السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

همسة عتاب للجماهير الفلسطينية ومهمة الكابتن البزاز انتهت ..!

نشر بتاريخ: 30/07/2011 ( آخر تحديث: 30/07/2011 الساعة: 11:24 )
القدس- معا- ناصر العباسي- ودع منتخبنا الوطني ليلة أمس الأول التصفيات المؤهلة لكأس العالم في البرازيل 2014م بعد تعادله ( 2/2 ) أمام منتخب تايلند في لقاء الإياب الذي جرت أحداثه على استاد الشهيد فيصل الحسيني بالرام علماً ان لقاء الذهاب انتهى بخسارة الوطني (صفر/1).

وغادرت الجماهير مدرجات استاد الشهيد فيصل الحسيني والتي زادت عن 10 آلاف متفرج في مشهد حزين دون أن يتحقق حلم التأهل لأول مره في تاريخ الكرة الفلسطينية الى دوري المجموعات وبالتالي فقدان اللعب مع 4 منتخبات على الأقل داخل الوطن وخارجه لو خطفنا بطاقة التأهل، اضافة ان استاد الحسيني اصبح عقدة الجماهير حيث لم نحقق أي فوز رسمي حتى الآن على أرضية هذا الملعب.

وخيم الحزن على عشاق الكرة المستديرة عقب خروج الوطني من التصفيات المونديالية ، لكن أكثر ما يثير الاستغراب هو الأداء الفني والبدني المتواضع الذي ظهر عليه منتخبنا الوطني ، وهذا يضعنا أمام تساؤلات عديدة لما وصل اليه الحال رغم أن الظروف الحالية تعتبر الأفضل على مر تاريخ الكرة الفلسطينية من حيث الإمكانات المتوفرة من ملاعب ومعسكرات داخلية وخارجية وتوفير الأجهزة التدريبية وانتظام البطولات الرسمية التي توجت بتنظيم دوري للمحترفين صاحبه عقود احترافية خيالية حصل عليها اللاعبين وامور اخرى.

ولم يقدم الوطني امام تايلند الشيئ المتوقع فكان معظم اللاعبين خارج الخدمة !! ، ولم يلفت الانتباه خلال اللقاء سوى المخضرم مراد عليان الذي عرف طريقه صوب الشباك مرتين ، ومعه اسماعيل العمور الذي أرهق الدفاع التايلندي بانطلاقاته الصاروخية لكن المدير الفني موسى بزاز أصر على إخراج العمور لترتاح تايلند في الحصة الثانية من اللقاء .

|139526|
تراجع فني وبدني ..!!
وما يثير الدهشة أن الوطني بعد النهضة الكروية التي أحدثها اللواء الرجوب ظن الجميع أن منتخباتنا في طريقها الى تطور كبير ، لكن الحقيقة وبدون مجاملات فإن أداء الوطني لم يتطور كثيراً رغم كل هذه الإمكانات المتوفرة ، وذهب البعض ليقول أن المنتخب الفلسطيني كان في مناسبات سابقة أفضل مما عليه الآن ، وكسب احترام المحللين والمتابعين خاصة ذلك المنتخب الذي شارك في البطولة العربية عام 1999م وحصل حينها على الميدالية البرونزية بقيادة المرحوم الكابتن عزمي نصار.

وحتى لا ننتقص من حق منتخب تايلند فإن الضيوف قدموا مباراة كبيرة على مدار شوطي اللقاء رغم أنهم خاضوا اللقاء ولأول مرة على ملاعب اصطناعية ، واعتمدوا على أسلوبهم المتوقع الذي يعتمد على السرعة في كل شيئ مثل نقل الكرة بأقل وقت من الزمن ، واللعب الجماعي والتمريرات المتقنة ، وسلاحهم الأقوى كان اعتمادهم على التسديد من مسافات بعيدة فسجلوا هدفي منتخبهم عن طريق التسديد من داخل وخارج الصندوق ، اضافة الى الخبرة الكروية والدولية التي تتفوق على منتخبنا الوطني.

|139582|
هدف مبكر وحالة توهان ...
ورغم أن منتخبنا افتتح التسجيل المبكر وسط هيجان جماهيري جارف ظن من خلاله الجميع أن التأهل أصبح قريباً ، لكن الحقيقة سرعان ما تبخرت فكان المنتخب التايلندي الأفضل في كل شيئ ، فيما قدم الوطني شوط أول ضعيف افتقد الى أهم عنصر في كرة القدم وهو المجهود البدني للضغط على اللاعب المنافس المستحوذ على الكرة ، وهذا يجعلنا نبحث عن أسباب التراجع البدني ، هل هي مسؤولية الاندية أم الجهاز الفني للمنتخب ..!! ، ونتيجة لذلك كان هناك سيطرة ميدانية مطلقة للتايلنديين الذين استطاعوا معادلة النتيجة بعد دقائق معدودة ، وكادوا أن يسجلوا في عدة مناسبات لولا يقظة المدافعين في بعض الأحيان.

