الراسبون في الثانوية العامة.. بوصلة مفقودة ومستقبل غامض
نشر بتاريخ: 25/07/2011 ( آخر تحديث: 25/07/2011 الساعة: 22:41 )
غزة -تقرير معا- خرج ياسر إلى مدرسته في مدينة خان يونس فور إعلان نتائج الثانوية العام للاستعلام عنها ولم يعد إلى منزله منذ الأمس خوفا وخجلا من والده الذي كان يأمل من ابنه البكر نتيجة مشرفة في الثانوية العامة.
ياسر ذهب واثقا أن معدله لن يقل عن تقدير جيد جدا فتفاجأ برسوبه بثلاث مواد ليشكل رسوبه صدمة كبرى للعائلة خاصة انه عرف بتفوقه منذ الصغر ومعدلاته لم تقل عن التسعين .
وتقدر نسبة الرسوب في امتحانات الثانوية العام في قطاع غزة في الفرع العلمي بنسبة 24.26% وفي العلوم الإنسانية 44.53% والفرع التجاري 11.76% بينما الفرع الزراعي المهني 34.33% والصناعي 63.64%.
بمعنى ان ما يقارب أربعين ألف أسرة فلسطينية حرمت من الفرحة في هذا اليوم المنتظر... مراسلة "معا" هدية الغول حاولت استجلاء مصير هؤلاء والمستقبل الذي ينتظرهم وكيف تتعامل الأسر التي فقدت فرحة النجاح.
صدمة:
الطالب نادر وقع أرضا فور سماع نبأ رسوبه في مادة وحصوله على معدل 57% فهي نتيجة لم يكن يتوقعها ابدأ وكان امل والدته أن يكون ضمن العشر الأوائل.
وتقول والدته انه اقر لها أثناء فترة الامتحانات أن معدله لن يكون ممتازا ولكن لن يقل عن الجيد جدا فرضيت بالنجاح مهما كانت النتيجة إلا أن الصراخ والبكاء عم المكان بدل الزغاريد والابتهاج، وحٌمل نادر إلى المستشفى حيث أصيب بانهيار عصبي حاد وسط تأكيد من الأسرة أن ابنها يستحق النجاح وان الأمر يستحق المراجعة.
مروان شرف مدير عام الامتحانات في وزارة التربية والتعليم في الحكومة المقالة أكد أن نسبة الخطأ في التصحيح هي صفر% لان دفتر الإجابة الخاصة بالطالب تمر على أكثر من 12 مصححا.
وأكد شرف أنه لا مجال للمراجعة في حال أراد الطالب مراجعة أوراق إجاباته، مشددا أن آلية التصحيح دقيقة جدا بحيث أن وضع لجنة من معلمين ومشرفين لن تكون بذات الكفاءة والدقة والحرص في التصحيح.
وبين شرف أن أمام الطالب فرصتين للحصول على شهادة الثانوية العام في حال رسوبه بحيث يتقدم الراسب في مادة أو مادتين في العام الحالي 2011 للامتحانات واذا نجح يحصل على الشهادة، وفي حال رسوبه يتقدم في العام 2012 في ذات المواد التي رسب فيها أما الفرصة الثالثة فهي إعادة الثانوية العامة بجميع موادها.
الخوف نوعان:
ويشكل امتحان الثانوية العامة اختبارا ليس للطلاب فحسب بل لأسرهم أيضا فان عادة الأسر الفلسطينية تتغير وتتحول حياتهم إلى قلق وخوف في محاولة للحفاظ على توفير مستوى ملائم من أجواء الدارسة للطلاب الذين يصابون بالخوف من المستقبل ما يؤثر على أدائهم وربما يشكل عامل ضغط يدفعهم للرسوب.
درداح الشاعر أخصائي نفسي أوضح أن الخوف نوعان ايجابي يدفع الإنسان للعمل وسلبي يعيقه عن الانجاز، مبينا أن الطالب الذي لديه درجة من الخوف الايجابي يدفعه إلى الاجتهاد وبالتالي النجاح في الثانوية العامة أما من لديه خوف مرضي فيقعد الطالب ويعجزه عن المذاكرة وبالتالي سوف يعيقه عن النجاح مهما كان الطالب متفوقا.
وشدد الشاعر أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال تحطيم الطالب الذي فشل في الثانوية العامة لأنه يكفيه ما جاءه من الصدمة، مشددا أن تجربة الفشل يستفاد منها في المرات القادمة لان الهدف من الامتحانات بحسب الشاعر تعريف الطالب بما لديه من إمكانيات وخبرات.
وحول محاولات بعض الطلاب اللجوء إلى الانتحار هربا من فشلهم في الثانوية العام أكد الشاعر أن نتائج الثانوية العامة ليست نهاية الدنيا، مبينا أن الذي يحاول الانتحار شعر انه مسؤول عن فشله ويحاول معاقبة نفسه لذلك يجب أن نخفف عنه هذا الشعور النفسي الذي يقوده إلى الكآبة.
ثماني محاولات انتحار:
مصادر في الشرطة الفلسطينية قالت لـ"معا أنها سجلت ثماني محاولات انتحار بين الطلاب في غزة والضفة اثر إعلان نتائج الثانوية العامة.
وبانتظار تغيير عادات الشعب الفلسطيني في التعامل مع امتحان الثانونية العامة يبقي الرسوب محطة الانتظار الاخيرة لكثير من الطلاب لكنه يمكن ان يتحول الى حافز للاخرين لينطلقوا من جديد نحو رحاب الجامعات.