عبد الله عبد الله يدعو حماس لمغادرة الحكم حرصا على المصلحة الوطنية العليا والبردويل يعتبر الاطاحة بالحكومة غير قانوني

بيت لحم-معا- طالب النائب عن حركة فتح عبد الله عبد الله حركة حماس بتبني برنامج محدد وواضح يحظى بقبول دولي ويسهم في اخراج الشعب الفلسطيني من الازمة الخانقة التي يعانيها .

واضاف عبد الله في حديث لوكالة معا "على حماس ان تتخلى عما وصفه بـ "اللابرنامج" الذي تسير عليه وادى الى تدهور الاوضاع ," والشعارات والخطابات لا تخرجنا من الواقع وللاسف نلحظ ايضا تكريما للذين قتلوا المتظاهرين في غزة ".

وطالب عبد الله حركة حماس بان تنظر الى الموضوع بمنظار وطني وليس فصائلي وتتبنى روح المسؤولية الوطنية والتي لا تتغير لا بخطابات ولا بدعوات ولا بصلوات بل تحل المسالة بخطة عملية .

ودعا عبد الله حركة حماس ان هي ارادت للوطن ان يعيش بسلام ان يتنحوا جانبا ويتركوا الساحة لاي فصيل ايا كان ليحمل راية المصلحة الوطنية, مشيرا الى " ان اي مسمى حكومي ليس له قيمة ما لم يكن هناك برنامج سياسي واضح , ومحدد لاننا لا زلنا في حالة تحرر وطني وتحت الاحتلال ويجب ان لا نعيش اوهاما نحن بحاجة الى التخاطب مع العالم الخارجي".

وحول اقدام الرئيس على حل الحكومة والتشريعي والذهاب الى انتخابات مبكرة, اعرب عبد الله عن ثقته بحكمة الرئيس وانتمائه الوطني وحرصه على عدم اتخاذ قرارات تضاعف من صعوبة الاوضاع بل يحرص على اتخاذ كل ما من شانه دفع الحالة الوطنية الى الامام قدما في ظل انغلاق حماس وتزمتها," ولن نضيع الشعب من اجل حماس او من اجل حكومة ليس عندها برنامج واضح".

من جانبه استبعد د. صلاح البردويل رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي اقدام الرئيس عباس على حل المجلس التشريعي والغاء نتيجة الانتخابات مشيرا الى انه ليس من حق الرئيس ان يقدم على الغاء الانتخابات وحل المجلس التشريعي .

واضاف البردويل في حديث خاص لوكالة معا " لا يوجد ما يتيح لاي كان بالغاء الانتخابات لا في القانون الاساسي ولا في لجنة الانتخابات ما يعطيه هذا الحق , ولماذا يلغيها وهي نتيجة افراز وطني ؟, وماذا لو اجريت انتخابات جديدة وفازت حماس مرة اخرى هذا كلام لا قيمة له ".

واوضح البردويل, ان حماس لديها قرار استراتيجي بتشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس برنامج سياسي بمحددات لا يعترف بالاحتلال وينبثق من وثيقة الاتفاق الوطني والتي اتفقت عليها كل الفصائل".

وتابع قائلا" قطعنا شوطا طويلا في المباحثات مع الرئيس حول تشكيل حكومة الوحدة وان الخلاف الذي ظهر كان حول قضية الشرعية العربية او المبادرة العربية رغم ان كل الفصائل ماعدا "فتح" وافقت على مصطلح الشرعية العربية ".

وارجع البردويل سبب الازمة الاخيرة بين فتح وحماس الى غياب الحوار واللقاء الجدي وتصريحات مستشاري الرئيس الذين نقلوا كلاما عنه ربما لم يقله خاصة وانه كلام غير قانوني وبالونات اختبار .

واضاف "المشكلة ان هذه التصريحات كلها تاتي قبل استئناف الحوار وهدفها هو تسميم الاجواء, فالسياسي الحقيقي عليه ان يتحدث بما هو قانوني بدل الخروج بكلام ليس له علاقة بالواقع ويلغي المصلحة الوطنية".

وطالب البردويل بالعودة الى طاولة الحوار باعتبارها العامل الرئيس في تبديد كل الخلافات وهي البوصلة التي توجه الجميع مؤكدا ان الهدوء وليس التصعيد ضد بعضنا يجب ان يسود وان الازمات تحدث عندما ينقطع الحوار .

وابدى البردويل معارضة شديدة لتشكيل حكومة تضم شخصيات مستقلة واعتبرها مدخلا حقيقيا لما وصفه بالفساد والعبث بالحقوق الوطنية.

واضاف قائلا" شخصيات بلا انتماءات سياسية هي مدخل حقيقي للفساد الكبير حيث انها ستاتمر بامرة شخصيات ذات نفوذ سياسي وتصبح رهينة لقيادات خارجية, وفيما لو شكلت هذه الحكومة لماذا تلغي البعد السياسي منها؟, ولا يمكن قيادة شعب الا عبر قيادة مسيسة ووطنية واذا تم تشكيل حكومة تكنوقراط لماذا لا تتشكل من الوان الطيف السياسي المختلف "؟.

واشار البردويل الى ان كل هذه الطروحات انما تهدف الى عزل حماس من الحكم, وحماس لا يمكن ان تحيد عن فوزها من اجل خاطر اسرائيل وامريكيا, متهما الرئيس عباس بالتراجع عما تم الاتفاق عليه مع رئيس الوزراء , قائلا" واشنطن واسرائيل لم توافق على حكومة تضم حركة حماس ولهذا تم التراجع والخروج بتصريحات هدفها اقصاء حماس عن الحكم".

واعرب البردويل عن امله بان تسفر الجهود القطرية في تجسير الهوة بين الطرفين مشيرا الى انه المخرج الحقيقي من الازمة يكمن في تشكيل حكومة وحدة على اساس وثيقة الوفاق الوطني التي تبدا بعدم الاعتراف باسرائيل .