مباراة الذهاب لمنتخبنا امام تايلند في تصفيات كاس العالم
نشر بتاريخ: 24/07/2011 ( آخر تحديث: 25/07/2011 الساعة: 08:06 )
الخليل - معا - عبد الفتاح عرار - انتهت مباراة الذهاب لمنتخبنا الوطني الفلسطيني امام المنتخب التايلندي ضمن الدور التمهيدي الثاني لتصفيات القارة الاسيوية نحو البرازيل 2014 بفوز المنتخب التايلندي بهدف جاء في الشوط الاول من خطئ دفاعي لقائد المنتخب عبد اللطيف البهداري وكادت ان تنتهي المباراة بهدفين لولا براعة الحارس الفذ محمد شبير الذي تصدى لركلة جزاء في الوقت بدل الضائع من المباراة وبهذه النتيجة ابقى منتخبنا على حظوظه بخطف بطاقة التاهل لانه سيلعب مباراة الاياب على ارضه وبين جماهيره على استاد الشهيد فيصل الحسيني في القدس ويحتاج للفوز بهدفين نظيفين للتاهل للدور الحاسم والنهائي من التصفيات.
تشكيلة الفريق وطريقة اللعب
كما توقعنا فقد اعتمد موسى بزاز المدير الفني لمنتخبنا طريقة 4-5-1 كونه يلعب مباراة خارجية وعليه ارتأى وضع كثافة عددية في وسط الملعب واللعب بحذر دفاعي والاعتماد على الهجمة المرتدة ونجح بزاز في الحد من خطورة المنتخب التايلندي على حساب الفاعلية الهجومية اذ بقي مراد عليان وحيدا في المقدمة ولم يستطع فعل شيء امام الحذر الدفاعي للمنتخب التايلندي الذي لعب مهاجما منذ الدقيقة الاولى واستطاع الوصول لمرمانا في اكثر من مناسبة دون ان يفلح في التسجيل بسبب يقظة شبير واستبسال خط الدفاع. وقد بدا منتخبنا بمحمد شبير في حراسة المرمى ومن امامه جعرون والبهداري وعلى اليمين ماجد ابو سيدو وفي الجبهة اليسرى خالد مهدي ولعب خمسة لاعبين في خط الوسط هم خضر ابو حماد ومراد اسماعيل واسماعيل العمور ومحمد سمارة وعاطف ابو بلال ومن امامهم مراد عليان الذي بدى تائها ولم يتحصل على اية فرصة او لم يتلقى اية عرضية كان من الممكن ان تشكل خطورة على المرمى التايلندي.
|138820|
شوط اول ضعيف
كان من المتوقع ان يتعرض منتخبنا منذ بداية المباراة لضغط تايلندي بسبب الاجواء وحسابات مباراة العودة وهذا ما حدث فعلا وكان يجب ان نتعامل مع هذا اللوضع بالاعتماد على التمريرات القصيرة لعدم فقدان الكرة بسرعة لكن ما حدث عكس ذلك تماما فقد اعتمد لاعبونا على التشتيت الذي ال لسرعة تسليم الكرة للفريق المنافس وبالتالي مواصلة الاستحواذ على الكرة والقدم بها نحو مرمى شبير اليقظ. وقد ظهر عدم الانسجام في خط الدفاع كون مهدي الذي يلعب في عمق الدفاع قد لعب في مركز الظهير الايسر وهذا ليس موقعه لغياب كل اللاعبين الذين يلعبون في هذا المركز بسبب الاستبعاد واسباب اخرى كما ان انضمام ماجد ابو سيدو الذي تالق في قطع العديد من الكرات لكنه بالغ في التشتيت وارسال الكرات الطويلة عديمة الجدوى وهذا ايضا ما عمق حالة التيه في خط الدفاع. اما خط الوسط ايضا فلم يظهر بالشكل المطلوب في هذا الشوط ولم يظهر ان لديه خطة مسبقة ينفذها رغم ان طريقة لعب التايلنديين كانت معروفة مسبقا وخاصة التمريرات القصيرة في العمق والتي كان يجب على لاعبي خط الوسط التصدي لها. شبير والعارضة ورعونة التهديف لمهاجمي تايلند اسباب عدم مضاعفة النتيجة على الاقل في الشوط الاول. وان تابعنا الحديث عن الخطوط نجد ان عليان كان وحيدا ولم تصله اية كرة يمكن ان يستغلها في تشكيل خطورة على المرمى التايلندي الذي لعب حارسه بارتياح شديد غير تسديدة مراد العادية التي التقطها على دفعتين.
