هل تتحول مخيمات الاحتجاج في المدن الاسرائيلية الى ميدان تحرير اخر ؟

بيت لحم- معا- لم تعد معسكرات الخيام التي اقامها العديد من الطلبة والازواج الشابة على جادة روتشيلد وسط تل ابيب بل امتدت الى مدن اخرى منها بئر السبع والقدس وغيرها من المدن الاسرائيلية .

الاحتجاجات والخيام اقيمت للمطالبة بايجاد حلول لاسعار الشقق المرتفعة والتي باتت بعيدة جدا عن متناول يد الشبان والطلبة الذين يؤكدون استمرارهم في الاحتجاج والنوم في الخيام وسط الميادين العامة الى حين ايجاد الحلول المناسبة .

واخذت تلك الاحتجاجات بعدا وزخما كبيرا حين تحولت الخيام الى محج يؤمه الساسة الاسرائيليين من مختلف اطياف الساحة السياسية للاعراب عن تضامنهم مع المحتجين دون ان يحمل ايا منهم صيغة للحل ما دفع بمحتجين في تل ابيب يوم امس الى طرد عضو الكنيست عن حزب الليكود "ميري ريغف" التي حضرت الى معسكر الخيام مصحوبة بجيش من الصحفيين والمصوريين فقام احد المجتجين برشها بالماء البارد .

وفي اطار البحث عن حلول رئيسة حزب كاديما المعارض تسيفي ليفني الحكومة الى الاسراع ببناء الشقق السكنية المخصصة للايجار وليس للبيع وذلك للمساهة في حل ازمة السكن الخانقة التي تعيشها المدن الاسرائيلية عموما وتل ابيب على وجه الخصوص .

نتنياهو بدوره اعلن بان حكومته تعد العدة لتفجير المفاجآت دون ان يفصح عن ماهية تلك المفاجآت، مؤكدا بانها ستكون كبيرة وضخمة .

وزير الاسكان الاسرائيلي "ارئيل اتياس" هاجم بدوره المحتجين، متهما اياهم بالتمسك بالسكن وسط تل ابيب وكأنها بداية ونهاية العالم رافضين الانتقال للسكن في الضواحي حيث توجد الشقق الفارغة وبأسعار تقل بنسبة 10% عن مثيلاتها في تل ابيب.

وحذر عضو الكنيست عن حزب كاديما المعارض "روبرت تيفايف" من تحول الاحتجاجات على اسعار الشقق الى ميدان تحرير ثان داخل إسرائيل في اشارة منه الى الاحتجاجات الجماهيرية المصرية التي عصفت بنظام حكم مبارك.

وجاءت تصريحات "روبرت" خلال جلسة نقاش عقدتها اللجنة الاقتصادية في الكنيست لمناقشة استمرار ارتفاع أسعار الشقق في إسرائيل.

وقال احد الخبراء المختصين في مجال الاسكان والذي حضر اجتماعات اللجنة الاقتصادية بان اسرائيل فقدت ما اسماه بعنصر " الشفقه" حيث لم يعد وجود لاي تعامل انساني مع الناس .

وأضاف الخبير :" لماذا لا يدافع القانون عن المستأجر كما في نيويورك ولندن حيث يوجد قوانين للدفاع عن المستأجرين؟ أنا لا أتكلم فقط عن الأزواج الشابة حيث أن نصف سكان تل أبيب من غير المتزوجين أو الشاذين جنسياً لذلك يجب القلق".