الثلاثاء: 08/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس المفتوحة في رام الله تحتفل بتخريج الفوج الرابع عشر من طلبتها

نشر بتاريخ: 17/07/2011 ( آخر تحديث: 17/07/2011 الساعة: 20:30 )
رام الله- معا- احتفلت جامعة القدس المفتوحة في منطقة رام الله التعليمية، اليوم الأحد، برعاية الرئيس محمود عباس بتخريج كوكبة جديدة من دارسيها الفوج الرابع عشر "فوج القدس" من دارسيها.

احتفال القدس المفتوحة هو الثاني من أحد عشر احتفالا سيجري تنظيمها في مختلف المناطق التعليمية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد انقطاع استمر لسنوات لم تعقد خلالها احتفالات تخرج بسبب ظروف الاحتلال الإسرائيلي الذي قطع أوصال المدن في الضفة، والانقسام في قطاع غزة.

وبدأ الاحتفال بدخول موكب الخريجين، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، فالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وحضر الاحتفال، الذي أقيم بمدرسة رام الله الثانوية، د. حسين الأعرج رئيس ديوان الرئاسة ممثلا عن الرئيس محمود عباس، وليلى غنام محافظ رام الله والبيرة، ورئيس الجامعة ونواب رئيس الجامعة، وعدد من أعضاء المجلس الثوري والشخصيات الوطنية السياسية والأكاديمية.

وكان بين الخريجين أكبر طالب جامعي في فلسطين وهو عطا جابر (69 عاما).

وتقدم رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة م. عدنان سمارة، في كلمته في الاحتفال، بأحر التهاني باسمه وباسم مجلس الأمناء إلى الخريجين والخريجات على حصولهم على الشهادة العليمة الأولى.

واستعرض سمارة المراحل التي مرت بها الجامعة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، وبين أن المرحلة الأولى كانت التأسيسية التي اشتدت فيها قبضة الاحتلال على الشعب الفلسطيني واعتقل الاحتلال الطلبة واحتجزهم في السجون، لذا قررت الجامعة أن تبحث عن طريقة للوصول إلى الطلبة ما داموا لا يستطيعون الوصول إليها، وكلف د. إبراهيم أبو لغد بعمل دراسة حول هذا الموضوع من قبل الرئيس الشهيد ياسر عرفات، كلف أبو لغد بإخراج هذه الدراسة إلى حيز الوجود، ليكون أول رئيس للجامعة، وأصبحت مدينة أبناء الشهداء في دمشق أول مقرا مؤقتا للجامعة.

وتحدث م. عدنان سمار عن المرحلة الثانية التي مثلت الانطلاقة على أرض الوطن في قبل عقدين من الزمان، حيث عين د. منذر صلاح رئيسا للجامعة، أما المرحلة الثالثة فملت مرحلة تطور الجامعة أكاديميا ومؤسسيا، بعد أن ثبت الجامعة أقدامها وغرست جذورها في الأرض كشجرة الزيتون الباقية في أرضنا.

وأكد سمارة أن الجامعة خطت خطوات كبيرة في مجال استعمال الوسائل العلمية، واعتمدت على الفصول الدراسية الافتراضية، والتسجيل الالكتروني، وبنك الاسئلة، عملت على تشجيع البحث العلمي فلا تطور دون الأبحاث العلمية.

وعاهد سمارة طلبته بالمضي قدما في تطوير الجامعة ورفع مستواها إلى المستوى الذي يليق بها وبموظفيها وخريجيها، شاكرا الرئيس وقفته بفتح كلية للدراسات العليا في الجامعة لفتح المجال أمام خريجيها لتطوير أنفسهم.

من جانبه، أكد رئيس جامعة القدس المفتوحة د. يونس عمرو أن الجامعة حققت إنجازات كبيرة، أهمها أنها استطاعت من خلال عملها على مدار 20 عاما في الوطن على تخريج قرابة 55 ألف دارس ودارسة، مضيفا أنه يدرس فيها في الوقت الحالي قرابة 65 ألف دارس ودارسة، لتكون بذلك كبرى مؤسسات التعليم العالي في فلسطين، إذ تشكل ما نسبته 43% من مجموع التعليم العالي في الوطن.

وشدد د. عمرو على أن الجامعة تعمل على تعزيز الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني الذين فرقتهم السياسة، إذ تجمع مؤسساتها في الضفة وغزة في نظام عمل موحد، وهي المؤسسة الوحيدة التي لم تتأثر بالانقسام وتواصل تأدية رسالتها الأكاديمية على أكمل وجه.

وقال: نحتفل اليوم بتخريج الفوج الرابع عشر من طلبة الجامعة ونحن على مرمى حجر من مدينة القدس، في جامعة حققت أحلام القيادة الفلسطينية في توفير التعليم لمختلف أبناء الشعب الفلسطيني، حيث وصلت الجامعة إلى كل بيت وإلى كل فرد فلسطيني.

