القدس المفتوحة في بيت لحم تحتفل بتخريج الفوج الرابع عشر من طلبتها

بيت لحم- معا - احتفلت جامعة القدس المفتوحة في منطقة بيت لحم التعليمية، ومركز بيت ساحور الدراسي، مساء اليوم الاثنين بتخريج كوكبة الفوج الرابع عشر من خريجيها "فوج القدس" للعام 2010/2011 وذلك في قصر المؤتمرات/ برك سليمان.

وجرى الاحتفال بحضور ممثل رئيس دولة فلسطين (راعي الحفل) محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل، ورئيس مجلس الأمناء المهندس عدنان سمارة ورئيس الجامعة أ.د. يونس عمرو، ونواب رئيس الجامعة وعدد من أعضاء مجلسي الأمناء والجامعة، بالإضافة إلى حشد كبير من ممثلي الهيئات والمؤسسات الوطنية ورجالات الدين المسيحي والإسلامي وعائلات الخريجين.

وبدأ الاحتفال " الذي يأتي ضمن سلسلة احتفالات تجريها الجامعة في مختلف مناطقها التعليمية " بدخول موكب الخريجين والمشرفين الأكاديميين وموكب رئيس الجامعة وأعضاء مجلسي الأمناء والجامعة ثم تلاوة عطرة من القرآن الكريم، فالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء.

وألقى كلمة الرئيس محمود عباس، عبد الفتاح حمايل محافظ بيت لحم، ونقل تحيات الرئيس أبو مازن وتهنئته لرئاسة الجامعة والأكاديميين والعاملين والخريجين ، وأشاد بالدور الطليعي المتميز الذي تضطلع به جامعة القدس المفتوحة في بناء الإنسان الفلسطيني المتعلم الواعي والمثابر، مؤكداً على أهمية التعليم بالنسبة للشعب الفلسطيني باعتباره الثروة التي نمتلكها ونوظفها في بناء الدولة والمؤسسات.

وأضاف: الشعب الفلسطيني يعتمد على الشهادات العلمية لأننا لا نملك أي مصادر أخرى، فمصدر قوتنا هو علمنا".

فبالعلم والبحث، والتميز الأكاديمي نبني مؤسساتنا ونتصدى للاحتلال، مشيراً إلى أن تخريج " فوج القدس " يأتي متزامناً مع إعلان الدولة في أيلول.
واختتم كلمته متمنياً اضطراد التقدم والازدهار للجامعة، والتوفيق للخريجين.

وتقدم رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة م. عدنان سمارة، في كلمته في الاحتفال، بأحر التهاني باسمه وباسم مجلس الأمناء إلى الخريجين والخريجات بحصولهم على الدرجة العلمية الأولى.
|139130|

واستعرض سمارة المراحل التي مرت بها الجامعة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، فقال: في المرحلة الأولى التأسيسية للجامعة اشتدت قبضة الاحتلال على شعبنا فاعتقل طلبتنا واحتجزهم في السجون، ومنعهم من الوصول إلى جامعاتهم لذا قررنا أن نبحث عن طريقة نصل فيها إلى طلبتنا ما داموا لا يستطيعون الوصول إلى هذه الجامعات، فكلف الرئيس الشهيد ياسر عرفات، أ.د. إبراهيم أبو لغد بإجراء دراسة حول تأسيس جامعة القدس المفتوحة ، وتمكن من إخراج هذه الدراسة إلى حيز الوجود ليكون أول رئيس للجامعة وأصبحت مدينة أبناء الشهداء في دمشق أول مقرٍ مؤقتٍ للجامعة.

ثم تحدث م. عدنان سمارة عن المرحلة الثانية التي مثلت الانطلاقة على أرض الوطن قبل عقدين من الزمن، حيث عين د. منذر صلاح رئيسا للجامعة، أما المرحلة الثالثة فمثلت مرحلة تطور الجامعة أكاديميا ومؤسسيا، بعد أن رسخت الجامعة أقدامها وغرست جذورها في الأرض كشجرة الزيتون الخالدة في أرضنا.

