الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

بيان صادر عن اللجة المركزية لحركة فتح ردا على خطاب رئيس الوزراء اسماعيل هنية

نشر بتاريخ: 09/10/2006 ( آخر تحديث: 09/10/2006 الساعة: 13:56 )
رام الله- معا- اصدرت اللجنة المركزية لحركة فتح البيان التالي بتاريخ 8 - 10 - 2006 ردا على خطاب رئيس لوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية يوم الجمعة الماضي بتاريخ 6 - 10 - 2006 ، وكالة "معا" تنشر النص الحرفي للبيان:

بعد الاستماع الواعي والقراءة الدقيقة لخطاب السيد إسماعيل هنية رئيس الوزراء يوم الجمعة 6/10/2006 اجتمعت اللجنة المركزية لمناقشة ما جاء في هذا الخطاب بعيدا عن الانفعال والارتجال وإنما من خلال المسؤولية البناءة والكلمة المسؤولة التي يجب ان تصدر خدمة للحقيقة الوطنية ولأبناء شعبها البطل صاحب الحقيقة والمسيرة الوطنية ومعلمها وملهمها عبر الأجيال إلى الصمود والتضحيات والحفاظ على الثوابت الوطنية والحنكة في تجاوز العوائق والتطورات الدولية والمؤامرات عديدة الأسماء والأنواع والعناوين بما فيهم المقاولون النشطاء الذين يحاولون أن يسرقوا طموح الشعب ويوظفوا هذا الطموح للمكاسب الذاتية.

ولقد بدا للوهلة الأولى من مؤشرات هذا الخطاب العاطفي بامتياز أن صاحب الخطاب لم يحدد إلا لنفسه ولحركة حماس التي هو احد قادتها كل كلمة أو جملة وردت في الخطاب دون أن يشعر في الوعي الباطني أولا وفي الوعي الملموس ثانيا أن النضال الوطني المعاصر بدأ منذ أن بدأت حركة فتح .ولم يدرك انه لكي يكون شريكا أصيلا في القوى الوطنية، عليه أن يعترف أيضا لهذه المسيرة الوطنية الفلسطينية، لشعبنا البطل الصامد، قادةّ لقوى وطنية انطلقت في النضال الوطني منذ أكثر من أربعة عقود وفي نسيجها المتوهج حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" التي قادت مع شركائها الكفاح الوطني المسلح والنضال السياسي بشرف وأمانة وأنجزت انطلاقة ونمو السلطة الوطنية التي مكنت الحكومة الحالية والعاشرة كما يسمونها من الوصول الى مقاعدها من خلال ممارستها للديمقراطية وقوانينها الأساسية وإيمانها العميق للتعددية دونما تفريق في الحقوق والثوابت ودونما استغلال للغة الاستعلاء والمكابرة ومن هذا المنطلق فان اللجنة المركزية لحركة فتح تؤكد على ما يلي:

أولا: إن خطاب رئيس الوزراء السيد إسماعيل هنية ليس لائقا في كلماته وخذلته الحكمة والرؤية على مدار الساعتين في أداء الخطاب الذي اتسم بلغة فصائلية ولحماس فقط بينما هو رئيس وزراء للسلطة ومن باب أولى ان تتحمل هذه الصفة ما تدعوه ان يتكلم موضوعيا وهادفا.

ثانيا: كان الخطاب موجها لحماس، ولجمهور حماس وكان تحريضيا ومثيرا للفتن ولم يتعرض لمعاناة الشعب الفلسطيني وكيفية إزالة هذه الأعباء وهذا التدهور، وبدا وكأنه لا يدرك الحالة ،التي وصلنا إليها، إلى حد التجويع والبطالة المتفاقمة والاقتصاد المنهار.

