السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هنية بدأ يشتكي:أبو مازن زار عواصم العالم ولم يكلف خاطره بأخذ أحد من حكومة حماس معه/ بقلم: داني روبنشتاين

نشر بتاريخ: 10/10/2006 ( آخر تحديث: 10/10/2006 الساعة: 16:23 )
عنوان خطاب رئيس الوزراء الفلسطيني، اسماعيل هنية، أمام الحشود المناصرة له في غزة في نهاية الاسبوع كان لا تيأسوا، فحماس هي التي ستقود الحكومة القادمة . ولكن عندما نتمعن في مضمون خطابه نجد مؤشرات أولية لليأس والضائقة بالتحديد.

هناك مثل شرقي يفسر سبب ظهور صوت مرتفع من جراء ضرب الفولاذ بالفولاذ، الامر الذي لا يحدث عندما يضرب الفولاذ علي الخشب. السبب حسب المثل هو أن الفولاذ يصرخ عندما يضرب بفولاذ مثله لأنه شقيقه من لحمه ودمه، أما مع الخشب الغريب فالوضع مختلف.

في هذا السياق كانت بعض مقاطع خطاب اسماعيل هنية مثيرة للاهتمام. هو أكثر من الشكوي من القوي القوية في العالم كله وعلي رأسها الولايات المتحدة، هذه القوي التي قاطعت حكومته وناهضتها.

هنية أضاف في تلميح واضح لأبو مازن وحركة فتح أنه لأسفه الشديد يوجد بين الفلسطينيين من يساعد في ذلك. هنية اشتكي بصورة أكثر وضوحا من الأشقاء العرب، وقال ان أي حكومة عربية لم تدعُ حماس لزيارتها منذ الانتخابات باستثناء دولة قطر.

خيانة الأخوة العرب تتسبب بألم كبير كما يظهر. صحافي من غزة يقول انه سمع هنية وهو يشكو من ان أبو مازن قد زار كل عواصم العالم خلال الشهرين الأخيرين، ولكنه لم يكلف خاطره بأخذ أحد من حكومة حماس معه في هذه الزيارات.

صحيح أنه لا توجد في الصحف الفلسطينية تقارير تشير الي هذه العبارة، ولكن ذلك ليس ذا أهمية. الصورة التي ترتسم من شكاوي هنية هي أن الخوف يظهر عليه للمرة الاولي منذ سبعة أشهر عندما شكلت الحكومة. أحد التقارير الفلسطينية نقل عن هنية في الاسبوع الماضي قوله انه يتنبأ بعواقب الامور. غزة والسلطة الفلسطينية ستغرقان في الفوضي في أحسن الأحوال، هذا بينما ستندلع حرب أهلية بينهما في اسوأ الاحوال.

يوجد لدى هنية اسباب للحالة المزاجية السيئة وللتنبؤات السوداوية. الحصار المفروض علي حكومة حماس الذي فرضته اسرائيل ودول العالم، والدول العربية والخصوم الفلسطينيين , يؤتي أكله. قيادة حماس كما يتبين غير مستعدة لتغيير مواقفها الايديولوجية القائمة علي مباديء الاسلام الراديكالي.

استطلاعات الرأي في الضفة وغزة تشير الي ضعف شعبية حماس مؤخرا، والجمهور الفلسطيني يبدو وكأنه يرسل لها رسالة: انتخبناكم حتي تقودوا الاصلاحات وإظهار الحزم والصلابة والكرامة في وجه اسرائيل، ولكن ليس لتحويل فلسطين الي فرع لايران.

علي هذه الخلفية تظهر لهجة أبو مازن ـ أو تهديداته ـ وهو يتحدث عن حماس بصورة أكثر وضوحا. كل العالم يؤيد أبو مازن، ويقترح عليه أن يقوم بحل حكومة حماس وتكليف شخصية محايدة بتشكيلها، والاعلان عن الانتخابات المبكرة في السنة القادمة. الجميع يعلنون عن الحاجة الي تعزيز مكانته.

من المشكوك فيه اذا كان ذلك كله سيُسعف شيئا. حماس لن تخضع بسهولة. احدى السبل أمام قيادة حماس للرد على قرار أبو مازن بحل الحكومة هو التراجع عن وقف اطلاق النار، والشروع في حملة عمليات في اسرائيل. لديهم الوسائل والقدرة علي القيام بذلك. ومن المحتمل ايضا أن يكونوا هم وراء شريط الفيديو الذي وزعته خلايا القاعدة في فلسطين وفي دول الخليج قبل ايام، حيث تضمن تهديدات لاغتيال كل قائد فلسطيني يتصرف كعدو للشعب.

في هذا الشريط أعلنت الخلايا عن مسؤوليتها عن قتل الضابط الفلسطيني جاد أبو تايه ومساعديه الاربعة قبل ثلاثة اسابيع في غزة، ومحاولة اغتيال رئيس الاستخبارات في غزة، الجنرال طارق أبو رجب، قبل اربعة اشهر.

من الصعب رؤية طرف فلسطيني يقف في مواجهة حماس، ويحل محلها في الحكم. قيادة فتح مفككة، ولا يوجد مؤشر حتى عن بداية الاصلاحات في الحركة كما كانوا قد وعدوا سابقا. النزاعات بين الشبان والقدامى في الحركة لم تتوقف. الوضع الذي سينجم عن سقوط حماس يمكن أن يكون اسوأ من ذلك.

محلل خبير في الشؤون الفلسطينية