الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

دراسة فلسطينية: المساعدات الخارجية تشكل استمراراً للاستعمار بشكل جديد

نشر بتاريخ: 16/07/2011 ( آخر تحديث: 16/07/2011 الساعة: 19:48 )
رام الله- معا- قالت دراسة "المساعدات الخارجية وتشكيل الفضاء الفلسطيني"، التي أعدها مركز بيسان للبحوث والانماء، ونشرها اليوم السبت، إن المساعدات هي تدخل تحويلي، أي أن مصدر المساعدة هو الذي يحدد مدى الحاجة ونوعها للمتلقي، وليس ظروفه وحالته، وتكون بذلك مدخلاً لإعادة صياغة أو تحويل هذا الطرف وفق الغاية المرجوة منه، كون أسطورة محاربة التخلف والفقر بتحقيق التنمية المستدامة هي التي ألهمت فكرة المساعدات الخارجية في الخمسينيات، وهي نفسها التي تؤيد زيادة المساعدات بشكل كبير في الوقت الراهن، كونها ارتبطت بعلاقات تبعية، وشكلت استمراراً للاستعمار بشكل جديد، والهيمنة الغربية على مقدرات الشعوب.

وأكدت الدراسة أن التمويل المشروط ليس قدراً محتوماً لا يمكن الفكاك منه، مشيرة إلى وجود بدائل كثيرة من الممكن أن تحل محله، وبالتحديدر التمويل العربي والمتضامن.

وأضافت الدرسة ان هناك العديد من الصناديق والمؤسسات العربية التي تدعم التنمية في الوطن العربي وتمولها، لا سيما في ظل وجود قرار عربي بتخصيص ما نسبته (10%) من الأرباح السنوية لهذه الأرباح للصناديق العربية، وتتراوح قيمة هذه الأرباح بين (50-100) مليون دولار، وتبقى فلسطين هي البلد الوحيد الذي تقدم له هذه الأموال على شكل منح، لأنها ليست دولة.

واعتبرت الدراسة أن التمويل العربي مهم حجماً ونوعاً في السياق الفلسطيني نظراً لطبيعته غير الخاضعة لشروط وأثمان سياسية، كما هو الحال في التمويل الغربي، ولعدم امتلاكه الطبيعة التحويلية داخل الفضاء الفلسطيني، لكن مشكلة هذا التمويل هي غياب السياسيات الحقيقية لتوظيفه داخل السياق الفلسطيني، سواء على مستوى السلطة أو المؤسسات الأهلية.

وقالت معدة الدراسة، الباحثة آيات حمدان إن أهمية الدراسة تكمن في تركيزها على الانعكاسات البرامجية لخطاب الممولين وتصوراتهم حول الشكل المقترح للمجتمع الفلسطيني، عبر معالجة مجموعة من برامج مانحيين رئيسيين تم إجراء مقابلات معمقة معهم، وتحليل مجموعة كبيرة من الوثائق الخاصة بهم، لاتاحة الفرصة لنظرة أقرب لفهم كل ممول لعملية التنمية، ومساهمته فيها عبر إقرار برامج خاصة بالعمل داخل المجتمع الفلسطيني.

وأكدت حمدان أن المساعدات تأتي تحت ذرائع عديدة، منها اعتبارها إحدى الآليات التي تسعى من خلالها الدول الغنية لتحقيق التنمية، والتقدم في البلدان الفقيرة، لكنها رأت أن هذا لا يتجاوز كونه شعاراً تختفي خلفه أهداف أخرى، تسعى الدول الغربية إلى تحقيق أهدافها.

وأضافت حمدان في دراستها: بهذا المعنى، تكون المساعدة الحديثة مساعدة ذاتية للحداثة، ومرتبطة بدافع الحداثة الأساسي القائم على الهيمنة، والتي تجسدت من خلال الاستعمار، فالحداثة مرتبطة بالكولونيالية، التي هي ضمنياً من أفكار عصر التنوير الأوروبي عن التاريخ والعقلانية والمنطق والحضارة والعلم، وتتحكم بأدوات المعرفة، لتنتج دوماً الآخر الضد، غير العقلاني والمتخلف، الذي لا يمتلك القدرة على انتاج المعرفة العلمية، فسكان المستعمرات، هي أقرب إلى حالة الانسان قبل العلم، أي قبل التاريخ".