|139529|
تبديلات لا فائدة منها ..!!
وفي الشوط الثاني من اللقاء كنا بحاجه الى تسجيل هدفين متتاليين لضمان التأهل لكن الأداء لم يتطور رغم بعض المحاولات الفردية ، ولم تساعد تبديلات المدرب بزاز في إحداث التغيير الحقيقي لأداء المنتخب الوطني خاصة بعد أن أخطأ في إخراج العمور الذي كان الأبرز داخل المستطيل الأخضر وساند الهداف عليان في الضغط الهجومي في بعض المناسبات ، واشترك ابو غرقود والعبيد والخطيب دون أن يسجلوا اضافة نوعية للمنتخب باستثناء بعض الكرات العرضية التي حاول معها الخطيب من أطراف الملعب ، اضافة الى عدم توظيف اللاعبين في مراكزهم الحقيقية.

ورغم أن منتخبنا نقل الكرة في وسط الملعب بصورة أفضل عن الشوط الأول لكن دون أي فاعلية هجومية باستثناء بعض المحاولات الخجولة واسفرت قبل نهاية اللقاء عن تسجيل الهدف الثاني ، لكن الاقتراب من حلم تسجيل الهدف الثالث تبخر في الوقت بدل الضائع بعد أن سجل المنتخب الضيف هدف التعادل من ركلة حرة مباشرة.

جبهة يسرى خارج الخدمه ..!!
ولا شك ان غياب الانسجام والتفاهم خاصة بين خطي الدفاع والوسط ظل موجوداً بسب استبعاد واستدعاء اللاعبين المتكرر ، وعدم الثبات على تشكيلة رئيسية ، وغياب المباريات الودية.

ومن الناحية الفنية فإن الجبهة اليسرى للوطني كانت معطله تماماً عندما أصر الكابتن موسى بزاز الاعتماد على خالد مهدي كظهير أيسر بسبب استبعاد بعض اللاعبين الذين يشغلون هذا المركز وأهمهم روبيرتو بشارة وسامر حجازي وعدم انضمام ايهاب ابو جزر ، وبالتالي لم يستطع مهدي سد النقص وبقيت الجبهة اليسرى نقطة ضعف كون مهدي يلعب لاول مرة في هذا الموقع ، وهذا غير معقول ان لا يضم المنتخب اي لاعب "أشول" يلعب في الجبهة اليسرى ، وما ساعد ذلك على اضعاف تلك الجبهة هو انخفاض مستوى اشرف نعمان في مركز الساعد الأيسر الذي حل بدلاً من عاطف أبو بلال حيث لم تظهر امكاناته الفردية طيلة الشوط الاول مع بعض المحاولات في مطلع الشوط الثاني وسرعان ما تم تبديله بالمهاجم اياد أبو غرقود الذي لعب في نفس المركز ولم يقدم الشيئ المطلوب ، وبالتالي الجهاز الفني وقع في مشكلة كبيرة تختص بتوظيف اللاعبين داخل المستطيل الأخضر .

|139584|

عليان والعمور الأبرز ...
وبالنسبة للتشكيلة التي لعب بها الكابتن بزاز اعتمدت على طريقة 4/4/2 ، ولعب شبير في حراسة المرمى وقدم مباراة أقل مستوى من مباراة الذهاب ، وهو يتحمل جزء كبير من مسؤولية الهدف الثاني ، أما خط الدفاع كان أبرزهم عمر جعرون رغم بعض الهفوات أما خالد مهدي والبهداري وحربي لم يظهروا بالشكل المطلوب خاصة في عملية الإسناد للهجمات او التغطية الجيدة للكرات الريعة وطويلة المدى .

وغاب البهداري عن تألقه الواضح والمعروف عنه مع الوحدات الأردني ، ومن وجهة نظر شخصية يتحمل البهداري وجعرون مسؤولية الهدف الأول بسبب سوء التغطية والتعامل مع الكرات الطويلة والسريعة التي أرهقت مدافعينا .