وأشار د. عمرو إلى أن جامعة بلغت مرتبة متفوقة جدا في فلسفة التعليم المفتوح، ووصلت إلى مرحلة التعليم المدمج في أدائها ومهامها ومراتبها الوظيفية.

وخاطب د. عمرو الخريجين قائلا: عليكم أن تقوموا بنقل ما تعلمتموه خلال سنين تواجدكم في الجامعة إلى مجتمعكم وتعملوا على خدمته، وتقوموا بتقديم جامعة القدس المفتوحة بأفضل صورها خصوصا أن طلبتها من الطلبة المتفوقين في مختلف المجالات على مستوى مؤسسات الوطن المختلفة.

وطالب عمرو الخريجين بالانضمام إلى الأقسام الخاصة بالجامعة بمتابعة الخريجين، وقال إن القدس المفتوحة هي الجامعة الوحيدة التي تقوم بمتابعة خريجيها لحين تمكنهم من الحصول على العمل المناسب والانخراط في مجتمعهم على أكمل وجه.

وهنأ كافة الخريجين وكافة المشاركين الذين نجحوا في التخرج من الجامعة، كما شكر الطاقم القائم على تنظيم احتفالات الجامعة على الجهد الذي يبذلونه في هذا المضمار.

من جانبه، قال رئيس ديوان الرئاسة د. حسين الأعرج في كلمة الرئيس محمود عباس بالاحتفال "يشرفني أن أنقل إليكم بمناسبة احتفالكم بتخريج فوج القدس، أصدق تمنيات فخامة الرئيس أبو مازن الذي كلفني أن أنوب أصالة عنه لمشاركتكم في احتفالكم بتخريج هذه الدفعة من طلابنا الأعزاء في جامعة القدس المفتوحة.

وجدد الأعرج تأكيد السلطة الوطنية على الاستمرار في رسالتها الخالدة التي ستواصلها رغم العقبات والمتمثلة بالاهتمام في المؤسسات التعليمية، وتوفير فرص التعليم لأبنائنا أيمانا منا بحقهم في التعليم ودفعهم للارتباط بهذه الأرض المباركة.

وأضاف: بتخريج هذا الفوج الذي يمثل امتدادا لأربعة عشر فوجا تخرجوا من هذا الصرح العلمي والذي خرج شخصيات احتلت وما زالت تحتل مواقع هامة ومرموقة في المجتمع الفلسطيني وفي كثير من الدول العربية والإسلامية وغيرها لهو دليل أكيد على أن الاستثمار في التعليم وفي بناء الإنسان الفلسطيني وتسليحه بالعلم والمعرفة يشكل أولوية لعمل السلطة الوطنية وعلى رأسها السيد الرئيس ابو مازن.

واوضح د. الاعرج أن أبناء الشعب يقفون جميعا صفا واحدا خلف القيادة الفلسطينية بقيادية منظمة التحرير، خاصة وهي مقبلة على استحقاقات عدة تتعلق بانجازات كبيرة فيما يتعلق باستحقاق أيلول والحصول على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.

وأكد رئيس مجلس الطلبة القطري في جامعة القدس المفتوحة زياد الواوي: جامعتنا تسير بخطى ثابتة وواثقة اتجاه وضع الجامعة بمكانتها المتقدمة على المستوى الأكاديمي, فنحن نواكب تطور الجامعة وبرامجها لحظة بلحظة...فقد خطت الجامعة خطوة متقدمة بتطوير البرامج من التركيز إلى التخصص...وبإدخال فلسفة التعليم المدمج والالكتروني ليستطيع الدارس أو الدارسة تلقي ومناقشة علومه وهو في منزله أو عمله ..كما ان الجامعة بدوائرها المختلفة تعمل جاهدة في مجال التبادل الطلابي مع الجامعات العربية وتعزيز فكرة التنافس والبحث العلمي وكان لدارسينا شرف حصول دارسة ببحث تقدمت به في مسابقة شاركت فيها ثلاثون جامعة عربية بأن حصلت دارسة القدس المفتوحة على المركز الاول في مصر.

وأضاف: كان للقدس المفتوحة شرف بأن كانت من بين الجامعات المميزة على مستوى الوطن العربي، ولها الشرف أن 70% من خريجها ينجحون في اجتياز امتحانات وزارة التربية والتعليم العالي، ويحصلون على وظائف فيها ومختلف وزارات فلسطين.

وألقت الطالبة ربا سلامة كلمة خريجي منطقة رام الله التعليمية شكرت فيها المدرسين وذوي الخريجين وإدارة الجامعة على ما قدموه للخريجين، وأكدت أنها زملائها سيكونون ذخرا لوطنهم وجامعتهم.

وفي نهاية الاحتفال جرى توزيع الشهادات على الخريجين الذين استوفوا المتطلبات الدراسية واستحقوا الحصول على شهادة البكالوريوس.