وأكد سمارة أن الجامعة خطت خطوات كبيرة في مجال استعمال الوسائل العلمية واعتمدت على الفصول الدراسية الافترضية، والتسجيل الالكتروني، وبنك الاسئلة، وعملت على تشجيع البحث العلمي إذ لا تطور دون الأبحاث العلمية.

وعاهد م. عدنان سمارة طلبته بالمضي قدما في تطوير الجامعة ورفع مستواها إلى المستوى الذي يليق بها وبموظفيها وخريجيها، شاكرا للرئيس محمود عباس موافقته على فتح كلية للدراسات العليا في الجامعة لفتح المجال أمام خريجيها لتطوير أنفسهم.

وتحدث رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د يونس عمرو، الذي ذكر في كلمة له في احتفال التخريج، أن الجامعة حققت إنجازات كبيرة، أهمها تخريج قرابة 55 ألف دارس ودارسة على امتداد 20 عاماً من عمر الجامعة في الوطن مضيفاً أن عدد الدارسين الحالي يصل إلى 65 ألف دارس ودارسة، لتكون الجامعة بذلك الكبرى من بين مؤسسات التعليم العالي في فلسطين، إذ تحتضن ما نسبته 43% من مجموع طلبة التعليم العالي في الوطن.

وشدد أ.د عمرو على أن الجامعة تعمل على تعزيز الوحدة الوطنية بين أبناء شعبنا الذين فرقتهم السياسة، فاجتمعت مناطقها التعليمية ومراكزها الدراسية في الضفة وغزة في نظام عمل موحد، وهي المؤسسة الوحيدة التي لم تتأثر بالانقسام وتواصل تأدية رسالتها الأكاديمية على أكمل وجه.

وقال: نحتفل اليوم بتخريج الفوج الرابع عشر من طلبة الجامعة ونحن على مرمى حجر من مدينة القدس، في جامعة حققت أحلام القيادة الفلسطينية في توفير التعليم لمختلف أبناء الشعب الفلسطيني، حيث وصلت الجامعة إلى كل بيت وإلى كل فرد فلسطيني.

وأشار أ. د عمرو إلى أن جامعة بلغت مرتبة متفوقة جدا في فلسفة التعليم المفتوح، ووصلت إلى مرحلة التعليم المدمج في أدائها ومهامها ومراتبها الوظيفية.
|139133|

وخاطب أ. د عمرو الخريجين قائلا :"عليكم أن تقوموا بنقل ما تعلمتموه خلال سنيّ تواجدكم في الجامعة إلى مجتمعكم وتعملوا على خدمته، وتقوموا بتقديم جامعة القدس المفتوحة بأفضل صورها كونها تخرج الطلبة المتفوقين في مختلف المجالات على مستوى مؤسسات الوطن كافة".

وطالب عمرو الخريجين بالانضمام إلى أقسام الجامعة الخاصة بمتابعة الخريجين، وقال إن القدس المفتوحة هي الجامعة الوحيدة التي تقوم بمتابعة خريجيها لحين تمكنهم من الحصول على العمل المناسب والانخراط في مجتمعهم على أكمل وجه.

وهنأ، في كلمته، خريجي فوج القدس ، كما شكر الطاقم القائم على تنظيم احتفالات الجامعة على الجهد الذي يبذلونه في هذا المضمار.

بعد ذلك، قال رئيس مجلس الطلبة القطري في جامعة القدس المفتوحة الدارس زياد الواوي، في كلمة له في الاحتفال، "نلتقي بكم اليوم في هدا الحفل البهيج حفل تخريج الفوج الرابع عشر (فوج القدس)، من طلبة جامعة القدس المفتوحة جامعة كل الفلسطينيين، جامعة منظمة التحرير الفلسطينية، هذه الجامعة التي يفخر بها كل فلسطيني والتي أسست بقرار وطني حكيم وبإجماع فصائلي فلسطيني، وأصبح كل فلسطيني يفخر بانتمائه لها.