ثالثا: إن الخطاب وبقدر ما وزع من الجمل التي تبعث على الفتنة والإثارة والاستفزاز فان النصيب الأوفر كان لحركة فتح وتحميلها المسؤولية بشكل مكشوف وبمفردات مليئة بعبوات ناسفة لدعوات اللقاء والحوار الذي هو من أهم مميزات حركة فتح منذ نشوئها وتجاوزها للأخطار العديدة.إن الخطاب يعكس انفعالا وضعفا وقلقا يساور الحركة أمام مخزون حركة حماس من مضامين التشبث بالسلطة دون امتلاك قدرة الوفاء بالواجبات تجاه الشعب والتخوف من التعددية السياسية التي قد تفرض عليها سلوكا سياسيا لا تستطيع فهمه أو التفاعل معه بوعي ومسؤولية وتخشى من رفضه، لان البديل عندئذ هو قرار الشعب الذي يقول كلمته لأنه صاحب الحقيقة وصاحب المصالح العامة والوطنية.

رابعا: إن حركة حماس لم تتفهم موقف الجماهير من أبناء شعبنا الذين خرجوا يعبرون عن الغضب وعن حالة التجويع التي لحقت بالوطن كله بل استهانت قيادات من حركة حماس خصوصا تلك التي تعيش خارج الوطن واعتبرتهم شريحة هامشية مع أنهم يشكلون وعائلاتهم أكثر من ثلث أبناء وطننا وطليعة لأبناء شعبنا فهم المعلمون والمعلمات المسؤولون عن تربية أجيالنا وكذلك الاخوة المسؤولون عن خدمة هذا الوطن في كافة المجالات.

خامسا: لقد عبر الخطاب عن محاولة للظهور بالمظهر الأقوى، حين دعا بعليائه قيادة فتح إلى اجتماع هذه الليلة، وقد سبقت هذه الدعوة سرد الاتهامات لحركة فتح وقادتها، وللوزارات السابقة والإنذارات، بما ستقوم به حركة حماس من كشف للفساد والمفسدين وهوكلما إصابتهم الحيرة والقلق بما وصلت إليه الأوضاع يلجأون إليه وهو في الحقيقة ليس إلا التعبير الواضح عن حالة العجز التي تعيشها حركة حماس وعدم قدرتها على تخطي الصعاب، و عدم قدرتها على إعطاء إجابات مقنعة لأبناء شعبنا أمام الذي وعدت به اللهم إلا اعتماد سياسة التشهير والابتزاز والإقصاء والإحلال، وإقلاق الموظفين بوسائل عديدة لدفعهم إلى الاستقالة، ومع الأسف فهناك وثائق يمكن إعلانها في الوقت المناسب، عن المخططات التي وضعت لتحقيق الانقلاب وليس لتحقيق الإصلاح.

سادسا: إن الخطاب الذي اعتمد اللغة غير اللائقة التي لا تنفع السياسة ولا تجدي لتحقيق الوحدة الوطنية ولا إلى تعزيزها والذي تضمن الاتهام بالتواطؤ والإشارة إليه انه جاء بعد طول صمت والإعلان الأبرز في المضمون الذي تريده حركة حماس باتهام الأخ أبو مازن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بأنه يسعى لتصعيد الموقف لخنق الحكومة وإسقاطها والتحريض من خلال ذلك ضد قيادة حركة فتح واتهامها له بالتراجع عن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في غزة. وقد تم نشر الاتفاق والمحددات في الصحافة ليعرف أبناء شعبنا الحقيقة في أن حركة حماس هي التي تراجعت عنه وتنكرت لتوقيعها على المحددات وعلى الاتفاق، والتي ما إن انطلق الأخ الرئيس أبو مازن في رحلته إلى الأمم المتحدة، حتى انبرت الألسن لقيادات حركة حماس في الداخل والخارج، بكيل الاتهامات، وإصدار التصريحات والتعليقات ضد الاتفاق الذي تم، وذلك لإحراج بل إضعاف موقف الرئيس أبو مازن قي تحركاته السياسية، وهذا وحده يؤكد ان هذه الحركة قليلة التجربة، تحاول أن تمارس هذه المناورات، على حركة فتح العملاقة في تاريخها النضالي والعسكري والسياسي والعلاقات الوطنية والدولية الأمر الذي يؤكد أن القرار لحركة حماس هو في الخارج وليس في الوطن. في الوقت الذي حرص الاخ الرئيس ابو مازن باستمرار على احترام الشرعية والتعددية وظهر ذلك جليا في سلوكه لإنجاح الانتخابات التشريعية، وكذلك تشكيل الحكومة، والسلاسة في تداول السلطة، وفي اعتماد لغة الحوار كما حصل في حوار القاهرة، وفي كل العلاقات الفلسطينية الداخلية، وكذلك الجهود الكبيرة التي يبذلها لرفع الحصار الظالم عن شعبنا، منذ ان تسلمت حركة حماس الحكومة،ورفضه لهذا الحصار الاقتصادي والمالي غير الشرعي وغير الأخلاقي ورفضه المطلق لسياسة الحكومة الإسرائيلية في الاعتداءات الشرسة والإجراءات التعسفية والاعتقالات والاغتيالات ضد أبناء شعبنا ومناضلينا، وتنفيذ كل السياسات التي تم الاتفاق عليها، من كل الفصائل والقوى الوطنية، لكسر هذا الحصار الخانق، ورفض الدعوات الخارجية لإسقاط الحكومة .وفي نفس الوقت عدم الموافقة على السياسات أو القرارات، التي تزيد التوتر والاحتقان والاستفزاز، مثلما حصل في نشر القوة التنفيذية، والذي أدى إلى الاستفزاز والاحتكاك والنتائج التي حصلت في ذلك اليوم الأسود .

