الثلاثاء:
24/12/2024
بتوقيت القدس الشريف
بيت لحم- معا- كتب بسام رومي - أصبحت الطرق الرئيسية التي ربطت بشكل طبيعي مدن الضفة الغربية منذ عشرات السنين، جزءا من شبكة طرق دولة المستوطنين فوق الارض ، وبنت طرقا التفافية وطويلة لدولة فلسطين " تحت الارض" .
وهذا بدليل اننا عندما ننتقل من طولكرم الى الكفريات, كما يقول خليل التفكجي -تنتقل عن طريق نفق , وايضا بين خربة جبارة وبين قلقيلية وحبلة ايضا تمر بنفق وبين اسكاكا وياسوف تمر عبر نفق.
ويضيف مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق , هناك نفق يربط رام الله والقرى الشرقية , وعندما ناتي الى شمال القدس فبين رام الله والجيب نفق وبين الجيب وبدو وكل القرى الاخرى نفق .وعندما تاتي الى بيت لحم هناك نفق يربط المدينة بقرى العرقوب .
ان هذا ما حدث ويحدث فعلا من خلال دولة فلسطينية تحت الارض ودولة المستوطنين فوق الارض كما يقول التفكجي.
ويكشف التفكجي لوكالة معا ان مخطط الطرق الالتفافية ياتي ضمن الامر العسكري رقم 50 لسنة 1983 ولم ينفذ منذ ذلك الحين الا في العام 1993 عندما وقعت اتفاقية اوسلو, عندما اخذت اسرائيل الاذن من الجانب الفلسطيني لان الاخير اعتقد خطا وقتها ان ذلك يشكل بنية تحتية للدولة الفلسطينية فيما تذرعت اسرائيل باعادة الانتشار والسيطرة على المشاكل .
ويؤكد تفكجي ان اسرائيل لم تكن تنجح قبل 93 من تنفيذ المخطط لانها جوبهت من قبل الفلسطينيين في المحاكم.
كما ان المستوطنين قدموا في العام 2004 لشارون مخططا بان هناك دولة واحدة والدولة الفلسطينية ستكون في مكان اخر . ويضيف تفكجي" ان قائد المنطقة الوسطى قال سابقا ان ملك الاردن هو اخر الملوك . ويئير نافيه الان هو نائب رئيس اركان الجيش الاسرائيلي حاليا" .
وجميع الطرق الالتفافية التي نفذت كما يقول تفكجي كان هدفها تقطيع الضفة الغربية واقامة دولتين في دولة واحدة والذي تم تنفيذه على ارض الواقع حاليا .
ويستطرد مدير دائرة الخرائط ان اسرائيل تسيطر منذ العام 67 على 40% من مساحة الضفة الغربية باعتبارها اراضي دولة (كانت مسجلة في العام 67 باسم خزينة المملكة الاردنية الهاشمية او مسجلة اراض غابات ) , وباتت اسرائيل الان تسيطر على 58% من مساحة الضفة مضافة اليها اراضي الجفتلك والمحميات".
وعن توقيت نشر مخطط اسرائيلي للسيطرة على الاغوار واراض الدولة؟ يقول تفكجي ان ذلك ياتي ردا على مخطط السلطة التوجه الى الامم المتحدة ورسالة اسرائيلية بان اسرائيل تسيطر على كل شيء في الضفة.
ويرى التفكجي في خطوة ايلول بانها خطوة خاسرة بامتياز ...سوف نشطب قرار التقسيم رقم 181 وهو القرار الوحيد الذي يحتوي على خرائط كما سنشطب قضية القدس لان القدس حتى الان لها وضع خاص حسب القرار المذكور كما ان الولايات المتحد لم تعترف لا بالقدس الغربية او الشرقية عاصمة لاسرائيل".
وعندما سالنا التفكجي كيف سيلغى القرار 181؟ افاد بان الجانب الفلسطيني يذهب الى الامم المتحدة ليحصل على قرار يحدد حدود 67 -خط وقف اطلاق النار-وفي هذه الحالة سنذهب على اساس اتفاقية اوسلو وقرار 242 الذي يعطينا اقل مما يحدده القرار 181 لان هناك اراض متنازع عليها.
كما ان اسرائيل اعلنت قبل اشهر عن سيطرتها على 139 كيلومترا باعتبارها املاك دولة في البحر الميت وهذا يعني وفقا للتفكجي , ان فلسطين لن تصبح دولة شاطئية على اعتبار ان قناة البحار -البحر الميت والاحمر - سوف تجعل فلسطين دولة تستفيد من المياه المحلاة والكهرباء واقتصاد البحر الميت.
وكان الخبير الإسرائيلي بالشؤون العربية داني روبنشتاين كتب في صحيفة هآرتس عن دولة المستوطنين يقول: "على خلفية اتفاق السلام مع مصر والانسحاب الإسرائيلي من سيناء أقام أحد زعماء حركة "كاخ"، ميخائيل بن حورين، في الثمانينيات ما سماه هو ورفاقه "دولة يهودا"، وكان قصدهم رمزياً وهو الإشارة إلى بديل ممكن عن السلطة الإسرائيلية في الضفة الغربية".
يضيف الكاتب روبنشتاين: "في العديد من الجوانب أُقيم في الضفة، برعاية حكومات إسرائيل وتشجيعها، كيان سياسي ذو طابع يخصه، أي أنه نشأ فصل حيث توجد دولة إسرائيل على حدة، والضفة أو دولة يهودا على حدة".
كما خريطة التحويلات والطرق البديلة، للفلسطينيين فقط، والتي اقترحتها اسرائيل على الدول المانحة لتمويلها، تعتزم اسرائيل من خلالها الى تعزيز قبضتها في معظم مناطق الضفة الغربية وتترك كل المستوطنات على حالها.
وكانت اسرائيل اقترحت جملة من نحو 20 تحويلة عليا ونفقا كحل فني يتيح توسيع كل المستوطنات في الضفة، في ظل ايجاد شبكتي مواصلات منفردتين - للاسرائيليين والفلسطينيين. ومع انه سيضمن للفلسطينيين بالفعل تواصل مواصلاتي في المناطق المحاذية لمنطقتي A) و (B أقل من نصف مساحة الضفة، وبدون غور الاردن) والتي تفصلها الكتل الاستيطانية.
