الأربعاء: 09/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مختصون: سرقة الآثار ترجع الى غياب الوعي وعدم وجود استراتيجية واضحة

نشر بتاريخ: 19/07/2011 ( آخر تحديث: 19/07/2011 الساعة: 19:38 )
غزة- معا- اتفق صحافيون ومختصون فلسطينيون على أن غياب الوعي بأهمية الآثار والمعالم الحضارية أدى الى سرقة الكثير من التراث، بالإضافة إلى تغيب الإعلام عن تداول هذه القضية بشكل كبير.

وتحدث المحاضر في قسم التاريخ في جامعة الأقصى الدكتور خالد صافي عن الدور الحضاري الفلسطيني الغائب، وقال إن أحد جوانب الصراع مع إسرائيل هو محاولتها طمس الهوية الفلسطينية.

وأشار صافي خلال ورشة عمل نظمها المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية، بالتعاون مع جمعية بيت المقدس للدراسات والبحوث الفلسطينية في مقر المعهد في مدينة غزة اليوم الثلاثاء 19 حزيران (يونيو) 2011، وأدارها رئيس مجلس إدارة الجمعية عبد الحميد أبو النصر، وحضرها عشرات الإعلاميين والصحافيين والقانونيين المهتمين بقضايا التراث الفلسطيني، الى أن هناك الكثير من الاحصاءات والمعلومات توضح كيفية سرقة الآثار وتهويدها.

واشتكى صافي من عدم حماية الآثار, وأن لصوص الآثار متواجدون في كل مكان في قطاع غزة والضفة الغربية, إضافة إلى سرقة المخطوطات التي انتشرت بشكل كبير في عدة دول، حيث يقوم السارقون بتصوير المخطوطات وبيعها في الدول الأخرى.

ولفت الى أن لصوصاً سرقوا معظم المخطوطات الفلسطينية ونشروها في الخارج, وعزا هذه المشكلة الى عدم وجود وثائق وتوثيق لهذه المخطوطات.

وقال إن هناك من ينسب أسباب المشكلة الى الاحتلال، على رغم أن هناك الكثير من الأسباب والاشكالات التي أدت الى سرقة المخطوطات.

من جهته، أوضح الباحث والمهتم بالشؤون السياحية الدكتور عبد القادر حماد أهمية المحافظة على الإرث الإنساني والدور الإعلامي في تناول هذه القضية، منتقداً دور الإعلام الفلسطيني الذي لا يقدم ولا يؤخر.

وأشار الى التقصير الاعلامي في تناول قضايا التراث.

واعتبر حماد أن المشكلة لا تقتصر على جانب واحد، فالجانب الاقتصادي يلعب دوراً كبيراً في ظل غياب الوعي بأهمية الآثار والحفاظ على المعالم الأثرية، ما أدى الى سرقة الآثار وبيعها.

وقال إن الاحتلال يستغل جميع المعالم الحضارية والتراث لصالحه، وكأنها معالم آثرية وتراث اسرائيلي، مثل المأكولات الشعبية الفلسطينية المعروفة.

وشدد حماد على أهمية وضرورة وضع استراتيجية واضحة للحفاظ على التراث، بخاصة في المناهج التعليمية من أجل زيادة الوعي بالمعالم الأثرية ورفع مستوى اهتمام وسائل الإعلام بالكتابة عن الآثار وفضح جرائم السرقات الاسرائيلية وغيرها.

واستعرض المختص في الاثار أيمن حسونة أهم ما يتعلق بحماية الآثار.

وشدد حسونة على وجوب أن يكون هناك مؤسسة قانونية تحمي الآثار، نظراً لعدم وجود قانون فلسطيني يحمي الاثار والتراث.

وجرى خلال الورشة نقاش حول سرقة الاثار والظروف التي تضع فلسطين دائماً في دائرة الاتهامات، بخاصة من حيث الهدم والتدميرات، فيما عرض أبو النصر مجموعة من صور التراث الذي تمت سرقته حديثاً.

واعتبر مراسل صحيفة الأيام الفلسطينية حسن جبر أنه يجب عدم القاء اللوم على الصحافيين في شأن التقصير في تناول قضية سرقة الآثار اعلامياً، نظراً لأن هناك كثيراً من الصحافيين ليس لديهم وعي بالتراث والمعالم الحضارية ولا اهتمام لأنهم ينظرون الى قضايا أخرى بأهمية أكبر.

وأوصى المشاركون، في ختام الورشة، بايجاد برامج لدعم الصحافيين من أجل الكتابة عن المواقع الأثرية وتشكيل لجان للحفاظ على الآثار, وسن قانون فلسطيني للاثار والتراث, والاهتمام بالمناهج التعليمية التي توضح المعالم الاثرية والتراثية، وترفع مستوى وعي الفلسطينيين بها.