الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض:انجاز الجاهزية الوطنية يشكل ركيزة اساسية للذهاب للامم المتحدة

نشر بتاريخ: 18/07/2011 ( آخر تحديث: 19/07/2011 الساعة: 09:40 )
رام الله -معا- شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، على أن انجاز الجاهزية الوطنية لقيام الدولة، وبما أقرت به كافة القوى المؤثرة في العالم، قد بات يشكل الركيزة الأساسية للجهد الفلسطيني المبذول على الساحة الدولية، وفي إطار الاستعداد للاجتماعات القادمة للأمم المتحدة، للانطلاق بمشروع الدولة من واقع على الأرض، وهو ما نجحت السلطة الوطنية في تكريسه، إلى تحقيق السيادة الكاملة لهذه الدولة من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وقال "نعم، لقد حقق شعبنا الجاهزية لإقامة دولته المستقلة. وعلى العالم، الذي أقر بهذا الإنجاز، أن يظهر جاهزيته من خلال العمل الجاد لإلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها الذي طال أمده، وبات، وبإقرار المجتمع الدولي، يشكل العقبة الوحيدة أمام ولادة دولة فلسطين وممارستها لسيادتها على أرضها".

جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء في حفل إطلاق مشروع "اعرف تراثك الوطني"، والذي نظمته مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية، في قصر المؤتمرات في مدينة بيت لحم، بحضور محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، وعدد من الوزراء والمسئولين الرسميين ورؤساء وممثلي المؤسسات الدولية والأهلية.

وأكد فياض خلال كلمته إلى أن السلطة الوطنية بلورت وانطلاقاً من التزامها الكامل بالمصالح العليا لشعبناً استراتيجيه عمل تتمثل في استنهاض كامل طاقات شعبنا لإنهاء الاحتلال، وبناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، وسعت من خلال هذه الإستراتيجية إلى توفير مقومات الصمود لشعبنا على أرضه في مواجهة المشروع الاستيطاني الاسرائيلي.

وأشار إلى أن هذه الإستراتيجية تمثلت أيضاً في مواصلة البناء بالرغم من الاحتلال وممارساته، بل ولضمان التعجيل في الخلاص منه. وقد تجسدت هذه الاستراتيجية في إطار خطة "فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة"، لانجاز الجاهزية الوطنية لقيام دولة فلسطين التي انخرطت قطاعات واسعة من أبناء شعبنا في تنفيذها بهدف استكمال بناء وترسيخ أسس ومقومات وركائز الدولة.

وقال رئيس الوزراء "لقد شكل هذا الانخراط المتنامي تعبيراً عن تعاظم الثقة في برنامج السلطة الوطنية، وقدرتها على انجازه، حيث توجّ ما تحقق من عمل دؤوب خلال العامين الماضين بإقرار المجتمع الدولي بأن السلطة الوطنية أكملت جاهزيتها لإقامة الدولة، حيث باتت تمتلك مؤسسات قوية وقادرة على تقديم الخدمات إلى مواطنيها بكفاءة عالية، لابل وبما يفوق كفاءة مؤسسات دول قائمة".

وأضاف "هذا بالإضافة إلى ما تحقق من إجماع دولي إزاء حقوقنا الوطنية، وضرورة إنهاء العقبة الأساسية الماثلة أمام تجسيد دولة فلسطين، والمتمثلة بالاحتلال الإسرائيلي، وأمام الاستحقاق الأهم الذي ينتظره شعبنا من المجتمع الدولي لإنهاء هذا الاحتلال، وتمكينه من العيش بحرية وكرامة، ومن ممارسة حقه في تقرير مصيره، وتجسيد دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967".

وتابع فياض "إن هذه الانجازات لم يكن لها أن تتحقق لولا الالتفاف الشعبي الواسع حول برنامج السلطة الوطنية والانخراط المتعاظم في تنفيذه، والتقدم بثبات لانجاز أهداف مشروعنا الوطني، والمتمثلة أساساً في إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي القلب منها في القدس، العاصمة الأبدية لهذه الدولة".

وأوضح رئيس الوزراء أن الإنجاز الرئيسي لمضمون هذه العملية تمثل في بعث وتعزيز ثقة الإنسان الفلسطيني بقدرته على النجاح والانجاز، والتغلب على التحديات والصعوبات مهما بلغت، بديلاً عن التسليم بالواقع كقدر أو محاولة التعامل معه فقط من خلال إطلاق الشعارات الرنانة، والتي كثيراً ما افتقرت إلى أي مضمون عملي حقيقي، ودون عناء حتى بمجرد الإشارة إلى ما هو مطلوب لتحقيقها. وأضاف "على ما يبدو، فإن هذا الانجاز هو الذي بات مستهدفاً، إزاء ما نواجهه من صعوبات، من خلال محاولات الانتقاص من تلك الانجازات التي تحققت، أو الانجرار لتشويهها. ولكن مثل هذه المحاولات لم تمر ولن تمر".

واعتبر فياض أن حملات التضامن والمساندة الدولية على الصعيدين الرسمي والشعبي، والدور الهام والحيوي للشباب في عهد الربيع الشبابي، ساهموا في حشد المزيد من الدعم والتعاطف ألأممي مع شعبنا في مسعاه لنيل حقوقه الوطنية.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن شعبنا الفلسطيني واجه دوماً صعوبات وعقبات كثيرة. إلا أن ما يُميز هذه المرحلة، وما يعطينا الثقة بالقدرة على التغلب على هذه العقبات، هو أن شعبنا، وبما يمتلكه من تجارب غنية وملموسة، بات يدرك الطريق. وقال "إنني على ثقة بأنه لن يضل، وسيكون قادراً على تجاوز كافة الصعوبات والمحن، والتي يبدو ما نواجهه منها الآن الأكثر خطورة، وأضاف "أحلك لحظات الليل ظلمة هي تلك التي تسبق الفجر. ونعم، سيبزغ فجر الحرية في كافة ربوع فلسطين بإذن الله".

وفي ختام كلمته توجه رئيس الوزراء بالتحية إلى كافة جالياتنا الفلسطينية في كل أنحاء العالم، وإلى كل شباب فلسطين في الوطن والخارج بكل التحية والتقدير. كما توجه بالشكر إلى مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية وشركاءها على هذه المبادرة، وإلى كافة المؤسسات الشبابية على ما تقدمه من دعم حيوي وهام لقطاع الشباب ومؤسساته وللمؤسسات التعليمية وفي مجال الثقافة والرياضة والإبداع وغيرها من الخدمات الأساسية والضرورية لشعبنا ولقطاع الشباب، وقال "أحييكم على هذه المبادرة الهامة، وكلي ثقة في أن شباب فلسطين سيكونون دوما بناة المستقبل و حراس الأرض، والتي، معكم وبكم، عليها، بكل تأكيد، ما يستحق الحياة"

جدير بالذكر أن مشروع "اعرف تراثك الوطني"، الذي أطلقته مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الأهلية والاقتصادية في الوطن والمهجر، يعتبر التزاماً وطنياً تجاه أبناء فلسطين في المهجر، ويعتبر القناة لربط هؤلاء الشباب المتواجدين في الشتات الفلسطيني بجذورهم، حيث يتخذ هذا المشروع خطوات واضحة لدعم بناء الدولة الفلسطينية في قلوب وعقول الشباب الفلسطيني أينما كان، وينفذ المشروع باستضافة وفد من الشباب مكون من 34 شابا وشابة، والقادمين من مختلف الولايات الأمريكية، والذين أصولهم ممتدة من سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة للتعارف ومخاطبة الشباب الفلسطيني في الوطن.