منتخبنا الوطني يخوض لقاء اثبات الذات والمصالحة.. اليوم
نشر بتاريخ: 23/07/2011 ( آخر تحديث: 18/08/2011 الساعة: 21:37 )
الخليل- معا- عبد الفتاح عرار- بعد تخطي الدور الاول من التصفيات التمهيدية المؤهلة لكاس العالم بالفوز على افغانستان ذهابا والتعادل ايابا، يدخل منتخبنا الوطني لكرة القدم مرحة جديدة وهامة تعتبر مفصلية لانه ان استطاع ان يخطف بطاقة التاهل بالفوز بمجموع المباراتين فسيتأهل لدوري المجموعات الذي سيمنح الكرة الفلسطينية شهرة واسعة كون منتخبات ذات تصنيف متقدم قاريا وعالميا ستلعب مع الوطني وستاتي ايضا للعب في فلسطين وهذا حافز مشجع لفدائيي الوطني من اجل العمل لمصلحة الوطن لان الانتقال لدوري المجموعات سيخدم القضية الفلسطينية بشكل عام لما سيواكبه من متابعة صحفية حسب اعتقادي لن تكون مسبوقة خاصة ان جميع المنتخبات التي من الممكن ان تاتي هنا في حال التاهل سيصاحبها تغطية اعلامية دولية واهتمام دولي ليس فقط من وسائل الاعلام الرياضية بل سيكون ذلك انجاز قومي سيخدم المشروع الوطني خاصة في هذه الفترة التي نسعى خلالها للحصول على اعتراف دولي والانضمام للامم المتحدة. وان كنا قد ابتعدنا قليلا عن ما يمكن ان نتحدث عنه في الجانب الفني، الا اننا نتمنى ان يساهم المنتخب الوطني في المعركة السياسية القائمة الان وجهود القيادة الفلسطينية من اجل اعلان قيام الدولة المستقلة في ايلول القريب.
المنتخب التايلندي في سطور
هو احد منتخبات جنوب شرق اسيا المتميزة والحاصل على ثلاثة القاب على صعيد الكرة الاسيوية وتسع مراكز متقدمة في بطولات اخرى وثالث كاس اسيا عام 1972 وتاهل مرتين للالعاب الاولمبية الصيفية واربع مرات لدورة الالعاب الاسيوية. تاسس الفريق عام 1915 كمنتخب سيام الوطني لكرة القدم ولعب اول مباراة غير رسمية له مع فريق اوروبي في استاد نادي بانكوك الملكي الرياضي في نفس عام تاسيسه. ولعب مباراته الدولية الاولى عام 1930 ضد المنتخب الاندو صيني الوطني الذي كان يضم لاعبين من جنوب فيتنام واخرين فرنسيين وتغير اسم المنتخب واسم الاتحاد في العام 1949 عندما تحولت سيام الى تايلند ليصبح المنتخب الوطني التايلندي لكرة القدم.
ظهرت تايلند لاول مرة في الالعاب الصيفية في مالبورن عام 1956 وخسروا هناك امام منتخب بريطانيا العظمى بنتيجة 9-0 وهي الخسارة الاكبر في تاريخ هذا المنتخب وفشلوا حينها في الانتقال للدور الربع نهائي. في العام 1965 حصل المنتخب التايلندي على الميدالية الذهبية في العاب شبه جزيرة جنوب شرق اسيا التي هي الان العاب جنوب شرق اسيا والتي اقيمت في كوالالمبور عاصمة ماليزيا وحتى العام 2010 تايلند فازت بهذه البطولة التي تنظم كل سنتين 12 مرة.
عاد الفريق وظهر مرة اخرى في دورة الالعاب الصيفية عام 1968 وخسر من بلغاريا 7-0 وغواتيمالا 4-1 وتيشسلوفاكيا 8-0 ضمن دوري المجموعات وكان ذك اخر ظهور في تلك الالعاب حتى الان. تاهل المنتخب التايلندي لكاس اسيا عام 1972دون خوض تصفيات بصفته المضيف وابتعد في البطولة حتى حصل على المركز الثالث بعد تغلبه على كمبوديا 5-3 بركلات الترجيح بعد التعادل 2-2 في مباراة تحديد المركز الثالث وتاهلت تايلند لهذه المسابقة ست مرات بما فيها 2007 عندما كانت احدى الدول المستضيفة بالمشاركة مع اندونيسيا وماليزيا وفيتنام. حصل المنتخب التايلندي على لقب كاس الملك 13 مرة وكانت البداية بلقب 1976 بعد التعادل مع ماليزيا 1-1 في النهائي. عام 1996 فاز المنتخب التايلندي على ماليزيا 1-0 في نهائي البطولة الاسيوية التي اصبحت تعرف فيما بعد بكاس النمر وعاد التايلنديون وفازوا بلقب هذه البطولة عامي 2000 و2002. وواصل المنتخب التايلندي مشواره في دورة الالعاب الاسيوية ووصل للدور نصف النهائي ثلاث مرات اعوام 1990و1998و2002 وقد اخفق المنتخب التايلندي ثلاث مرات في الحصول على لقب بطولة جنوب شرق اسيا بعد الوصول للنهائي وكان اخرها النسختين الاخيرتين من البطولة فبعد ان كانوا ابطال نسخة 1996 و2000و2002 خسروا نهائي 2007 امام سنغافورة ونهائي 2008 امام فيتنام.