وقال "إن جامعتنا تسير بخطى ثابتة وواثقة باتجاه تبوئها مكانة متقدمة على المستوى الأكاديمي, فنحن نواكب تطور الجامعة وبرامجها لحظة بلحظة...فقد خطت الجامعة خطوة متقدمة بتطوير برامجها وبإدخال فلسفة التعليم المدمج والالكتروني ليستطيع الدارس أو الدارسة تلقي علومه ومناقشتها وهو في منزله أو عمله، كما أن الجامعة بدوائرها المختلفة تعمل جاهدة في مجال التبادل الطلابي مع الجامعات العربية وتعزيز فكرة التنافس والبحث العلمي فقد تمكنت إحدى الدارسات في جامعتنا من الفوز في مسابقة للبحث العلمي فحصلت جامعة القدس المفتوحة بذلك على المركز الأول من بين ثلاثين جامعة عربية شاركت في المنافسة التي جرت في مصر"، واختتم مهنئاً زملاءه وزميلاته الخريجين والخريجات.

|139132|

أما كلمة الخريجين فألقتها الدارسة نداء ربايعة حيث قالت أن حياتها الدراسية قبل دخولها جامعة القدس المفتوحة كانت تمضي دون تخطيط ودون أهداف مرسومة إلى حين تلقت الإرشاد والتوجيه في جامعة القدس المفتوحة وأدركت أن التغيير بيدها لا بيد غيرها، وبأن أول خطوة في طريق النجاح هي تحمل المسؤولية. وأن النجاح لم يكن سهلا، ولم يأت من فراغ، بل كان نتيجة جهد شاق وعمل دؤوب. كان نتيجة للإلتزام والجدية، والمواظبة والاهتمام بالتحصيل العلمي، بالإضافة إلى وجود بيئة تربوية متميزة توفرها جامعة القدس المفتوحة تمكن الدارس من استغلال جميع الفرص التعليمية المتاحة.

ووجهت الشكر لرئاسة الجامعة ممثلة بالأب الحنون والمعلم الكبير الأستاذ الدكتور يونس عمرو الذي عمل على الارتقاء بمستوى الخدمات التعليمية والتربوية على مدار سنوات الجامعة منذ تأسيسها وحتى هذه اللحظة، حتى أصبحت جامعتنا محط أنظار جميع فئات أبناء المجتمع، وأصبحت لها سمعتها المشهود لها محلياً وعربياً وعالمياً.

ثم وجهت تحية تقدير بإسم زملائها الخريجين لإدارة الجامعة في منطقة بيت لحم التعليمية ممثلة بمديرها الدكتور إبراهيم الشاعر، عرفاناً بالجهود الطيبة والمتميزة التي بذلها دون كلل أو ملل هو والهيئة التدريسية في منطقة بيت لحم التعليمية، من أجل تزويد الدارسين بالمعرفة من مصادرها المتعددة، وبأساليب وطرائق متنوعة جمعت بين أشكال التكنولوجيا التربوية الحديثة والكتاب الجامعي المرجعي المتطور على الدوام.

وفي نهاية الحفل، الذي تولى عرافته أ. محمد المصري، وقف على المنصة كل من ممثل الرئيس المحافظ عبد الفتاح حمايل ورئيس مجلس الأمناء المهندس عدنان سمارة ورئيس الجامعة أ.د. يونس عمرو ومدير منطقة بيت لحم التعليمية د. إبراهيم الشاعر وذلك لتوزيع الشهادات على الخريجين الذين استوفوا متطلبات الحصول على درجة البكالوريوس حيث تقدم لمناداتهم عميد دائرة القبول والتسجيل والامتحانات في الجامعة الدكتور جمال إبراهيم.