تايلندي غير متوقع
لم يتوقع اللاعب التايلندي مسجل الهدف جاكابان كيبروم ان تسديدته العادية ستلج الشباك لانها تسديدة عادية لكن ارتباك الدفاع الفلسطيني وعدم حضور خط الوسط للتغطية كان سبب هذا الهدف وانا ارى ان البهداري لا يتحمل مسؤولية الهدف رغم انه كان بامكانه التصدي للكرة لكن قصة الهدف بدات من عرضية في الجهة اليمنى لمنتخبنا وقام البهداري بابعادها بطريقة صحيحة اذ قام بالتشتيت على الاطراف وليس امام المرمى لكن عدم التغطية من خط الوسط على مشارف الصندوق منحت الفرصة للاعب كيبروم للتسديد بارتياح كرة مرت بين السيقان المتراكمة امام المرمى لتتابع طريقها الى الشباك. وقد استمر الارتباك في الخط الخلفي واخترق التايلنديون اكثر مرة لكن شبير كان حاضرا والحظ ايضا عاند اصحاب الارض في التسجيل مجددا.
|138821|
سيطرة تايلندية مطلقة
مع ان المباراة صعبة والمدير الفني اراد ان يخرج باقل الخسائر لانه يعي صعوبة اللقاء ولان لديه فرصة للتعويض في لقاء العودة الا ان عدم وجود او حتى اختفاء الهجمات الفلسطينية في منتصف ملعب الفريق المضيف وهذا لم يكن بسبب عدم فاعلية عليان لان هذا القناص لم يجد من يمده بالكرات وبقي وحيدا في المقدمة ينتظر امدادات خط الوسط الذي اختفت فاعليته وكانت مهامه تتركز في الواجب الدفاعي وحتى الهجمة المرتدة اختفت ولم تفلح طوليات ابو سيدو في تنفيذ خطة البزاز الاعتماد على الهجمة المرتدة. من الطبيعي ان يكون هناك حذر دفاعي في مثل هذه المباريات لكن هذا الحذر كان مبالغ فيه ورغم ان النتيجة مقنعه الا ان امكانية التسجيل كانت واردة لو عملنا من اجلها لاننا كنا نامل بتسجيل هدف هناك الا ان تركيز المدير الفني على الخروج باقل الخسائر دفعه لعدم المغامرة باعطاء اوامر للتقدم للامام او الدفع بمهاجم اخر في اخر ربع ساعه من اجل التعديل وهذا يعتمد بكل تاكيد على فكر المدرب ورؤيته للمباراة وربما هذا التحفظ المبالغ به كان ان يعقد الامور لولا براعة شبير في صد ركلة الجزاء وابقاء النتيجة عند الهدف اليتيم الذي سجله اصحاب الارض في الشوط الاول.