ضمن تصفيات كاس العالم فلم يشارك المنتخب في التصفيات من عام 1930 حتى 1970 وبدات مشاركته في تصفيات كاس العالم عام 1974 واستمرت حتى 2010 وخلال هذه التصفيات التي بدات عام 1974 لعب المنتخب التايلندي 65 مباراة فاز في 18 وتعادل في 12 وخسر 35 لقاء سجل 89 هدف ودخل مرماه 116 هدف ولم يتاهل نهائيا للنهائيات. وكانت المشاركة الابرز عام 2002 حيث لعب حينها في مشوار التاهل 14 مباراة فاز في 5 وتعادل في 5 وخسر 4 سجل 25 هدف وتلقى مرماه 20 هدف. اما اللمشاركة الاخيرة في تصفيات كاس العالم 2010 فلعب خلالها 10 مباريات فاز في 3 وتعادل 2 وخسر 5 مباريات وسجل 20 هدف وتلقى مرماه 17 هدف.
من خلال متابعتنا لمشوار كرة القدم للمنتخب التايلندي نجد ان التطور الملحوظ للمنتخب بدأ من العام 2000 والنضج الكروي بدأ 2002 ومن خلال ملاحظتنا لنتائج الفريق نجد ان الفريق ايضا لديه نزعة هجومية دائمة ورغم عدم تاهله في العديد من التصفيات الا انه يسجل اهدافا وفيرة ففي اخر مشاركة له في الالعاب الاسيوية عام 2010 مثلا وصل للدور ربع النهائي لعب خمس مباريات فاز في 2 وتعادل في 2 وخسر 1 ولكنه سجل 8 اهداف وقبل مرماه هدفين فقط وخلال تاريخه في هذه البطولة لعب 45 مباراة فاز في 15 وتعادل في 9 وخسر 21 مباراة ولكنه سجل 67 هدف مقابل 66 دخلت مرماه. اما على صعيد كاس اسيا فخلال التصفيات لعب 49 مباراة فاز في 26 وتعادل في 8 وخسر 15 وسجل 98 هدف وتلقى مرماه 55 هدف اما في نهائيات كاس اسيا فلعب الفريق 20 مباراة فاز في واحدة وتعادل في 8 وخسر 11 مباراة، سجل 15 هدف وتلقى مرماه 45 هدف ومما يجدر ذكره ان المنتخب التايلندي انسحب من بطولة كاس اسيا عام 1976 بعد ان تاهل للنهائيات.
تعاقب على تدريب المنتخب التايلندي 23 مدربا منهم 10 مدربين محيين كان اخرهم شارنويت بولشوين والذي درب خلال الفترة من 2005 حتى 2008 وحصل مع الفريق على ثلاثة القاب لكاس التايجر ووصيف نسخة 2007. درب الفريق ثمانية مدربين المان وبرازيليين وثلاثة مدربين انجليز. اما المدرب الحالي للمنتخب فهو وينفريد سكافر وهو الماني تولى المهمة في تموز 2011 ولعب معه الفريق مباراتين فاز في واحدة وتعادل في الاخرى.
الطاقم الاداري والفني للفريق يتكون من انوشو مكاساي مدير الفريق ووينفريد سكافر المدير الفني وساراشيا جاتوراباتارابوغ المدرب العام وسوراساك ترانغسورات مدرب مساعد ونيبول مالانون مدرب الحراس وثاناكون ساسيانون المعالج الطبيعي.