سابعا: إن هذا الخطاب الذي اتسم بغياب الرؤية والخبرة والكفاءة، والتجربة للحكومة الحالية، بكلمة الأخ إسماعيل هنية رئيس الوزراء بدعوة للمصالحة ولإنهاء الفلتان الأمني، والقضاء على الفساد، وإعلانه للتحقيق في اغتيال الشهيد ياسر عرفات، لم يكن ذلك في الحقيقة الا للمزايدة والإثارة، ولإضافة مفردات الفتنة والتلاعب بمشاعر أبناء فتح وأبناء شعبنا وللعلم في هذا الموضوع فقد تم تشكيل لجنة خاصة في الوزارات السابقة للتحقيق وكان في اعتقادنا أن الوزارة الحالية قد بدأت من حيث انتهت الحكومة السابقة باستكمال التحقيق.أن دعوته للمصالحة الوطنية جاءت في نهاية خطابه، الذي بدأ و انتهى بالتحريض ضد حركة فتح وقيادتها وبشكل مفرط، واتهام الحكومات السابقة بإهدار المال وتوريث الديون،والتنكر لما قامت به هذه الحكومات السابقة في المأسسة والبنية التحتية، في كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والعلاقات الإقليمية والدولية، التي أدت إلى اعتراف أكثر من مائة وثلاثين دولة في العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

ثامنا: إن حركة فتح وعلى رأسها الأخ أبو مازن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ليس لديهم إلا الجهود الوطنية الصادقة، على مدار الأيام والشهور والسنوات، والإرادة الصلبة والعزيمة الوقادة، في مواجهة التحديات، والتأكيد في حواراتها على تحقيق البرنامج السياسي والمحددات لحكومة الوحدة الوطنية والتي باركها أشقاؤنا العرب. ان حركة فتح وكافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وهيئات المجتمع المدني يؤمنون بالشراكة في حكومة وحدة وطنية، ويرفضون الاقتتال، ويحرمونه، ويدرأون الفتنة بصلابة، وينطلقون في نضالهم لتحقيق أهدافنا الوطنية، في الحرية والسيادة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.ان قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني تحيي أبناء شعبنا في الوطن والشتات على الصمود البطل ، والذي كان مثارا للإعجاب والتقدير ،وأننا جميعا ننحني لشهدائنا الابطال الذين عبّدوا طريق الحرية والاستقلال بدمائهم ، وكذلك أسرانا البواسل في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، ونعاهد شهداءنا وأسرانا بالوفاء لإطلاق سراح الأسرى الابطال وان نبقى أوفياء لمسيرتهم النضالية.

قال الله سبحانه تعالى:" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" صدق الله العظيم