فيحاء عبد الهادي تصدر موسوعتين وثقت من خلالهما ادوار المراة الفلسطينية في ثلاثينيات واوربعينيات العقد الماضي
نشر بتاريخ: 14/10/2006 ( آخر تحديث: 14/10/2006 الساعة: 07:03 )
بيت لحم -معا- عبر موسوعتين تمتد الواحدة منهما لقرابة الـ"500 صفحة"، وثقت د. فيحاء عبد الهادي لأدوار المرأة الفلسطينية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، مسلطة الضوء على المساهمة السياسية للفلسطينيات في تلك العقود، عبر شهادات حية لفلسطينيات يملكن الكثير من الحكايا، أجبرتهن الظروف السياسية والأمنية الصاخبة في فلسطين، على التشتت، ما بين فلسطين نفسها في الضفة الغربية، وقطاع غزة، وداخل الخط الأخضر، وما بين الأردن، وسورية، ولبنان، ومصر.
وذلك في عمل يتواصل منذ سنوات، انتهى بصدور الموسوعتين كباكورة إصدارات مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق، وتديره زهيرة كامل، وزيرة شؤون المرأة السابقة، والتي أيدت ودعمت الفكرة، منذ كانت مديرة لإدارة المرأة في وزارة التخطيط، قبل أكثر من ست سنوات.
والموسوعتان اللتان شاركت قرابة العشرين باحثة ميدانية في توثيق ما تضمانه من شهادات وروايات، بحثتا في الدور السياسي والعسكري للفلسطينيات في العقدين الثالث والرابع من القرن الماضي، ففي الموسوعة الأولى ترصد عبد الهادي هذا الدور بدءاً من انتفاضة العام 1932، مروراً بالبحث عن حقيقة وجود تنظيم باسم "رفيقات القسام"، ثم رصد الأدوار النسوية المختلفة في ثورة العام 1936، وأثر فشل الثورة على المرأة الفلسطينية، علاوة على رصد بعض التغييرات الاجتماعية التي صاحبت نضال المرأة السياسي، وتخصيص فصل بأكمله تحت عنوان "نساء في الذاكرة الشعبية"، مع تفريغ نصوص المقابلات الشفوية لخمس عشرة راوية، من بينهن ميمنة عز الدين القسام.
وفي الموسوعة الثانية تحدثت عبد الهادي عن دور المرأة الفلسطينية السياسي ما بين العامين 1939 و1947، ثم دورها السياسي في العام 1948، فأثر النكبة على المرأة الفلسطينية، علاوة على تخصيص مساحة للحديث عن المجازر الصهيونية برواية نسوية، ورصد بعض التغييرات الاجتماعية التي صاحبت نضال المرأة السياسي، وتخصيص فصل بأكمله، كما في الموسوعة الأولى، تحت عنوان "نساء في الذاكرة الشعبية"، مع تفريغ نصوص المقابلات الشفوية لإحدى عشرة راوية، من بينهن مهيبة خورشيد، مؤسسة الفصيل العسكري النسائي الفلسطيني "زهرة الأقحوان".
وقالت عبد الهادي: الحديث عن النضال النسوي الفلسطيني في كتب التاريخ هامشي، ولا يرقى إلى مستوى نضالات النساء الفلسطينيات على الأرض، ولا يوثق لكل شيء، لذا كانت الفكرة بملء هذا النقص، ونوثق للذاكرة الفلسطينية بأكملها، عبر النساء.. من المعروف أن النساء يحبذن الحديث عن تجاربهن أكثر من كتابتها على عكس الرجال، لكنهن بحاجة إلى من يسمعهن، وبالتالي كان لا بد من توثيق روايات النساء أنفسهن لا روايات أزواجهن أو أشقائهن أو أبنائهن عنهن، مع أن الموسوعتين لم تغفلا الشهادات الذكورية، التي كان لها ما يقارب الـ10% من مجموع ما ورد من شهادات فيهما.
واضافت عبد الهادي: بدأنا في العام 1999، بإعداد بحث حول "الناقص في التاريخ المدون حول النضال السياسي في كتب التاريخ"، فخرجنا بكتابين أحدهما حول الكتب العربية والأجنبية التي تناولت بشكل أو بآخر الحديث عما نود البحث فيه، والآخر حول تدريب الباحثات على الكيفية التي يتم عبرها جمع مادة التاريخ الشفوي، قبل صدور هاتين الموسوعتين، بعد عمل متواصل لقرابة السبع سنوات.
وكان مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق، أعلن عن طرح الموسوعتين في الأسواق الفلسطينية، في حفل برام الله، أول من أمس، بحضور زهيرة كمال، مديرة المركز، وكوستانزا فرينا، مديرة مكتب "اليونسكو" في فلسطين، اللتين تحدثتا عن أهمية مشروع توثيق التاريخ الشفوي الفلسطيني، والتوثيق لنضالات المرأة الفلسطينية على مر العقود، قبل أن تتحدث عبد الهادي عن أهم ملامح الموسوعتين، وخصوصية المنظور النسوي للتاريخ، وأهمية الإسراع في توثيق التاريخ الشفوي الفلسطيني، قبل أن "نفقد العناصر البشرية الراوية لهذا التاريخ".
يشار إلى أن مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق، تأسس في العام 2005، كأحد مشاريع قطاع العلوم الإنسانية والاجتماعية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، حيث يعتبر هذا الإصدار باكورة أعمال المركز في مجال البحوث والوثائق حول المرأة الفلسطينية، وهو الذي يسعى إلى ترسيخ حقوق المرأة والنهوض بها، وتفعيل دور النساء الفلسطينيات في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.