القائمة النهائية للمنتخب التايلندي تتكون من 23 لاعب ولا يوجد منهم أي محترف، منهم 3 حراس للمرمىابرزهم سينثاويشاي هاثيرتاناكول الذي لعب مع المنتخب 57 مباراة وعمره 29 سنة وست مدافعين ابرزهم قائد الفريق ذو 29 عاما ناتابورن فانريت ولعب للمنتخب 61 مباراة وسجل ثلاثة اهداف. كما تضم القائمة 9 لاعبين خط وسط من بينهم داتساكورن ثونغلاو عمره 27 عاما ولعب للمنتخب 75 مباراة سجل خلالها 8 اهداف وفيشيتفونغ شيشيو ابن 28 عاما ولعب 50 مباراة سجل خلالها هدفين ورانغسان فيواتشايكوك ويبلغ من العمر 32 عاما لعب 25 مباراة وسجل هدف وهناك ايضا سوشاي نوتنوم 28 عام لعب 51 مباراة وسجل 6 اهداف. تضم القائمة ايضا 5 مهاجمين اهمهم سارايوث شايكامدي 29 سنة لعب 47 مباراة وسجل 30 هدف منها 8 اهداف في تصفيات كاس العالم خلال تسع مباريات شارك فيها وتيراسيل دانغدا 23 عاما لعب 36 مباراة وسجل 17 هدف وكيراتي كيوسومبات 24 سنة لعب 11 مباراة وسجل هدفين. وكان المدير الفني قد استدعى 47 لاعبا اختار منهم 23 لاعبا وهي قائمة المنتخب المشارك في تصفيات كاس العالم.
طريقة لعب التايلنديين
من هنا ايضا نلاحظ ان معظم اللاعبين الذين تم استدعائهم هم من اصحاب الخبرة ومعدل اعمارهم 26 عاما ايضا ومن خلال استعراضنا لقائمة المنتخب التايلندي نجد العديد منهم قد لعبوا مباريات عديدة للمنتخب مما يعني ان حالة الانسجام في صفوفهم قد تكون مناسبة مع الاشارة من جديد للنزعة الهجومية للمنتخب التايلندي ولعب كرة ارضية سريعة مع الاعتماد على الاختراق من العمق خاصة بلعب الثنائيات خاصة امام الصندوق. يعتمد المنتخب التايلندي على طريقة 4-4-2 مع وجود مهاجم ثالث خلف المهاجمين من اجل تبادل المراكز ولا شك ان الطريقة الالمانية تطغى على ادائهم بالاعتماد على تقدم الظهيرين وعمل كثافة في وسط الملعب.
اما الطريقة الاساسية في الهجوم فهي الاختراق من العمق ومن ثم الاعتماد على عرضيات الظهيرين المتقدمين وبالتالي فان مهمة دفاع منتخبنا لن تكون سهلة ونحتاج للخط وسط جاهز يكون على مقدرة من مراقبة تحركات المهاجمين التايلنديين امام الصندوق وعدم ايكال المهمة للبهداري وجعرون اللذين يجب ان يكونا بكامل الحرية لاحباط عملية الاختراق من العمق التي تعتمد على التمريرات القصيرة والسريعة والحركة بدون كرة واذا ما عدنا لمنتخبنا فقد كانت منطقة العمق هذه نقطة ضعف في بطولة غرب اسيا خاصة واذا لم ننتبه لهذه المنطقة فسنسهل مهمتهم في الاختراق. على صعيد المنطقة الخلفية فان مدافعي تايلند يلعبون بمبدأ الامان ونقل الكرة على الاطراف لتفادي الخطورة ومحاولة انهاك المنافس.
الوطني والعودة بنتيجة ايجابية
لا شك وان كنا لا نرغب بالعودة لحديث عن مباراة افغانستان بعد ان اقر الجميع انها مباراة للنسيان لكنها منحتنا درسا جيدا اعطى فدائيينا عزيمة العودة من جديد وبذل ما بوسعهم لتحقيق المراد وقد يكون ذلك دافعا لمصالحة الجماهير التي تساندهم وتنتظر منهم اداءا مغايرا والعودة بنتيجة ايجابية تمهد الطريق لخطف البطاقة في لقاء العودة. وهنا نام لان يسجل منتخبنا الوطني على ارض تايلند كما فعلها في مباراته الخارجية امام افغانستان وان يقدم الفريق اداءا مقنعا بعد فترة الاعداد المناسبة من الناحية الزمنية رغم خلوها من المباريات الودية والتغيير في قائمة اللاعبين الذي من وجهة نظري يؤثر على الوصول لحالة من الانسجام. كنت اتمنى ان يلعب منتخبنا مباراة ودية تجريبية مع احد فرق جنوب شرق اسيا من ناحية وان لم نتمكن ان نلعب مباراة ودية غيرها خاصة بعد انضمام عدد من اللاعبين للفريق والاستغناء عن اخرين وخاصة ان منهم من غاب عن تشكيلة المنتخب منذ فترة ومنهم ايضا من تم استدعاؤه من قبل ومن ثم استبعاده بعد اداء غير مقنع. لا شك ان علينا ان نكون صرحاء مع انفسنا لاننا نتابع ونراقب المنتخبات الاخرى فالتغيير المتكرر في قائمة اللاعبين وعدم الوصول لتشكيلة ثابتة يجعل الوصول لحالة الانسجام صعبة من جهة وما يزيد من صعوبتها هو عدم خوض مباريات ودية تجريبية والاعتماد على المعسكرات دون لقاءات وهذا ما لا يحدث الا نادرا واخشى ان يؤثر ذلك على اداء منتخبنا خاصة انه يواجه منتخبا قويا تطور بشكل ملحوظ ولديه مدرب وان كانت فترة توليه المهمة قصيرة لكنه محنك ولديه خبرة في تدريب الفرق الكبرى امثال هامبورغ الالماني ويلعب على ارضه وبين جمهوره ويريد ان يبدا مشواره بنجاح بعد الانتقادات التي تعرض لها الاتحاد التايلندي جراء استغنائه عن الانجليزي برايان روبسون قبل فترة قصيرة من دخول غمار التصفيات.
