الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نسـاء في الملعب

نشر بتاريخ: 23/07/2011 ( آخر تحديث: 23/07/2011 الساعة: 09:15 )
بقلم : مريم حمـاد

مما لا يدع مجالاً للشك أن النهضة الرياضية الكبيرة التي قادها اللواء جبريل الرجوب، وشملت الكرة النسائية – التي أتحدث أنا بصددها في مقالي هذا - لاقت ارتياح وقبول وترحيب وإعجاب كل فلسطيني لأنها وضعت المرأة الفلسطينية في مكانتها الحقيقة.

وكم كنت سعيدة سعادة بالغة، حين تابعت، العمل السينمائي المميز للمخرجة والمنتجة الفلسطينية المتألقة سوسن قاعود التي رصدت في فيلمها الوثائقي بداية وتكوين كرة القدم النسائية الفلسطينية والذي حمل إسم" نساء في الملعب" ، وهو نفس الاسم الذي أستميح به المخرجة قاعود ليكون عنواناً لمقالي.

وكان لي الشرف بمتابعة الفيلم الذي كانت المخرجة قاعود قد بذلت فيه جهداً كبيراً إمتد لأكثر من ثمانية أشهر من اللقاءات والتصوير من أجل الخروج بعمل رائع يعطي المرأة الفلسطينية حقها وهذا ما لمسه الجميع حين مشاهدة " نساء في الملعب".

قاعود، كغيرها من النسوة الفلسطينيات، اللواتي إنحزن لزميلاتهن، ولكن هذه المرة عبر الملعب، وليس عبر السياسة، والاقتصاد أو حتى الأمور الاجتماعية، فحملت لواء التعريف بالكرة النسائية الفلسطينية ونشأتها ولكن من باب السينما الذي يعتبر من أكثر الأبواب للوصول للحقيقة في عصرنا الحالي.

لقد أضحت الكرة النسوية الفلسطينية مجالا واسعا لإظهار الوجه الحضاري للمرأة الفلسطينية، وهو ما دفع قاعود، للقيام بذلك، وجعل قناة " الجزيرة الوثائقية" تنتج هذا الفيلم الذي كان بمثابة الإسم على مسمى.

و ما أثار إعجابي في هذا الفيلم هو السرد المميز لقصص نشأة الكرة النسوية، وازدهارها، كذلك نظرة المجتمع الفلسطيني خصوصا الأهل للرياضة,وعرضت بمهنية عالية المواقف الأسرية بين مشجع لهذه الرياضة ومعارض لها بدعاوي مختلفة.

الحق يقال، فقد كنت فخورة بما أنجزته المخرجة قاعود، كفخري بما تنجزه لاعبات منتخبنا الوطني الفلسطيني للسيدات، لأنني متأكدة أن المرأة الفلسطينية قادرة على إحداث التغيير الايجابي، وقادرة على الظهور الايجابي في شتى المجالات التي تخوضها ومن ضمنها المجال الرياضي.

إن التواصل الكامل وإنخراط الجميع من أجل إعلاء إسم المرأة الفلسطينية، تجسد عملياً بفكرة المخرجة قاعود في تسليط الضوء على واقع الكرة النسوية الفلسطينية، الأمر الذي يؤكد على تماسك ومتانة الروابط بين أبناء الشعب الفلسطيني.

وفي الختام، لا يجب أن نغفل الدور العظيم للواء الرجوب الذي كان له الفضل في إعلاء شأن الكرة النسوية، محاكاة لما قدمه لها من إمكانيات وخبرات وبطولات لم تكن موجودة من قبل، ليكمل بذلك منظومته الرياضية التي ينادي بها دائماً بحس وطني أصيل ينم عن روح المسؤولية الوطنية والرياضية لكافة فئات المجتمع الفلسطيني الذي نفتخر جميعاً بأن نكون أحد مكوناته.

** كاتبة وباحثة في الشؤون النسوية
( خاص بوكالة معاً الإخبارية )
[email protected]