الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

كتب المحرر السياسي: النفير الدبلوماسي !

نشر بتاريخ: 17/07/2011 ( آخر تحديث: 18/07/2011 الساعة: 12:10 )
بيت لحم - معا - كتب ابراهيم ملحم- في تحرك هو الاكبر في تاريخ النضال الدبلوماسي الفلسطيني على الساحة الدولية منذ ثلاثين عاما يبدأ دبلوماسيون وسياسيون مجربون وعارفون بمجاهل الطريق،وبشعاب العالم وشعوبه،من الان وحتى ايلول،حملة دبلوماسية واسعة تستهدف استكشاف الطريق وتمهيدها لنيل الاعتراف بالدولة.

"النفير الدبلوماسي" الذي اعلن عنه امس،يكتسب اهميته من قوة حقه، ونبل اهدافه،ومضاء اسلحته،وسلامة مقصده وغايته، مثلما يكتسب اهميته من توقيت انطلاقته التي تاتي على مسافة اسابيع معدودة من الثلاثاء الثالثة من ايلول،وهو الموعد الذي تلتئم فيه الجمعية العامة للامم المتحدة، لمناقشة الطلب الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة بالامم المتحدة،ومجلس الامن، ونيل الاعتراف بالدولة .

قبل النفير واثناءه وبعده ،تنهض اسئلة بحجم الامال المعقودة عليه ،والتحديات المحيقة به،حول مالاته وحصاد تحركاته ، وما اذا كان قادرا على احداث الاختراق المامول الذي يضع فلسطين باعتبارها الدولة 194 على الخارطة الدولية.

اذا هي معركة نخوضها بالدبلوماسية الحية بكامل اسلحتها الخفيفة منها والثقيلة ،معركة لا تقل بجسارتها ونبل مقصدها ،عن الكفاح المسلح الذي وضع القضية الفلسطينية على الخارطة الدولية باعتبارها قضية شعب ينشد الحرية والاستقلال والانعتاق من اغلال الاحتلال.

في الطريق الى ايلول وحتى ربع الساعة الاخير من حلول ذلك الاستحقاق المنشود ستنهض العديد من العقبات، والكثير من التحديات لاعتراض تلك الاندفاعة المحمولة على تاييد شعبي عريض،واسناد عربي رسمي وشعبي ،وتعاطف دولي غير مسبوق ،فيما تخوض اسرائيل والولايات المتحدة ،معركة مضادة،لتقويض ذلك الجهد وفرملة تلك الاندفاعة وتعطيل عجلاتها لمنعها من بلوغ غايتها .

من الان وحتى ايلول ستجوب الدبلوماسية الفلسطينية المدججة بقوة الحق،قارات العالم الخمس،تقطع الفيافي،والبحار،لبلوغ هدف هو سدرة المنتهى لنضال طويل تنكب دروب الالام ،وقدم الاف الشهداء،رفع خلاله الفلسطيني الثائر غصن الزيتون الى جانب بندقيته وهو يسعى لنيل حقه بالحرية والاستقلال .

المعركة مستمرة قبل واثناء وبعد ايلول..محطة ،سيخلدها التاريخ كواحدة من ايام العرب وفلسطين ،سينتصر فيها الحق على الباطل ،والوطن على الاحتلال والحرية والكرامة ،على الاستبداد، وعناصر الغطرسة .

اذا هي اسابيع معدودات ويتبين بعدها الخيط الابيض من الخيط الاسود من فجر ذلك اليوم المنشود الذي سيجعل منه ربيع الشعوب ،حقيقة بعد ان ظل لعقود خلت حلما .

واحسب ان القيادة تحسن صنعا،ان هي رفعت حالة التاهب الدبلوماسي لسفاراتنا في العالم الى اقصى درجاتها بنشاط غير مسبوق،وعززت هذا النفير الدبلوماسي بخبراء اشقاء، واصدقاء ،للمشاركة في هذا المعركة ، التي سيكون ما بعدها ايا كانت نتائجه مختلفا عما قبلها ..