أصيب "أسامة " فغضبت "فداء" وبكت "جنان " والدها .. زوجة السلوادي : " أين يختفي هؤلاء حين يعربد الإسرائيليون
نشر بتاريخ: 13/10/2006 ( آخر تحديث: 13/10/2006 الساعة: 11:53 )
القدس - خاص بـ معا - لم تخف ( فداء عبد العزيز ) زوجة المصور الصحافي أسامة السلوادي غضبها ممن أصابوا زوجها برصاصة طائشة كادت أن تودي بحياته .. هذا الغضب من " الرصاص الطائش" لم يقتصر على " فداء " بل شمل أصدقاء " أسامة " وزملائه من الصحافيين، ومنهم عوض عوض رئيس لجنة المصور الصحافي، إضافة الى نعيم الطوباسي نقيب الصحافيين الذي كان قاد تظاهرة في رام الله عقب إصابة السلوادي دعا فيها جميع المصورين الصحافيين الى عدم تغطية التظاهرات المسلحة التي تشمل عروضاً قاتلة من قبل مسلحين يطلقون النار في الهواء عشوائياً فيقتلون ويصيبون دون رادع يردعهم .
( فداء) التي تحادثنا معها وكانت الى جانب " أسامة" على سرير الشفاء في مشفى إيخولوف في تل أبيب، رفضت الاطالة في الحديث والتعليق على ما جرى، واكتفت بالقول :" ما يهمني الآن مصير أسامة فقط .. حياته الآن أهم بكثير" .. وتتابع :" الى متى يبقى شعبنا يعاني من هؤلاء ؟؟ أين يختبئون حين تداهم الدوريات الإسرائيلية رام الله ؟ ولماذا يطلقون النار عشوائياً بمناسبة وغير مناسبة تماماً كما يفعل الزعران " ..
حين أصيب " أسامة" كانت " فداء" تستضيف في بيتها عدداً من صديقاتها، ولدى تلقيها النبأ بإصابة زوجها هرعت الى المستشفى تطمئن عليه . تقول :" حين وصلت المستشفى كان " أسامة" فقد كثيراً من دمه، لقد عانى من نزيف حاد .. قبل أن نتمكن من نقله الى مستشفى اسرائيلي . وتضيف:"منذ إصابته لم أتمكن من محادثته، فالأطباء هنا يعطونه أدوية منومة حتى لا يستيقظ على الألم الشديد الذي سببته له الإصابة، لقد أجروا في غضون الساعات الثماني والأربعين الماضية عمليتين جراحيتين، إحداها في ظهره، وقد ساءت حالته بعد العملية الأولى إثر فقده كميات كبيرة من الدم، ثم ما لبثت ما تحسنت لاحقاً بعد أن أعطي العلاج المناسب، لكنه لا يزال يعاني من إلتهاب في الرئة ومن صعوبة في التنفس " .
لـ " فداء" و " أسامة" ثلاث بنات أكبرهن " جنان " في الثالثة عشرة من عمرها، والوسطى منهن تدعى ( أفنان ) في العاشرة من العمر أما الصغرى " كنده" فلم تتعد بعد سن الثالثة .. ما تعرفه البنات الصغار عن والدهن " أسامة" وحالته الصحية ليس بالكثير، لكن خبراً في الصحيفة قرأته " جنان " عن إحتمال إصابة والدها بالشلل جعلها تبكي كثيراً كما تقول والدتها "فداء" . تضيف :" حتى الآن ليس واضحاً ما إذا كان " أسامة " سيعود الى مزاولة عمل بصورة طبيعية، لا أعرف حقاً إن كان أصيب فعلاً بشلل أم لا، ما أعرفه ان عملية جراحية أجريت له وقال لي الطبيب بأنها كانت ناجحة، لكنه كان غامضاً في تقرير ما اذا كان " أسامة " سيعاود المشي والحركة " ..
لكن عوض عوض المصور الصحافي صديق أسامة وزميله يرى أن " أسامة " بخير ولن يصاب بالشلل كما أبلغه بذلك أحد أطباء " إيخولوف" الذي يشرف على علاج " أسامة " .
غضب ( عوض) ينصب على من يسميهم ب " الطائشين" الذين تسببوا بإصابة صديقة وزميله، ويحمل ما جرى لـ "فوضى السلاح" . يقول :" كان من الممكن أن يصاب " أسامة " أو غيره من المواطنين أو الصحافيين .. كثير قبل "أسامة" قتلوا أو أصيبوا بالرصاص الطائش ولم يحاسبهم من تسببوا بالجرح والإصابة أحد " .. لكن في حالة " أسامة " فإن مطلق النار معروف كما يقول " عوض عوض "، وكان معتقلا قبل ذلك بأسبوع على خلفية إطلاق النار العشوائي والرصاص الطائش.