أما خط الوسط فإن ثنائي الارتكاز خضر يوسف وحسام وادي لعبا بنفس الواجب في منطقة المناورة دون فرض ضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة مما اعطى الحرية الكاملة للمنتخب المنافس في نقل الكرة بأريحية حتى أن بعض الهجمات سجلت احتفاظ منتخب تايلند بالكرة لاكثر من 20 لمسة دون أي ضغط من قبل لاعبينا وعدم قدرة منتخبنا في مجاراة المنتخب المنافس والضغط على لاعبيه ، لذلك ظهر غياب اللاعب الذي يجيد صناعة الأهداف مما أثر على الكرات المتقنة التي كانت من المفترض ان تصل الى المهاجمين لحظة بناء الهجمات أو عند قطع الكرة من المنتخب المنافس .

وكانت فاعلية العمور بالميمنة مفتاح الهجمات الفلسطينية لكن التراجع الكبير في مستوى فهد عتال بالمقدمة وأشرف نعمان بالميسره لم يساعد في خلق ضغط هجومي على المرمى التايلندي ، وظل مراد عليان ورغم تقدمه بالسن أكثر اللاعبين خطورة على مرمى المنتخب المنافس ونجح بتسجيل هدفين مناصفة على مدار شوطي اللقاء .

غياب اللقاءات والإنسجام ..!!
وبخصوص مرحلة الاستعداد للوطني فإن غياب اللقاءات الودية كان لها الأثر الكبير ، ليس فقط للعب في أجواء الدوله المنافسة ، لكن لخلق الإنسجام المطلوب بين اللاعبين الذي غاب عن المباراة الأخيرة ، ومعظم المنتخبات العربية والعالمية تستعد قبل اي بطولة بعدة لقاءات تجريبية للوقوف على جاهزيتها ، واذا تحدثنا عن اجواء الدولة المستيفة فإن الأجدر بأن تكون المعسكرات في الدول القريبة من الدول التي سنلعب معها وتتصف بنفس أجوائها .

بزاز ومستقبل غامض ..!!
من وجهة نظر شخصية وبعيدا عن المجاملات فإن المدير الفني للوطني الكابتن موسى بزاز يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية تراجع وإخفاق منتخبنا الوطني ، ورغم الظروف المتقلبة التي صاحبت عمل المدير الفني إلا انه قدم كل ما لديه بما يمتلكه من مقومات ، وحان الوقت من اتحاد الكرة للاعلان عن جهاز فني جديد ، ومعلوماتي تقول ان عهد البزاز انتهى وسيعلن عن ذلك رسمياص خلال ساعات قليلة ، وننتظر الإستعانة بمدرب آخر يستطيع قيادة المنتخب الوطني خلال الفترة القادمة ، وإن كانت تخلوا من المشاركات الرسمية حتى خوض نهائيات كأس التحدي في العام 2012م .

|139571|
الجمهور وهمسة عتاب ..!!
تحدثت في مرات سابقة على الجماهير الفلسطينية التي تأتي بكثافة لملئ مدرجات استاد الشهيد الحسيني كواجب وطني منها ولحرصحها ومحبتها لمنتخبها الوطني ، لكن لا بد من تسجيل همسة عتاب على تلك الجماهير التي ما زالت تفتقد الى التشجيع المنظم الذي يؤثر نفسياً على الفريق المنافس ، وكذلك التجاوزات التي حدثت عقب هدف التعادل للمنتخب التايلندي فقام البعض بألغاء بعض الزجاجات الفارغة داخل المستطيل الأخضر ، وهي نقطة سوداء ستسجل في تقرير مراقب المباراة ، رغم اننا لم نعتد على تلك التصرفات في الاحداث الكروية الكبيرة التي استضافتها فلسطين في المرات الماضية ، لذلك علينا جميعا ان نلتف حول منتخباتنا الوطنية والتشجيع المنظم ، ونترك معالجة الاخطاء الى اتحاد الكرة المسؤول الاول والاخير عن كرة القدم الفلسطينية .

تشكيل لجنة اختصاص ..
مع كل ما سبق يجب أن نتعلم الدروس الكروية لتجاوز الأخطاء المتكررة التي وقعنا فيها في المبارايات السابقة ، ولكي لا نندب حظنا في كل مرة ، لن نبكي على اللبن المسكوب ، وسنستمر بالعمل لخدمة وتطور الكرة الفلسطينية ، وأقترح على اتحاد الكرة بعمل لجنة خاصة تضم كفاءات اكاديمية وفنية رياضية ، تعمل على عمل دراسة شاملة لمعرفة أسباب تراجع مستوى منتخباتنا الوطنية ، ووضع خطة شاملة تساهم في تطور الكرة والمنتخبات الفلسطينية منها الاهتمام بالمنتخبات المساندة لكافة الأعمار ، وإنشاء مدارس للاعبين الواعدين تحت اشراف كفاءات تدريبية على غرار ما تفعله الدول المجاورة ، ومتابعة الأندية في عدة مجالات اضافة أمور اخرى ..

|139579|

|139575|