الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رغم حرارة الشمس: هناك من يبرق بالتهنئة للأسرى خلف القضبان

نشر بتاريخ: 01/08/2011 ( آخر تحديث: 01/08/2011 الساعة: 17:07 )
غزة-معا- " الله يا رب العالمين يجمعني معك يا زوجي في رمضان القادم بغزة"،" حبيبي الك الف تحية من امك المشتاقة" أمنيات تبرق بها أمهات وزوجات الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة لأحبائيهم القابعين خلف قضبان الاحتلال الاسرائيلي.

رغم حرارة الشمس الملتهبة ورغم جفاف الحلق في أطول أيام صيام شهر رمضان لم تتوان امهات وزوجات وذوي الأسرى عن الالتحاق بالاعتصام الأسبوعي اليوم الاثنين في مقر الصليب الأحمر بمدينة غزه هناك عشرات وأزواج من العيون الحائرة التي تتلفت يمنة ويسرى من بينها زوجة الأسير المناضل " نصر عمر النملة " و الذي أمضى واحدا وعشرون عاما في سجون الاحتلال الاسرائيلى , و المحكوم عليه بالمؤبد .

أم حسام النملة التي بدأت بالحديث عن مرارة فراق زوجها ومرارة قسوة جفاء الأهل قائلة : " اعتقل زوجي عام 1990 تاركا وراءه ستة أطفال , لم أجد أحدا يقف إلى جانبي في تربية أطفالي , اعتمدت على نفسي و جابهت قساوة الحياة, ومما ساعدني على ذلك خبرتي في تصميم الملابس و حياكتها , التي كانت مصدر رزقنا , كما واجهت صعوبات كثيرة عندما زوجت بناتى , فعمهم الكبير رفض ان يكون وكيلا لها , ما اضطر بها الامر الى ان تنتظر ابنها الاكبر حتي وصل الى السن الذى يسمح له بان يكون و كيلا عن اخته " .

تستكمل حديثها قائلة "لكن تعبي لم يذهب هباء عندما ارى اولادي , تعبت عليهم و علمتهم حتى انهى بعضا منهم دراسته الجامعية ."

وفيما يخص صفقة تبادل الاسرى و عن مدى تفاؤلها بأن يكون اسم زوجها ضمن قائمة الاسرى المنوى الافراج عنهم, قالت "انا متأملة بالله , و لا أتفاءل بالصفقات التى يتم عقدها مع الاحتلال الاسرائيلى , فكما هو معروف عن الاحتلال ليست له كلمة و يتنصل دائما من وعوده " .

اما الاسير ابراهيم عبد المنعم عرابي معاناة اسرته لم تختلف كثيرا عن حال الكثيرين من أهالى ذوى الاسرى الاخرين وان اختلفت فى تفاصيلها و روايتها , فهو اب لطفلين , من موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية, يتقاضى راتبا قدره 2300 شيكل , و هو من تنظيم الجبهة الديمقراطية , تم يجريف بيت عائلته فى الحرب الاخيرة على قطاع غزه عام 2009 .

وتقول والدة الاسير ابراهيم " انه تم اعتقاله اثناء تأديته لعملية جهادية في منطقة خزاعة , حكم عليه 23 عاما قضى منهما تسع سنوات " .

وفيما يتعلق بزيارة ابنها الاسير قالت " بأنها لم تراه منذ اربع سنوات, وها هو يأتي رمضان و هو بعيد ا عنا , و نتمنى رمضان القادم ان يكون بيننا " .

وأثناء حديثها عن ابراهيم ارتسمت ابتسامة على وجهها مزجت بين مشاعر الاشتياق والالم قائلة " كان ابراهيم شخصا يتسم بالهدوء , محبوبا و مبتسما دائما, وحنونا يأتي كل صباح قبل ذهابه الى عمله و يقبل يدي و يلبى جميع طلباتى , حتى انه امر زوجته بان لا تقطع صلة رحم اخواته و أتمنى ان يكون جميع اخوته مثله".

كما ناشدت الدول العربية أن تقف الى جانب قضية الاسرى , و أن ترى حلا عادلا لقضيتهم خاصة ذوي الاحكام العالية, متمنية أن يكون ابنها من ضمن قائمة صفقة تبادل الاسرى المنوى الافراج عنهم .

أما و الدة الاسير عبد الحليم محمود بدوى فحال لسانها يقول " نشعربفراغ كبير منذ أن اعتقل , لم نزره منذ سنوات , اعتقل و هو فى سن التاسعة عشر من عمره , محكوم عليه ثمانية عشر عاما قضى منهما عشر سنوات اعتقل أثناء اقتحام قوات الاحتلال لمنطقة بيت حانون و اتمنى ان يتم الافراج عنه ضمن صفقة تبادل الاسرى " .

كان ذلك جزءا يسيرا من بعض قصص اهالي الاسرى رسمت كلماتهم مدى معاناتهم و آلام فراق ابناءهم و أزواجهم و أشقاءهم , فما زال الالاف من الاسرى يقبعون داخل السجون الاسرائيلية و جدران العزل الانفرادى يجابهون شتى انواع التعذيب الذى لم تشهده البشرية قط من قبل .