شوط ثاني مقنع نوعا ما
قدم فريقنا شوط ثان افضل من سابقه وخاصة في منطقة الوسط فتحرك العمور نوعا ما ومع نزول وادي والخطيب اصبحت منطقة الوسط اكثر فاعلية رغم السيطرة النسبية لاصحاب الارض وخاصة من ميمنة منتخبنا لكن منتخبنا تحرك نوعا ما وبدا يجبر اصحاب الارض بالتراجع وفعلا قام المدرب التايلندي بتثبيت المدافعين خوفا من مفاجئة وهو يعلم قيمة الهدف على ارض المنافس وهذا ما خفف الضغط لفترات على منتخبنا وربما دخول وادي والخطيب بحيوية ولانهما يتمتعان بلياقة جيدة منح خط الوسط نوع من الحيوية لكن هذه الحيوية لم تترجم لفرص خطيرة جراء النقص العددي في خط المقدمة والحذر التايلندي في تلك المنطقة حتى دقائق المباراة الاخيرة وركلة الجزاء التي احتسبها الحكم وصدها شبير. وبالحديث عن ركلة الجزاء فان الحكم احتسبها دون تردد وفعلا من يشاهد الاحتكاك من بعد يتبادر لذهنه احقية ركلة الجزاء لكن بالاعادة ولاكثر من مرة ومن اكثر من زاوية كما شاهدتها فان البهداري لم يحتك باللاعب وانما نزل على الكرة وبعد ان فقد اللاعب الكرة قام بعملية الانزلاق على الارض الامر الذي جعل الحكم يحتسب ركلة جزاء كانت واضحة حسب مجريات احداثها لكن بالنظر اليها بعمق فهي غير صحيحة ولا يلام الحكم في احتسابها.
|138822|
مهدي يقوم بالمهمة
رغم انه ليس موقعه ولم اراه يلعب في هذا المركز الا ان خالد مهدي قام بالمهمة وفق قدراته ولم يكن لديه اخطاء قاتلة وهذا اضاف مهمة جديدة لمهدي الذي اصبح يلعب في اكثر من موقع وقد اقول ورغم الاختراقات التي حدثت من جهته الا انه ادى المهمة في مركز جديد عليه واستطاع ان يسد ثغرة ظهرت لغياب كافة اللاعبين الذين يلعبون في هذا الموقع وهذه كانت احدى عيوب قائمة بزاز لان ايكال المهمة وفي مباراة مصيرية للاعب يلعب بهذا الموقع لاول مرة كانت مغامرة كبيرة وحتى لا يوجد في قائمة المنتخب بديل لمهدي في هذا الموقع وهذا ايضا كان سيدخل المنتخب في منعرج صعب لو حدث ان اصيب او اقصي مهدي.
جعرون فدائي دخل الاجواء
اعجبني في لقاء تايلند الرجولة والفدائية التي قدمها المدافع عمر جعرون اذ انه تميز باليقظة والابتعاد عن الاخطاء واستطاع قطع العديد من الكرات وبدى هادئا وساهم في الذود عن المرمى والتصدي للعديد من الكرات. حقيقة رغم انه لم يكن سيء في مباراة افغانستان لكني لم اراه سوبر في تلك المباراة اما في مباراة تايلند ويبدو انه وصل لحالة من الانسجام المقنع مع زملائه قدم اداءا طيبا وجميلا ولاني اعرف مستواه من قبل فانا اتوقع منه اكثر من ذلك وسيكون له شان في دفاع الوطني مع مواصلة المشاركة وسيصبح مكسب للفريق في قادم المباريات وفعلا كنا بحاجة للاعب مثله في خط الدفاع الذي نتمنى ان يثبت على كتيبة موحدة تصل لحالة من التوافق حتى تقل الاخطاء ويخرج خط الدفاع من حالة البلبلة التي تصاحبه بسبب كثرة التغييرات في هذا الخط.
