محافظة جنين تبحث ووفد فرنسي انشاء بيوت المواطنة لمشروع فلسطيني فلسطيني
نشر بتاريخ: 29/07/2011 ( آخر تحديث: 30/07/2011 الساعة: 00:34 )
جنين - معا - بحثت محافظة جنين خلال زيارة استغرقت 5 أيام قام بها القاضي ميشيل ماركوس، رئيس جمعية بيوت المواطنة، وباسكال برودون، أمينة سر الجمعية واللذين قدما برفقة نهى رشماوي، مديرة مكتب سفير فلسطين في فرنسا ، نوقش خلالها فكرة مشروع بيوت المواطنة، لمساعدة المحافظة على انشاء بيوت مواطنة تهدف إلى إيجاد لغة واحدة مشتركة لكل أبناء الشعب الفلسطيني أينما كان تواجده في هذا العالم، ولتكريس مفهوم المواطنة الصالحة ومعالجة قضايا المجتمع الاجتماعية والملموسة يومياً على كافة الأصعدة .
من جهته افاد محافظ جنين قدورة موسى الى ان الفكرة تعود الى ضرورة إعادة إحياء القيم والمثل الوطنية والتراث والفكر والتاريخ الفلسطيني والانتماء الوطني الفلسطيني وتكريس معنى العمل الطوعي ولإيجاد تواصل ما بين أبناء الشعب الواحد أينما كان يقيم سواء في الداخل أو الخارج في المهجر أو مخيمات الشتات وفي كافة أصقاع العالم، حيث تقوم بيوت المواطنة على مشاركة أهل المنطقة بالعمل وتحديد احتياجاتهم بأنفسهم، بحيث تكمن أهمية المشروع بأنه مشروع سياسي وطني فلسطيني بحت يتماشى ويتطور مع بناء الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف موسى ان المشاورات أدت الى توافق على ضرورة أن يبدأ المشروع بإقامة اول بيت مواطنة في القدس الشريف لرمزيتها الوطنية والسياسية والتي ستضم لاحقاً اللجنة المركزية (الشبكة الوطنية) لكل بيوت المواطنة في فلسطين، إضافة إلى إقامة بيوت في محافظة جنين بشكل متوازٍ بمجموع 5 بيوت للسنوات الثلاث القادمة بقيمة "600" ألف يورو.
وحول هذه البيوت أشارت رشماوي الى تتشابه البيوت بمجموعها بالشكل والتصميم العام الذي يأخذ الطابع التراثي الفلسطيني لإحياء ذاكرته وتاريخه وليُعلم ماهيتها وكينونتها مباشرة من قبل الجمهور العام ويعمل البيت على تمثيل كل أبناء وأطياف الشعب الفلسطيني والانتماء الوطني يديره شخص مسؤول (ميسر) بعد أن يتلقى تدريباً خاصاً، وترتبط البيوت بشبكة محلية على مستوى المحافظة مع الشبكة الوطنية على مستوى كافة المحافظات وتكون اللجنة المركزية في محافظة القدس التي ترتبط بالشبكة الدولية.
وكانت عدة لقاءات نظمتها المحافظة لاستقراء الرأي تمت مع الوفد الفرنسي ركزت على ضرورة تشخيص هذه البيوت للوضع المحلي لمحافظة جنين وإعطاء صورة واضحة عن الواقع فيها، والتركز على مواضيع أساسية تتضمن مفاهيم القانون والعدالة لكل مواطن وفهم المواطن لحقوقه وواجباته وبخاصة المرأة والطفولة والشباب والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والتاريخ والهوية الوطنية من الناحية السياسية وتوزيع الأدوار في المجتمع، إلى جانب مفاهيم التعاون والتنسيق مع المنظمات الغير حكومية والأهلية لضمان عدم التعارض والعمل معاً، وأخيراً التدريب والتأهيل والتعليم وبخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة.
واشار المحافظ الى ان المحافظة قد وضعت برنامج زيارات ميدانية للوفد الضيف تشمل عدة أماكن أثرية وتاريخية وسياحية حديثة تجسد التاريخ الفلسطيني المتعاقب.
كما والتقى الوفد الزائر خلال زيارته مع كافة فئات وشرائح المجتمع المحلي في المحافظة الذين سيكونون أسرة بيوت المواطنة ولتدارس الموضوع للخروج بإطار عام يحدد الاحتياجات ولتكون القدس ومحافظة جنين النواة الأولى والنموذج الذي سيعمم على باقي محافظات الوطن، وقد كان هناك إجماع على قبول المشروع والبدء بتنفيذه لاسيما أنه مشروع وطني فلسطيني بحت.
