الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

قراءة لمنتخب فلسطين السلوي باسلوب مختلف

نشر بتاريخ: 22/07/2011 ( آخر تحديث: 22/07/2011 الساعة: 11:20 )
بقلم: اسماعيل غانم

في الحادي والعشرين من تموز وفي العام الحادي عشر بعد الألفين وقبل عصر يوم الخميس وفي صالة الأمير حمزة في الاردن وقف نيقولا فضايل ابن مدينة القدس القادم من كندا من تلك البلاد التي جمعت فيما جمعت ابناء فلسطين الباحثين عن حلم العودة الى ارض الأجداد وقف يستجمع قواه ويتذكر كل فنون السلة التي تعلمها يبحث عن كرة برتقالية هائمة يداعبها تلفت يميناً فوجد عادل متى بقربه هذا القادم من اصل الوطن من فلسطين التاريخية من قرية معليا التي تقع في اعالي الجليل الفلسطيني الشامخ بأهله وتاريخه رغم ظلم القابعين على انفاس أهله منذ ثلاثة وستون عاماً وتلاقت عيناهما فشعر نيقولا بشيء من الراحة ودار بعينيه قليلاً فوجد الشابين محمد عزمي وتوفيق صالح القادمين من غربة المخيمات وشتات اللجوء في بلاد العرب في سوريا الشقيقة وسأل نفسه بم يفكران ولم ينتظر كثيراً فهما سيمثلان فلسطين لأول مرة ويحلمان بدخولها والعيش فيها في ارضهم ارض الآباء والأجداد التي استملكها أبناء بولندا وهولندا فشعر بغصة في قلبه ودار يساراً فإذا بالمخضرم ابراهيم حبش وبجانبه نديم عبد المحسن ابنا مدينة رام الله المدينة التي صمدت في وجه المحتل وقاومته . المدينة التي احتضنت مفجر الثورة وقائدها ابوعمار .. المدينة التي خرجت عن بكرة ابيها تحمي رئيسها عندما شعرت بالخطر يحوم حوله من قتلة الأنبياء ووجد بجانبه حنا سهواني ابن مدينة المهد بيت لحم تلك المدينة الصامدة التي تشهد على عروبة فلسطين مهما حاول المحتلون لطمس التاريخ ويقف معه عدي هلال وابراهيم حنا حبش هذين الشابين القادمين من بيت ساحور مدينة الرعاة القابعة على زاوية بيت لحم من جهة الصحراء الفلسطينية يتهامسان معاً كيف سنواجه المصريين وماذا تخبيء لنا صافرة الحكم عند نهاية المباراة فهي أول مباراة دولية لهما ولم يعتادا على مثل هذه الأجواء كغيرهم من باقي الفرقة الفلسطينية فإذا بأحمد ياسر يقطع همسهما هذا القادم من بير زيت قرية الزيتون المتجذر في ارض فلسطين منذ ان غرس الكنعانيون اول فسيلة من الزيتون في الأرض المباركة ارض المحشر والمنشر ومعه فارس السويطي ابن اقدم مدينة في التاريخ الإنساني وأهبط بقعة على وجه الأرض مدينة اريحا هذه المدينة التي لا يدخلها الى المضطر صيفاً والجالبة لكل الفلسطينيين في الشتاء .

فجمعهم حوله وهتفوا معاً باسم فلسطين وبدأوا يخطون اسم فلسطين في صفحات بطولة الملك عبد الله الثامنة مع صافرة الحكم الاولى فجال وصال الفلسطينيون وتقدموا مرة وتأخروا كثيراً ومع فارق الخبرة والاعداد والامكانيات والتاريخ الرياضي انتهى الربع الأول لمصلحة المصريين بفارق سلتين وبالنتيجة 18 – 14 .

بدأ الربع الثاني ومع بدايته بدأ الفارق يتسع ويتسع كثيراً ولكن تذكر أبناء فلسطين انهم يجب أن يفعلوا شيئاً مختلف ويرسموا صورة مختلفة ر
غم انهم ولأول مرة يلعبون مع بعضهم البعض في مباراة ودية او رسمية فعاد الفارق يتقلص ويتقلص في هذا الربع الى ان انتهى لمصلحة مصر بفارق نصف سلة وبالنتيجة 19 – 18 وبإجمالي الشوط الأول 37 – 32 لمصلحة المصريين .

مع بداية الربع الثالث هام الفلسطينيون على وجوههم وازداد الفارق اتساعاً وكانوا يفقدون الكرة بسهولة فقطع المدرب استمرار هذا النهج بعد مرور ثلاثة دقائق من هذا الربع وجمعهم حوله وذكرّهم انهم هذا اليوم يمثلون فلسطين بكل تاريخها وحاضرها استشراقاً لمستقبلها فعادوا الى ارض الملعب بروح الفدائي المقاتل فصال وجال فضايل ورفاقه وقلصوا الفارق لينتهي هذا الربع بالنتيجة 31 – 23 لمصلحة المنتخب المصري واجمالي 68 – 55

في الربع الرابع جرى كما جرت الامور في ثالث الأرباع واتسع الفارق لأكثر من عشرين نقطة وعاد الفريق كما عاد في السابق وانتهى هذا الربع بتعادل الفريقين 26 – 26 لتنتهي المباراة بحصيلة اجمالية مصرة بلغة 94 نقطة مقابل حصيلة اجمالية فلسطينية بـ 81 نقطة .

وهكذا قدم الفلسطينيون ما لم يتوقعه أحد منهم رغم قلة الخبرة وعدم التجمع والغائبين من غزة وفي الصين والمصابين الذين نتمنى شفائهم على أمل أن يتطور الفريق في المستقبل القريب ليمنح لفلسطين بعض الفرح المفقود .