من خلال متابعة منتخبنا ايضا لا شك ان بزاز سيلعب بنفس الطريقة المفضلة له وهي 4-5-1 مع الاعتماد على وادي في الوسط من اجل القيام بمهام دفاعية. من المؤكد ان شبير سيكون حامي العرين ومن امامه الرباعي البهداري وجعرون وابو سيدو الذي اتمنى ان لا يعتمد على التشتيت المبالغ به وربما ابو جزر في الميسرة وبالتالي نجد هنا لاعبين جديدين في خط الدفاع نتمنى ان يكونا قد وصلا لحالة الانسجام مع الفريق. واما في خط الوسط فمن الممكن ان يكون وادي وخضر ابو حماد ومحمد سمارة واسماعيل العمور ومراد اسماعيل او ابو بلال وفي خط المقدمة القناص عليان. بكل تاكيد هذه هي التشكيلة المتوقعة وربما وحسب ظروف اللاعبين ومن خلال مجريات المعسكر قد يكون هناك نوع من الاختلاف في التشكيل الا انه سيكون بسيطا. وايضا ومن خلال القائمة فاننا لا شك علينا الحذر من الجهة اليسرى لخط دفاعنا لان ابو جزر هو احد العائدين للمنتخب ويلعب في هذه المنطقة في ظل غياب البدلاء الذين لعبوا مسبقا هنا وهما سامر حجازي وربيرتو بشارة اللذين تم استبعادهما.
الحذر الدفاعي والهجمة المرتدة
من الطبيعي ان منتخبنا سيعتمد على رجولته وبنية لاعبيه وخاصة في المنطقة الخلفية لانك تلعب مع منتخب قوي ولديه نزعة هجومية ويلعب على ارضه وبين جمهوره ويسعى لتحقيق انجاز بالتاهل لدوري المجموعات ويعي جيدا صعوبة المهمة في مباراة العودة التي ستقام في استاد الشهيد فيصل الحسيني وبالتالي فانه سيلعب مهاجما لتسهيل مهمته في مباراة العودة وسيحاول الخروج بنتيجة ايجابية ترضي جماهيره التي ستحتشد لمساندته. من هنا فان منتخبنا سيبذل جهدا في الخط الخلفي لمواجهة المد الهجومي التايلندي وستكون كثافة لاعبي خط الوسط مائلة للخلف ولا شك ان الاعتماد على الهجمة المرتدة من خلال وجود عليان في المقدمة وايضا المندفع اسماعيل العمور والذين نتمنى ان ينجحوا في الوصول لشباك التايلندية والتسجيل هناك من اجل ايضا ان نستفيد من افضلية التسجيل على ارض المنافس.
وبكل صراحة فان معركة منتخبنا ستكون في الوسط الذي يجب ان يمتاز باليقظة والحذر وبذل جهد مضاعف ومنح المدافعين فرصة اغلاق أي منفذ من الممكن ان يستغله المهاجمين التايلنديين للوصول للمرمى الفلسطيني. ولا شك ان الصمود في وجه الهجمات التايلندية سيربك المنافس ويجعلهم يكثفون من هجماتهم عبر زيادة عدد اللاعبين وبالتالي سيكون الاعتماد الهجمة المرتدة مناسبا. الربع ساعة الاولى ستكون صعبة للغاية على منتخبنا وان استطعنا تجاوزها بنجاح فليس صعبا ان نمسك بالمباراة ونتجه صوب المنتخب التايلندي وهذا سيعتمد على مدى يقظة خط الوسط في منتخبنا.