|138823|
لبهداري قائد ننتظر منه اكثر
يعتبر قائد المنتخب عبد اللطيف البهداري من ركائز المنتخب الوطني لانه مدافع فذ وصلب وربما ما رافق موضوع انتقاله وعقوده جعله يرتبك بعض الشيء وهذا ظهر عليه في لقاء افغانستان وتواصل ذلك في مباراة تايلند ورغم انني تحدثت عن الهدف الذي لا يتحمل مسؤوليته لكن لو انه في وضعه لمنع دخوله وكذلك تحدثت عن ركلة الجزاء التي اظهرت الاعادة عدم صحتها من وجهة نظري لكنه ايضا كان يجب ان يكون اكثر يقظة لان الحكم في النهاية احتسبها ولو تم تسجيلها لاصبح من الصعب علينا الفوز بثلاثة اهداف في الاياب في ظل الخطة المتحفظة هجوميا التي ينتهجها الجهاز الفني ومن الطبيعي ان نتوقع من البهداري اكثر مما يقدم ونتمنى ان يعود لوضعه الطبيعي الذي ان تحقق سيكون صمام امان مع دخول جعرون اجواء الانسجام.
شبير نجم المباراة
ليس غريبا ان يتالق شبير في المباراة لانه كان قد تالق في كاس التحدي من قبل وفي لقاء افغانستان الاول وجمعينا استغرب غيابه عن مباراة العودة امام افغانستان وبالفعل ثقتنا بهذا العملاق الذي عاد لمستواه في مكانها فكان نجم مباراة الامس دون منازع وخاصة ما قام به في الوقت بدل الضائع وتصديه لركلة الجزاء التي كادت ان تعصف باحلام منتخبنا فساهم في بقاء النتيجة على حالها بتصديه للعديد من الكرات واخرها ركلة الجزاء وان كان قد تسبب في الركلة الحرة غير المباشرة جراء ارتباكه من اعادتها اليه من ابو سيدو الذي كان يفترض ان يشتتها في هذه المنطقة الحساسة وكان ايضا على شبير التعامل معها بيقظة اكثر. صحوة ويقظة شبير تكللت بالابقاء على حظوظ التاهل والذي نتمنى ان يتحقق هنا في فلسطين.
العمور حيوية مستمرة
لاعب لا زال يمتاز بحيوية مستمرة واداء مميز بانطلاقاته السريعة وتسديداته الرائعه وكان يتحرك بشكل رائع في مباراة تايلند وخاصة في الشوط الثاني وقام بواجب دفاعي على مدار المباراة وكان يضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة برجولة ولم يكن اختراقه سهلا وكنا نتمنى ان تكون فاعليته الهجومية افضل لكنها تاثرت بغياب الفاعلية الهجومية لكل الفريق ولا زال العمور ورقة رابحة للفريق من الممكن ان يصنع الفارق في مباراة الاياب.
لا بطاقات صفراء
لم الاحظ خلال اللقاء ان منتخبنا تحصل على بطاقات صفراء الا اذا حدث ذلك ولم الاحظ بسبب سوء البث وان حدث فسيكون خفيفا وهذا تحول ايجابي في مسيرة منتخبنا الذي عانى كثيرا من البطاقات الملونة في العديد من المشاركات وقد قل الاحتجاج او خفت حدته رغم ان هناك ثلاث حالات احتجاج حدثت اثناء اللقاء لكن حدة الاحتجاج لم تكن قوية ولم تستفز الحكم وبالتالي لم تتسبب باية بطاقات. لا شك ان عدم الحصول على بطاقات وتطور السلوك وارتفاع منسوب اللياقة ظواهر ايجابية شاهدناها في اللقاء.
الروح في ظل الانسجام والنزعة الهجومية تجعل الفدائي يمضي قدما
هنا اقو لان الفدائي لعب بعزيمة واصرار في لقاء تايلند ولم يؤدي فنيا لاسباب كثيرة تعرضنا لمعظمها سابقا ولكن السؤال الذي يتبادر لذهني ولكل عاشق للفدائي يقول ان هذه الروح والرجولة لو صاحبها انسجام وثبات في التشكيل ونزعة هجومية مقنعة فسوف سيكون شكل المنتخب او ادائه او حتى نتائجه. السؤال ليس صعب والاجابة ليست بعيدة وكلنا يعرفها ولكن اترك لكم حرية التعبير واختيار المفردات.
|138824|
|138825|