والتقى الوفد في هذا السياق بعدد من ممثلات القطاع النسوي لإطلاعهن والاستماع منهن حول المشروع من حيث تقديم الدعم والمساعدة بشأن قضايا محدده والتأكيد أن المشروع وطني ينفد على المستوى المحلي ويدعم على المستوى الدولي وتشابه البيوت بنفس اللغة ونفس الثقافة يدخل في نطاقها دعم المؤسسات حسب مطالب هذه المؤسسات ورغباتها وأن البيوت ستسهم في تحديد وتدريب الكوادر التي لا غنى عنها لعمل الدولة الحديثة والديمقراطية وأن بيوت المواطنة ستعمل ضمن ثلاث مجالات هي العمل على القانون وتطبيقه والحقوق والواجبات وتوصيل الرسالة للجمهور وتطوير الحقوق والواجبات الاجتماعية والاقتصادية للمواطن وأخيراً الهوية والذاكرة والتراث الفلسطيني من الناحية السياسية وما هي الهوية القادمة الفلسطينية .
وفي ذات السياق ذكرت دائرة العلاقات العامة والاعلام في محافظة جنين ان الوفد الذي التقى بعدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية في المحافظة، حيث تم الاجماع على الترحيب بالفكرة والاستعداد للتعاون في تسهيل تنفيذه خاصة وأنه يهدف إلى توحيد للفكر السياسي والمشروع الوطني الفلسطيني وما يقصده من تنمية للذاكرة الفلسطينية والحفاظ عليها وما سيقدمه المشروع من خدمة لكافة أطياف أبناء الشعب الواحد على كافة الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمساواة في الحريات والعدالة وتوفير سيادة الأمن والنظام والقانون وللتأكيد على إيجاد لغة واحدة تجمع الشعب الفلسطيني من أجل الوصول إلى الهدف المنشود في ظل الانتهاكات التي تعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أمدٍ بعيد تجلت في بناء الجدار الفاصل والاستيطان ومصادرة الأراضي والإغلاق والحرمان من جميع أبسط الحقوق والحريات المشروعة وتوق الشعب الفلسطيني في الحصول على حريته ومواطنته التي لا يمكن أن تكون إلا بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي داعين كل الشرفاء في العالم إلى التكاتف مع الشعب الفلسطيني في المرحلة المقبلة التي ستشهد الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة في شهر سبتمبر القادم.
كما والتقى أيضاً ، بحضور كلا من المحافظ ونائبه عبد الله بركات ، بممثلين عن المؤسسات الأهلية والمنظمات الغير حكومية حيث جرى التأكيد على ما يقومون به في ظل علاقاتهم مع المؤسسات والمنظمات الأجنبية من تنظيم حملات ضد الاستيطان والجدار بمشاركة كثير من المتضامنين الأجانب وبخاصة الفرنسيين، داعين في الوقت ذاته أن يمثل المشروع المصلحة الجماعية على كافة شرائح المجتمع من أجل بناء مجتمع فلسطيني ما بعد الاحتلال.
هذا والتقى الوفد في اختتام زيارتة امس بعدد من مدراء المؤسسات الرسمية لاسيما مديريتا التربية والتعليم في جنين وقباطية ومديريات الشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية والأوقاف ودار الإفتاء وراعي الكنسية الأرثوذكسية وعدد من رجال الدين مسلمين ومسيحيين والغرفة التجارية الصناعية الزراعية في جنين وعدد من ممثلي القطاع النسائي و الشبابي، والذين أكدوا على الترحيب بالمشروع و تم بحث دور هذه المؤسسات في المساعدة في ترسيخ الفكرة خاصة وأن المفهوم يدخل ضمن نطاق أعمالها، لاسيما وأن مشروعاً للتوعية في مفاهيم المواطنة والتربية المدنية قد بدء العمل به منذ عام 2004 في كافة مديريات التربية والتعليم في الوطن تركز على مفهوم المواطنة وكيفية مساعدة الطلبة على تحسين قدراتهم للمشاركة بفاعلية أكبر وتطوير مهاراتهم الفكرية والميول الديمقراطية لهم.
من جهته فان الوفد الضيف قدم الشكر على حسن الاستقبال وما لاقاه من ترحيب بالفكرة والإجماع على المفاهيم الوطنية وما يعنيه من إحياء للذاكرة والتاريخ والتراث وتوحد حول المشروع الوطني ، مؤكدين بأن دورهم يكمن فقط بالتنسيق والتيسير للارتباط بالشبكة الدولية وإيجاد الدعم الدولي، وأن هناك اجتماعات لاحقة لتنسيق الجهود في كيفية تقديم المشروع للاتحاد الأوربي بهدف تمويله خاصة وأن جميع اللقاءات أجمعت على أنه مشروع يجب ان يكون مستداما ويكرس لخدمة كل أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف مكوناته.