ندوة علمية في غزة بعنوان "اللغة العربية والهوية"
نشر بتاريخ: 26/07/2011 ( آخر تحديث: 26/07/2011 الساعة: 11:37 )
غزة- معا- قامت هيئة النقب للبحوث والتنمية والتوثيق في مقرها بغزة بعقد ندوة علمية بعنوان "اللغة العربية والهوية"، حيث استضافت الاستاذ الدكتور صادق أبو سليمان وهو أستاذ العلوم اللغوية في جامعة الأزهر- فلسطين، وعضو مجمع اللغـة العربيـة المراسل( ج. م. ع)، وكذلك عضو مجلس اتحـاد المجامع اللغوية العلمية العربية، وشارك في هذه الندوة عدد من الأساتذة والمختصين والمهتمين بهذا الشأن.
بدأ اللقاء بتقديم الأستاذ المحاضر زميله الأستاذ د. حماد أبو شاويش حيث تحدث عن سيرة الضيف، وعدد مؤلفاته ومشاركاته، وأهمية الأهتمام باللغة العربية.
وبدأ فارس اللقاء بقوله" أتذكر مثل هذا اليوم من العام 1990 حين حصلت على شهادة الدكتوراة في اللغة العربية، وتناولت اللغة العربية والهُوية بضم الهاء، وأنا هنا أؤكد على أن اللغة العربية محفوظة لأن الله سبحانه تكفل بحفظ القران الكريم الذي ارتبطت به اللغة العربية، ولأن اللغة العربية مطلوبة لكل من دخل الدين الاسلامي، ولهذا رأينا المبدعون من خارج الأمة العربية كالبخاري وغيره، وأن اللغة عنصر سيادي ومميز لأهلها وهي ظاهرة انسانية عامة حرصت كل الأمم على هويتها اللغوية، فاليابان مثلا تنازلت عن كل شيء الا عن لغتها أمام الصلف الأمريكي فأسهمت هذه اللغة في انجاز حضارتها، وكذلك الهنود والماليزيين والاتحاد الأوروبي، وحرص اليهود على احياء اللغة العبرية بعد أن كانت ميتة، وهم يعتزون بلغتهم، واستطاعوا اعداد المعجم التاريخي للغة العبرية".
واستعرض الاهتمام باللغة العربية تاريخيا حيث ذكر دور الحكام في الحرص على اللغة حيث كان يراقبون ألسنة الناس، وركز على دور محمد علي الكبير في مصر واهتمامه باللغة العربية رغم كونه ألبانياً، وأشار الى أن بعض الكتاب المسيحين قد أسهموا في الحفاظ على اللغة العربية، وذلك بالترجمات وصناعة المعاجم والنظريات.
وتحدث أبو سليمان عن مهددات اللغة العربية في الآونة الحديثة وذكر منها الاحتلال والحكام غير العرب، والتزاوج من الأجنبيات وغيرها.
ثم فتح باب النقاش حيث تحدث الأستاذ عبد الفتاح حميد عن أن اللغة أصلها انساني وأممي وعالمي، وأن اللغة العربية بدات بيعرب بن كهلان، وان هناك فرق بين اللهجة واللكنة واللغة.
وفي مداخلة من الأستاذ الدكتور طالب ثابت جاء فيها أن هناك قدسية للغة العربية، وقد حرص العرب على التحدث الفصحى ويقدسونها، حيث كانوا يخرجون للبادية لتعلمها، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال "تكلموا اللغة العربية فانها تثبت العقل وتزيد من المروءة، اما المستشرقون فقد عملوا على تشجيع اللهجات المختلفة.
وتساءل الأستاذ الحقوقي صباح العلمي عن أهم الوسائل لتحبيب اللغة العربية للنشأ والدارسين نظراً لأهمية التحدث بها، أما الأستاذ فاخر شريتح المختص بالتاريخ فقد تناول دور اللهجات والمواويل والميجنة في التراث الفلسطيني في الحفاظ على هوية الشعب الفلسطيني.
وتناول الأستاذ صباح ثابت رئيس هيئة النقب محاولات تجزئة الأمة العربية وتشتت عنصر الوحدة والتكامل، واللغة فيها ما يجمع الناس من مشاعر وتاريخ ومواقف نفسية، والابتعاد عنها يعزز الفرقة، وعلينا أن نعرف أين الخلل، وندعو مؤسساتنا وأولياء الأمور والمربين على التركيز على موضوع اللغة العربية لتوحيد الأمة.
وتحدث المحلل السياسي يوسف حجازي عن هناك ارتباط وثيق بين اللغة والواقع السياسي، وذكر ان هناك زعامات تكرس النزعة القطرية لذلك برزت اللهجات المختلفة، وذكر أن اللغة مقياس قوة الدولة فكلما ضعفت القوة المادية للدولة ضعفت لغتها، لأن اللغة تشكل وعي الانسان وان الأمم تعيش على تراثها، وهذا ما اكده الأستاذ د. حماد ابو شاويش من ان اللغة مرتبط بالحضارة والعلم، كما استطاع الانجليز فرض لغتهم كلغة للحضارة الانسانسة حاليا، فاللغة مصدر عزة وسيادة وانتماء.
ثم أجاب الاستاذ أبو سليمان على المداخلات بقوله أن ما سره أن الثورات العربية الحالية قد استخدمت كلمات فصحى، وأن هناك عودة للجذور الفصحى حيث يتم استخدام كلمة سيارة أجرة بدلا من تاكسي، وسيارة اسعاف بدلا من امبولانس، وسائق بدل شوفير، وحاجز بدلا من محسوم، ومحطة بدلا من تحناه وهكذا، م تناول دور المجامع اللغوية واقتراح المصطلحات والألفاظ البديلة، ودعا الشباب المستنير وخاصة اولئك الذين يستخدمون الشبكة العنكبوتية "الانترنت" وشبكات التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" بالحفاظ على اللغة العربية والاتصال باللغة الفصحى والتركيز على أهمية اللغة العربية.