موائد الافطار تفتح جروحا لذوي الاسرى وتعكر عليهم فرحة الافطار
نشر بتاريخ: 09/10/2006 ( آخر تحديث: 09/10/2006 الساعة: 22:04 )
غزة- معا- من المألوف أن شهر رمضان يشهد تجمع العائلات على مائدة الإفطار لتتناول كل ما لذ وطاب وسط تبادل أفرادها النكات والتعليقات وتعلو أصوات الضحك إلا أن ظروف الأسر تفرض على الفلسطينيين أن يقضوا رمضانهم في أجواء من البكاء على فراق الأحبة تختلط فيها الدموع بالطعام و يتجرع ذوو الأسرى مرارة الأطعمة الرمضانية وهم يطالعون صور أبنائهم بدلا من سماع أنفاسهم ليحلو بقربهم العيش.
يبكي والد الأسير طارق الطبش المحكوم بالسجن مدى الحياة على فراق نجله قائلا:" لامعنى للحياة و لا طعم لمائدة رمضان وهو غائب منذ سجن طارق لم أعرف معنى الفرحة".
وبصوت منخفض وسط شهقات البكاء ومحاولة لاخفائها تمنى والد الأسير الطبش الذي حرمه الاحتلال الإسرائيلي من زيارة نجله مدة 6 سنوات تمنى أن يراه شاكيا حرمان زوجته من الزيارة في أغلب الزيارات و خضوعها لأهواء هذا الاحتلال.
ويتذكر والد الأسير الطبش الأيام الجميلة التي مضت بقرب نجله البكر بالقول أنه كان يرافقه في جميع المناسبات العائلية وأن غيابه في جميع هذه المناسبات ترك جرحا عميقا في قلب والده لا يلتئم الا بالإفراج عنه.
والدة الأسير رجب والشهيد محمود أبو الجديان بكت وهي تروي لمراسلة" معا" ذكريات فقدان أبنائها قائلة:" كان القلب فرحان قبل لكن غيابهم أخذ معه الفرحة".
وتروي والدة الأسير أبو الجديان أنها تفتقد كثيرا أبناءها الغائبين على مائدة الافطار حيث يزيد شهر رمضان ذكريات الأحبة و تبقى الذكرى ملحة مصحوبة بالألم يرافقها قيامها باحصاء أولادها لتتجدد ذكريات فقدان الغائبين.
وتتمنى والدة الأسير زياد أبو ندى أن يتم الافراج عن نجلها متذكرة تلك الأيام التي كان يأخذ فيها الأسرة بعد الافطار للقيام بجولات ترفيهية تشعرهم بأجواء شهر رمضان مضيفة أنها لا تتصور مائدة الافطار بدون وجوده و أنهم يقومون بوضع صورته إلى جانب اخوته على مائدة الافطار ليشعروا بوجوه.
و بكت والدة الأسير اياد العرعير على غياب نجلها في أيام رمضان التي تشهد تجمع الأحباب ويظهر فيها الغياب جليا وقت الافطار قائلة " كلما نقوم بطبخ أي من الأطعمة التي يحبها زياد أتمنى بشدة أن يتناول هذه الأطعمة معنا أتساءل يا ترى كيف هو أكل السجن طعمه وشكله".
و تقول والدة العرعير " من يوم ما انسجن اياد قلوبنا ما عرفت الفرحة واتسكرت هالقلوب بقفل وما عرفنا الفرحة حتى في حفلات زفاف اخوته وأن الفرحة الحقيقية هي يوم لقائه حرا طليقا خارج السجن وأن كل المناسبات السعيدة هي فرحة ناقصة وجود اياد".
زوجة الأسير عبد الحميد أبو خوصة تروي عن عائلتها في شهر رمضان في ظل غياب والدهم أنه يخيم الحزن عليها وسط احساسها وحدها بمسئولية تحمل أعباء المنزل و الأبناء قائلة:" يقوم رب الأسرة بالعمل على تجميع أسرته أكثر من أي شخص أخر فيها ويشعر أفراد الأسر الذين فقدوا عائلها سواء بالأسر أو بالاستشهاد بالحرمان لغياب حنان الأب الذي يظلل على جميع أفراد الأسرة".
وتضيف زوجة الأسير أبو خوصة أن صلة الرحم تتأثر كثيرا بغياب معيل الأسرة و تتقطع في غيابه في شهر رمضان و الأعياد.
وتتنهد والدة الأسير محمد جابر متذكرة الأيام الجميلة التي كانت تقضيها برفقة نجلها قبل الأسر واصفة اياه بمتخصص السلطات والحلويات الرمضانية حيث تمنت أن يتم تبادل للجندي الإسرائيلي بأسرى فلسطينيين في القريب العاجل لتنعم بجمال العيش بقربه مرة أخرى.
أهالي الأسرى الذين واصلوا اعتصامهم الأسبوعي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة اليوم الاثنين ينظرون بقلق شديد إلى ما وصل إليه أبنائهم داخل السجون معبرين عن استيائهم من الصمت العربي والدولي على معاناة أبنائهم.
وشارك أهالي الأسرى في اعتصامهم موظفي النقابة العامة الذين يواصلون اضرابهم عن العمل منذ الثاني من ايلول/ سبتمبر الماضي مطالبين باستلام رواتبهم المتأخرة منذ سبعة أشهر بسبب الحصار الإسرائيلي مشيرين إلى أنهم يعيشون في قطاع غزة بسبب هذا الحصار ظروفا غاية في القسوة و المعاناة تشبه معاناة الأسرى واصفين القطاع بالسجن الكبير بسبب فرض الاحتلال الإسرائيلي للحصار والإغلاق المستمر للمعابر.