أما فيما يتعلق بمظاهر الإستعراض المسلحة، فيرى عوض ضرورة مقاطعتها وعدم تغطيتها . يضيف :" نحن نعلم أنهم يخرجون للتظاهر كي نصورهم .. لكن هذا من الآن فصاعداً لن يكون، نعم سنمنع عنهم التغطية، فحياتنا وأرواحنا أهم بكثير من عروضهم " .. لم يفت " عوض" أن يتوجه بالتقدير الى الرئيس " أبومازن" الذي يتابع حتى هذه اللحظة الحالة الصحية لـ "أسامة" ويبدي إهتماماً وقلقا عليه . لقد تكفل بجميع نفقات علاجه سواء هنا، أو في إسرائيل، أو في الخارج".
يضيف:" الرئيس " أبومازن" كان دوماً واضحاً في مواقفه من فوضى السلاح ومن رفضه لها، وهو الآن يشد على أيدينا، وقد أبلغنا دعمه لموقفنا بعدم تغطية المسيرات المسلحة التي يتخللها إطلاق نار، لأن هذه المسيرات هي إستعراض عضلات تسيء لشعبنا، وتؤذيه " ..
ويتابع عوض :" لقد مكثت في لبنان خلال الحرب ما يقارب من شهرين وكانت هناك جنازات لشهداء " حزب الله " قمت بتغطيتها لم يكن هناك إطلاق رصاص، ولم يخرج حتى مسلح واحد حاملاً سلاحه " .
ويصنف " عوض عوض" سلوك الطائشين من حملة السلاح في إطار " الخلل وعدم الانضباط " داخل التنظيمات المختلفة . يقول:" هناك سلاح كثير متداول ورصاص إرتفعت أسعاره مؤخراً، من أين يأتون بالمال لشراء الرصاص، في ذات الوقت الذي يعاني الناس من الجوع، وقلة ما في اليد، هذا خلل يصل حد المرض، وما أخشاه هو أن هذا الواقع سيمتد الى مستقبلنا، وسنعاني منه كثيراً مالم نسارع من الآن الى ضبطه" ..
ويكشف (عوض) النقاب عن أن الاحتقان الذي تشهده الساحة الفلسطينية، إنعكس على أداء البعض من العاملين في مجال الصحافة، خاصة التصوير الصحفي . يقول:" لم تعد هناك حيادية، خاصة في غزة جزء كبير تظاهر بإنتمائه التنظيمي، وهذا خطر يداهمنا" .. ويضيف:" دورنا أن نكون حياديين، لأننا نعمل في مهنة محترمة لها أخلاقياتها، ومن الضروري أن نقف بحزم ضد هذا التوجه" .
الطوباسي : ما يخيفنا هو الفلتان
بالنسبة لنعيم الطوباسي، نقيب الصحافيين، فإن ما يقلقه ويخيفه أكثر بعد إصابة أسامة السلوادي، هو حالة الفلتان الأمني المتصاعد والذي لم يعد يسلم منه أحد، لا المواطن العادي، ولا الصحافي في مهنته وأثناء عمله . يضيف:" وجهنا في السابق أكثر من نداء، وطالبنا أكثر من مسؤول بوضع حد لهذا الفلتان لكن دون جدوى، ثم نظمنا التظاهرات ومسيرات الاحتجاج حتى نوصل صوتنا بقوة .. الى ان جاءت حادثة التعرض لزميلنا ( السلوادي) فكان القرار بعدم تغطية أي مسيرة يشارك فيها مسلحون يطلقون النار في الهواء، كذلك فإن ما نطالب به الآن ليس محاسبة مطلق النار، بل من يقف وراءه أيضاً، لأننا بتنا تحت نارين، نار رصاصنا الطائش الذي يصيب ويقتل، ونار الاحتلال التي أصابت وقتلت هي الأخرى" .
ويشير الطوباسي الى أنه منذ شهر تموز وحتى الآن أصيب تسعة صحافيين نتيجة إعتداءات داخلية، وجرى إقتحام مؤسسات إعلامية عديدة، هذه الفوضى بحاجة الى إرادة قوية وجريئة تنهيها والسلطة مطالبة قبل غيرها بتأمين الحماية للصحافي، وعلى الرئيس " أبومازن " ان يستخدم مطلق صلاحياته من أجل حماية الصحافيين .. لا يعقل أن يظل الصحافي تحت وطأة التهديد بالتعرض لحياته .. ولا يعقل ان يحاسب الصحافي على رأي يقوله، فكل القوانين تكفل له هذا الحق، ولا يمكن لأحد أن يسلبه حقه في الكلام والتعبير " ..