ترجي واد النيص...
نشر بتاريخ: 16/07/2011 ( آخر تحديث: 16/07/2011 الساعة: 10:39 )
بقلم: أحمد جمال
بما ان الترجي هو اسم حديث لفريق عريق فانه سيحافظ على عراقته كما كان ملك البطولات حتى وان شكك الكثيرين بانجازات هذا البطل فان التاريخ يكتب ويدون وان الارشيف يسجل ويحفظ بان هذا الفريق عبارة عن اسطورة والاسطورة ستبقى في الذاكره والاذهان.
احب ان اشاهد الترجي يلعب لانه يلعب بانتماء بالروح بالقتالية يلعب لاسم النادي والقرية وعندما اشاهد خضر يوسف يجول ويصول في ارجاء الملعب يذكرني بكثير من النجوم العربية والعالمية كيف لا وهو يقدم كل ما يتطلب من لاعب كرة القدم يلعب ليمتع ليفرح يمرر ويسجل كيف لا وهو من عناصر المنتخب الوطني الفلسطيني .
بالحديث عن لاعب واحد عن نجم واحد يمكن لنا ان نتصور باقي كتيبة الترجي فهم دائما يتدربون يتعبون ويتقدمون من اجل تحقيق الانتصار سواء داخل الدار او خارجها حتى وان قلنا ان الترجي لم يلعب داخل الدار منذ نشأته لانه يفقتد لاضعف الامكانيات التي تؤهله ليكون ملك للبطولات وبالرغم من ذلك تجاوز العراقيل والحواجز واثبت انه من طينة الكبار .
بالمرور الى الجماهير سنرى فيهم عجب العجاب فعندما يتوجون بمرسوم الابطال يتسابقون الى القرية لاستقبال اللاعبين الابطال فالاطفال يبكون من الفرح والشباب يعانقوهم ويهنئوهم والشيوخ يهللون ويحيون والنساء تزغرد والارض تفرش بالورود والسماء تنار بالاضواء والاصداء حتى وان قلنا ان الاشجار تتمايل فرحا وابتهاجا مبالغين من شدة الفرح التي تعم القرية .
بالعوده بداية الموسم الماضي فان الترجي بدأه بتحقيق ثنائية تاريخيه ستبقى اجمل هدية لعشاق الترجي وذلك من خلال مرور الدقائق التسعين بنهائي كأس ابو عمار والفوز باغلى الالقاب وبدأت الثواني تنقضي لتأخذ معها الدقائق وتراكم الساعات وتأبى مرور الايام لان الانجاز الثاني حل فقط بعد ساعات بالتتويج بكأس السوبر الفلسطيني لاول مره في تاريخ الرياضه الفلسطينية .
بما ان الترجي افتتح الموسم الماضي بثنائية تاريخية لم لا هذا العام الدخول في معترك البطولات بقوة لانه سيدخل في الرايع من الشهر المقبل اولى البطولات للحفاظ على لقبها وهي بطولة كأس الشهيد ابو عمار كيف به وانه سيدخل معترك الدوري الثاني للمحترفين بعد تجربته الاولى التي كان بامس الحاجه للتويج بها كيف لا وهو يعرف طريق الوصول اليها هذا العام بلاعبيه الذين يطغى عليهم عامل الخبره في التعامل مع البطولات .
وبما ان الحديث يطول حول الترجي الظاهره الفلسطينية التي ابهرت الجميع وعلق عليها الكثيرين فلا بدي لي ان اكون من المعلقين على هذه الظاهره حتى وان كنت متأخرا بكتاباتي فروح الاشقاء وابناء عمومتهم وراء تحقيق الانتصارات فالحجر والشجر في واد النيص يعشق كرة القدم لان الذي يزور القرية يشاهد جنون ابنائها بالساحرة المستديرة فالاطفال يحتضنون كرة القدم عند نومهم ويلعبون في ازقة وشوارع القرية الصغيره حتى وان تحدثت عن بعضهم بعين الخصوص فاسمحو لي لاني ارى فيهم التميز والموهبه فالطفل زين الدين زيدان لا يتجاوز عمره العامين يعشق كرة القدم ويداعبها وارى فيه النجومية من الان فالموهيه تواكيه منذ الصغر ولمساته تبشر بمستقبل كبير في عالم كرة القدم .
ولان التاريخ سينصف وسيعود يوما من الايام ليتلكم ليتحدث لينشر ليدون في ارشيف الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ان هذا الفريق هو الرقم الصعب في كرة القدم الفلسطينية لكن لن يكشف عن هذا لاننا نجهل اللاعبين ما يجول في قلوبهم ما يخطر في بالهم ما يسكن في مشاعرهم ما تفكر به عقولهم ما تحضره اقدامهم ما ستكتب اقلام حكامهم .
لكن بعبرة الخواتيم سننتظر حتى لو كان الانتظار طويلا وانا من اللذين يكرهون الانتظار لان في الانتظار عله في الانتظار الم في الانتظار شوق في الانتظار تعبير عن مشاعر واحاسيس حتى ولو كان الانتظار يتمثل بلاعب يمشي على الاقدام من الترجي التونسي الى ترجي واد النيص قاطعا البحار والمحيطات والبحيرات والانهار حتى وان علا على قمم الجبال والتلال وسواحل البحر المتوسط حتى وان ابى الا النزول بالدولة الحديثه جنوب السودان عبر نهر النيل الذي سيهديه الى القاهره ومن ثم الى رفح الجنوب الى قدس العروبة الى بيت لحم المسيح الى ترجي واد النيص الظاهره نعم سأنتظر سأنتظر لان الترجي لو غاب سيعود الترجي يحتاج اليه الكثيرون من الرياضيين وان كان الاجدر بنا ان نصفه بمالك العيون ومعشوق الجماهير حتى وان قلنا انه من المبهرين بما يقدمه من كرة قدم حديثه ومتطورة انا اتمنى ولكن لا احلم ان يتوج الترجي ببطولات الموسم القادم لان التمني مشروع ومرغوب لكن الاحلام بعيده عن انتمائية فريق مثل فريق الترجي لانه سيحقق ما يريد بعد مشيئة الله حتى وان لم يحقق الترجي البطولات سيبقى حبي وعشقي واحترامي وتقديري له بحجم السماء لان السماء فيها الكثير.
اخيرا وليس اخرا اقدم لكم هذه الرواية التي اعتز بها وستبقى في ذاكرتي على مر السنين ( لا يبقى في الوادي الا حجارته هكذا كتب الروائي الجزائري الطاهر وطاد في اللاد فواد النيص حجارة اصيلة في مداميك كرة القدم الفلسطينية ).