبرز هذا التنوع من خلال استضافة عدد من الفنانين والفرق الفنية من كل المحافظات الفلسطينية، وفلسطين المحتلة العام 1948 باستضافة الفنان ماهر الحلبي وفرق من الجولان العربي، كما سيتم استضافة عدد من الشعراء الفلسطينيين وتخصيص مساحة للمسرح، اضافة لفرق الفولكلور، آملا أن يتم استضافة فرق عربية وعالمية في العام القادم، وتحدث الشيخ عن صعوبات التنقل والتواصل في منطقة قرى شمال غرب القدس بسبب الحواجز الإسرائيلية، الأمر الذي يحاول المهرجان تشجيع السياحة في تلك المنطقة على الرغم من المضايقات الإسرائيلية والتهويد للمنطقة.
بدورها تحدثت شريهان سعادة مديرة المهرجان عن الصعوبات المالية التي تواجه المهرجان، وعن عدم وفاء الداعمين لإلتزاماتهم المادية، وأشارت إلى حديث سابق لمدير المنتدى حسام الشيخ كان قد وعد ببيع بيته إن لم يفي الداعمون بإلتزاماتهم، وأشارت سعادة أن هذا النهج يؤكد مدى التزام منتدى بيت عنان برسالته الوطنية وتماثله مع مضامين المهرجان التي تكرس الثقافة والهوية الفلسطينية وتفضح أساليب الإحتلال وممارساته ضد أبناء الشعب الفلسطيني.