كيسي انطوني اشهر من فلسطين.. وعضو كونجرس استقال لانه كذب
نشر بتاريخ: 15/07/2011 ( آخر تحديث: 16/07/2011 الساعة: 01:03 )
الولايات المتحدة-محمد حجازي-موفد معا- قد لايخطر ببال البعض منا اننا لسنا دوما في مخيلة الأمريكان، وأنهم كما يشاع دوما يتابعون قضيتنا وتبعاتها بكل دقة وتفاصيل، فهذه الفكرة مغلوطة نوعا ما، فبعض الناس هنا لا يعرفون "فلسطين" كأسم ودائما عندما نكون في الزيارات الرسمية ونبدأ بالتعريف عن انفسنا اننا من فلسطين "فروم بالستاين" وبصوت عال ولكنة واضحة فيعتقدون انها "باكستان".
الشعب الأمريكي يكفيه متابعة ما يحصل من قصص رهيبة بشكل شبه يومي، فهذه الأيام لا يمكن ان تشاهد التلفاز او تقرأ النيويورك تايمز الا وتشاهد القضية التي شغلت الرأي العام الأمريكي وقسمته الى نصفين مؤيد ومعارض وهي قضية كيسي انتوني.
فالقصة باختصار بطلتها أم شابة في أواخر العشرينات العمر متهمة بقتل طفلتها ووضعها في الشارع العام عندما كانت ثملة من شرب الكحول، لكن المحكمة برأت أنتوني ولكن الألاف من الأمريكيين قد تهافتوا من اقصى الولايات الى قاعة المحكمة في فلوريدا بالأضافة الى الحملات الداعمة ومظاهرات الشوارع بين مؤيد لهذا الحكم ومعارض.
والقصة الأخرى التي تشغل الراي العام والاعلام هذه الأيام في امريكا ، قضية اختطاف الطفل اليهودي "ليبي كليتزكي" الذي يقطن في بروكلين ذلك الحي معظم سكانه من المجتمع اليهودي وهم اثرياء، فالطفل كان ينتظر الاشارة الضوئية ليصل الى امه وفي تلك اللحظة خرج رجل من سيارته واختطف الطفل واخفاه لمدة ثلاثة أيام ، ثم ظهر جثة هامدة موضوع في ثلاجة عامة، ولغاية الان لا يوجد معلومات عن الجاني او لماذا قتل الطفل.
والاعلام في امريكا تجارة فعند زيارتنا لمقر استديوهات محطة ان بي سي في نيويورك لفت انتباه الجميع المتجر الضخم الملاصق لمقر القناة، فوجدنا ان المتجر تابع للمحطة الإخبارية ويبيعون فيه كل مستلزمات الاسرة من ملابس، ألعاب، أدوات منزلية والكترونيات ، اللافت هنا انهم يروجون لبرامجهم وانتاجهم عبر وضع صور واسماء البرامج ومقدميها على الملابس .
ونحن جالسون على طاولة العشاء في بيت عميد كلية الإعلام بجامعة هاي بوينت في ولاية كارولينا البروفيسور جون لويكي برفقة عدد من اكاديميي الجامعة كان حديثهم الرئيسي يتمحور حول عضو كونغرس عن مدينة نيويورك أنتوني جوينا والذي قدم استقالته اليوم بسبب كذبه على هيئة القضاء في قضية تم اتهامه فيها بمعاكسة فتيات مراهقات عبر حسابه على موقع تويتر!!
لاحظوا الفرق في التفكير بين مسؤول هناك لم يرتكب تلك الجريمة البشعة ولم يختلس أموال الكونغرس لحسابه أو لعائلته ولم يحتكر منشآت الدولة لجيبه الخاص وبين بعض مسؤولينا،"والحكي الك يا جارة".
لقد عشت في حلم سرعان ما استيقظت منه عندما سافرنا من نيويورك الى واشنطن ومنها الى كارولينا الشمالية في نفس اليوم عبر 3 مطارات لثلاث ولايات مختلفة، لم نظهر طوال تلك الرحلة جواز السفر ، فكل ماعليك هناك سوى ان تحمل تذكرة طائرتك!