أنديتنا الرياضية والإدارات التسويقية
نشر بتاريخ: 21/07/2011 ( آخر تحديث: 21/07/2011 الساعة: 19:43 )
بقلم : سفيان صيام
حملت بعضا من أفكاري ، وخزنتها جيدا في مكان ما في عقلي لتكون جاهزة على الفور للانطلاق في الجمعية العمومية للنادي الذي أنا عضو فيه نادي اتحاد الشجاعية الرياضي ، ذهبت بكل روح متفائلة وعقدت العزم على طرح فكرتي في اجتماع موسع يضم أعضاء النادي ومجلس إدارته ،
لأسباب مختلفة ومتعددة أهمها أن المقام لم يكن مناسبا على الإطلاق، قررت أن أجعل لفكرتي ميدان آخر أطرحها فيه ، لربما تجد أذانا صاغية وعيونا ناقدة وقيادات رياضية حريصة ، ولذلك قررت بمشاورة من صديقي الإعلامي عاهد فروانة أن أجعل الإعلام منبرا لنشر خواطري الجانحة .
باركت لمن فاز وفتحت حديثا شيقا مع صديقي ، صارحته بما يدور في خاطري من أفكار، أساسها لماذا لا يكون لنادي اتحاد الشجاعية إدارة للتسويق على غرار الأندية الكبيرة في محيطنا العربي والإقليمي ؟؟ وما نقوله عن نادي الشجاعية ينسحب بالتأكيد على باقي الأندية الفلسطينية في كل مكان .
على مدار موسم كامل للدوري في غزة ، تابعت مدى الشغف والاهتمام من قبل فئة كبيرة وكبيرة جدا من أبناء شعبنا ، بكرة القدم وبالدوري ونتائج الفرق المختلفة ، هذا يشجع خدمات رفح ، وهذا يتمنى فوز خانيونس ، وذاك يتابع غزة الرياضي ، وذاك يشجع بحماس خدمات الشاطئ .
وجدت إن حجم المهتمين والمتابعين كان كبيرا جدا ، بل ومتنوعا أيضا شاملا لكل الأطياف والفئات ، بما يسمح بتشكيل وعاء تجاري كبير فيه المستهلكين الكثر ، كما أن الأندية _ خصوصا الجماهيرية منها وهي كثيرة في فلسطين _ لديها سلعة مهمة جدا يمكن بالتأكيد تسويقها ، حتى وإن كان طابعها الترفيه والمتعة ، فهي سلعة قادرة على جلب الكثير من المهتمين في الاستثمار في هذا المجال لا سيما في مجال الإعلانات، وكلنا يعرف كيف أصبحت الرياضة عموما _وكرة القدم خصوصا_ ميدانا فسيحا للاستثمارات التجارية التي تقدر بمليارات الدولارات ، وأعتقد أن السوق في غزة أو في الضفة فيه العديد من الشركات التي قد ترغب في خوض غمار المنافسة التجارية للحصول على حقوق رعاية للأندية .
لا يخفى على أحد أن الأندية تعاني كثيرا من أجل توفير مصادر تمويل تمكنها من الوفاء بكل التزاماتها تجاه نشاطاتها المختلفة لاسيما نشاط كرة القدم باعتباره أكثر الأنشطة شعبية ، واحتياجا للمصاريف ، إلى جانب الرياضيات الأخرى التي تحتاج لميزانيات كبيرة لتكون قادر على الوفاء باستحقاقاتها ، فلماذا لا نفكر باستغلال كل إمكانيات الأندية لجلب اكبر عائد ممكن من الأموال التي قد تسهم في تخفيف بعض الأعباء عن كواهل مجالس الإدارات؟
إن وجود إدارات تسويقية في الأندية ، يقودها مختصون مخلصون يمكنهم القيام بدراسات حقيقية لما يمكن أن تحققه هذه الأندية من أرباح إذا هي أحسنت استثمار ما تملكه من مقدرات وإمكانيات يمكن أن تدر مبالغا ليست بالقليلة على خزائن الأندية التي يعاني معظمها من عجز ومديونية كبيرة .
على هذه الإدارات إذا تم تشكيلها أن تفكر بشكل علمي مدروس كيف يمكن أن تسوق السلعة التي يملكها النادي للشركات الراغبة في الاستثمار في هذا المجال ، وأذكر على سبيل المثال كيف يمكن تسويق حق الإعلان على زي الفريق الرياضي بحيث يمنح هذا الحق للشركات الراغبة في ذلك بناء على كراسة شروط تحمي حقوق كل من الطرفين ، على أن يكون ذلك من خلال مزايدة علنية أو بالظرف المختوم ، وتكون مهمة الإدارة التسويقية في النادي ابتكار الوسائل المميزة من اجل استثمار كل إمكانيات ومقدرات النادي لتحقيق اكبر عائد ممكن .
أعرف أننا نعاني ظروفا خاصا في كل المجالات ، ولكننا لا نطمح من خلال فكرتنا هذه إلى أن ننافس ريال مدريد مثلا ، أو النادي الأهلي المصري ، إنما نطبق المفهوم التسويقي للأندية بما يتناسب مع إمكانيات أنديتنا وظروف الاستثمار في بلدنا بما يدر عائدا محترما يضاف لميزانية الأندية يخفف عن كاهلها بعض الالتزامات .
ليس هذا المقال وصفا تفصيليا لما يمكن أن تقوم به الإدارات التسويقية في الأندية ، فهي بإمكانها أن تقوم بالكثير الكثير ، ولكنها إيماءة أو ومضة يمكن أن تكون أساسا لمفهوم أوسع وأعمق وأشمل عن التسويق الرياضي ، كما أنها مجرد رؤية شخصية قد أكون مخطئا فيها، لأنها نتيجة متابعتي الشخصية لمسيرة الرياضة في القطاع على مدار موسم كامل ، وقد شعرت بصدق أنه يمكن بشيء من الإخلاص والتعب أن نخلق المجال والسوق اللازم لتسويق السلعة التي تملكها أنديتنا بحدود ظروفنا المعروفة وإمكانياتنا المتاحة ، واطمح أن تكون فكرتي لبنة تضاف إلى أفكار إخوة وزملاء ومختصين لبناء صرح هذه الفكرة في المستقبل بإذن الله .