الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد الافطار...

نشر بتاريخ: 03/08/2011 ( آخر تحديث: 04/08/2011 الساعة: 08:58 )
يكتبها : عمر الجعفري

مر اسبوع على وفاة طيب الذكر الرياضي المرحوم جورج قسيس ، ففي يوم الاربعاء الماضي في ساعات الصباح الباكر تلقيت الخبر من صديق عزيز علينا ، فأثناء انهماكي في عملي بمدينة رام الله رن جرس الهاتف ، كانت الساعة الثامنة صباحا مكالمة غير عادية من الصديق جورج غطاس ، واذ به يقول بعد ان ادى التحية " ابو وجدي اريد ان اخبرك بخبر سيء "

قلت تفضل يا ابو اسامه ، فقال : ابو حسام " اعطاك الله عمره " كان ذلك بصوت خافت متهدج .

تلعثمت وقلت : رحمك الله .. يا ابو حسام ، متى كان ذلك ؟
فقال ابو اسامة : اليوم صباحا .

بعدها اتصلت مباشرة بالابن الصحفي " وجدي الجعفري " واخبرته بالخبر ، وطلبت منه ان ينشر الخبر على صفحة " وكالة معا " حتى يعلم الجميع بالنبأ و يقوموا بالواجب .

وفي ساعات المساء وعند الساعة السادسة مساء تجمعنا ، الرياضيين المتقاعدين او الذين ابتعدوا أو ابعدوا والذين لا زالوا يعملون ، كان جورج غطاس والاستاذ عمر موسى من جامعة بيت لحم ومحمود خليفة عضو اتحاد كرة القدم وخليل بطاح الحارس الطائر في السبعينات واوائل الثمانينات وكذلك مفيد الحلو " ابو عبد الله " وخليل العموري رئيس نادي الخضر ورزق الشاعر لا عب بيت جالا السابق وغيرهم الكثير تجمعنا امام كنيسة الروم في بيت جالا حيث جثمان المرحوم جورج قسيس مسجى في الكنيسة وبعد الكلمة التأبينية التي القاها جوزيف المصو رفيق عمر ابو حسام انطلق الجثمان الى مقبرة الروم .

وما ان خرج الجثمان من باب الكنيسة حتى تقدمت قليلا لالقاء نظرة الوداع الاخير على صديق الدرب الذي عرفته منذ اكثر من 40 عاما ، عرفته عندما كان لاعبا في النادي الارثذوكسي وعرفته عندما كان مدربا للعديد من الاندية وعرفته عندما كان عضو في رابطة الاندية وعرفته عندما كان رئيسا للجنة اللوائية التابعة لاتحاد كرة القدم في بيت لحم .

فقد كان رجلا فقيرا أعطى كل ماله ووقته وجهده للرياضة ، قدم عصارة تجربته وخبرته للجميع ، فدرب العديد من الاندية ومنها النادي الذي نشأ وترعرع فيه نادي ارثذوكسي بيت جالا ودرب اندية الخضر وشباب الخليل واهلي الخليل والعبيدية والعديد من الاندية المقدسية كان ذلك ايام الزمن الجميل وعندما كان الوصول الى القدس سهلا وقبل ان يمنعنا الاحتلال من دخولها وحتى الصلاة فيها .

لقد مر جثمان المرحوم من الشارع الرئيس وكأن ابو حسام يودع بيت جالا حتى وهو ذاهب الى قبره ، هذا الشارع الذي كان مسرحا للاحتفال الضخم الذي اقامته اللجنة اللوائية والتي كان يرأسها عندما عادت عضوية فلسطين الى الاتحاد الدولي لكرة القدم ، وكان على رأس الحضور الدكتور جمال محيسن وكيل وزارة الشباب في ذلك الوقت .

دفن ابو حسام في مقبرة الروم القريبة بل المطلة على ملعب بيت جالا حتى يبقى ابو حسام شاهدا ورقيبا على الرياضة في هذا الملعب الذي خرج العشرات من لاعبي كرة القدم .

تحية لك ابو حسام يوم ولدت ويوم مت ، تحية لك وقد وقفت شامخا قويا امام العديد من الاعاصير التي تعرضت لها الرياضة ، وبقيت دائما كالطود الشامخ مدافعا وناصرا للمظلومين ، بقفدان جورج قسيس فقدنا علما رياضيا وتاريخا رياضيا رجلا شهما مخلصا ، رحمك الله ابا حسام ونم قرير العين .