القدوة ينوه الى عدم رفع التوقعات والاستعداد لسيناريوهات متعددة بسبتمبر
نشر بتاريخ: 03/08/2011 ( آخر تحديث: 04/08/2011 الساعة: 03:04 )
بيت لحم -معا- أكد الدكتور ناصر القدوة وزير الخارجية الأسبق و مبعوث فلسطين السابق لدى الأمم المتحدة، أن الدافع الأساسي وراء قرار القيادة الفلسطينية بالتوجه للأمم المتحدة للحصول على عضوية دولة فلسطين هو تراجع احتمالية تحقيق تقدم على صعيد المفاوضات و الموقف الاسرائيلي المتشدد تجاه قضايا الاستيطان والقضايا الأخرى.
جاء ذلك خلال الندوة الثالثة لبرنامج "واجه الجمهور" بعنوان "استحقاق سبتمبر، الأسباب، التداعيات، و السيناريوهات المتوقعة"، التي نظمها بال ثينك للدراسات الإستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش الألمانية وذلك إسهاما من المركز في إثراء نقاش بناء حول القضايا المركزية التي تهم المجتمع الفلسطيني. حيث استضافت الندوة الدكتور ناصر القدوة، وزير الخارجية الأسبق ومبعوث فلسطين السابق لدى الأمم المتحدة عبر تقنية الفيديو كونفرنس من مدينة رام الله.
ورحب مؤسس ومدير بال ثينك عمر شعبان، بالدكتور ناصر القدوة وبالحضور الذين مثلوا نخبة ثقافية وإعلامية وأكاديمية وسياسية. وأشار شعبان إلى أن الهدف من عقد هذه الندوة بشكل أساسي هو الوصول الى اجابات للعديد من التساؤلات التي تشغل الشارع الفلسطيني حول استحقاق سبتمبر المقبل، مشيراً الى ابرز التساؤلات التي تتمحور حول كيفية تبلور فكرة التوجه للأمم المتحدة و ماهية التداعيات و السيناريوهات المتوقعة.
من ناحيته، فقد أعرب الدكتور القدوة عن سعادته البالغة بالتحدث الى أهله في قطاع غزة. وفي معرض رده على التساؤلات، فقد أكد الدكتور القدوة أن الدافع الأساسي وراء قرار القيادة الفلسطينية بالتوجه للأمم المتحدة للحصول على عضوية دولة فلسطين هو تراجع احتمالية تحقيق تقدم على صعيد المفاوضات و الموقف الاسرائيلي المتشدد تجاه قضايا الاستيطان والقضايا الأخرى.
وأكد الدكتور القدوة على أن النضال السياسي في الأمم المتحدة ليس جديداً و يجب أن يستمر، و أشار الى أن هناك العديد من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والتي تثبت حالة الاحتلال وتشدد على أن التواجد العسكري الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس هو وجود احتلالي غير مشروع، و أن هذه القرارات تعبر عن رصيد لا بد من الاستفادة منه في المحافل الدولية و يجب عدم نسيانه و التجاوز عنه. و لفت الدكتور ناصر القدوة النظر أن المسألة لن تحسم في سبتمبر، لان الاجتماعات ستبدأ بالانعقاد في نهاية سبتمبر وستمتد الى شهر أكتوبر.
كما أشار الى العديد من الانجازات الدبلوماسية الفلسطينية، وعلى عمق الخبرة الفلسطينية في العمل الدبلوماسي و بشكل خاص في أروقة الأمم المتحدة، وأن هذه الخبرات يجب أن تتراكم وتستغل في عملية النضال الدبلوماسي، وأكد كذلك على أن الحضور الفلسطيني في الأمم المتحدة هو حضور تاريخي ومتجذر، مذكراً بخطاب الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1975 في الأمم المتحدة و الحضور الفلسطيني القوي الشبيه بحضور الدول العظمى. وأشار الدكتور القدوة الى أنه تم في الماضي العديد من المحاولات من قبل بعض الاطراف الدولية لوقف العمل الفلسطيني في الامم المتحدة، الا ان الطرف الفلسطيني رفض لأن السلام لم يحل بعد، وبالتالي لم يكن هناك أي مجال لتوقف العمل في اطار الامم المتحدة.
ولفت النظر كذلك الى وجوب عدم رفع التوقعات والاستعداد لسيناريوهات متعددة، وأكد على أن النضال الدبلوماسي هو نضال متجذر ويجب أن يستمر، و لكن في نفس الوقت، لا بد لهذا النضال أن يكون ضمن منظومة وطنية كاملة تعمل بشكل متكامل و ليس على حساب بعضها البعض.
وقدم الدكتور القدوة العديد من التوصيات منها ضرورة الموازنة بين الجهد على المستويين الدولي و المحلي، ضرورة وجود ترتيبات ملائمة في البيت الفلسطيني بالتزامن مع هذا التوجه، وأبرزها توحيد النظام السياسي، و العمل الجدي لانجاز الوحدة الوطنية، وتحقيق مصالحة تساوي استعادة وحدة الوطن بشكل حقيقي، واستعادة وحدة الجهاز البيروقراطي للسلطة، ودخول جميع مكونات الحقل السياسي الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية.
وشدد الدكتور القدوة على أن التحول من سلطة الى دولة له حيثيات واعتبارات أهمها مستوى العلاقة القانونية بكل العوامل و اللاعبين المحيطين بالدولة الوليدة، وأبرزها العلاقة مع اسرائيل، كما اشار الى ضرورة التفكير في مجموعة من الاجراءات الداخلية على المستوى الفلسطيني في حال الحصول على العضوية، حيث ستتحول السلطة الى حكومة دولة فلسطين، وحينئذ سيكون هناك العديد من الاسئلة التي لا بد من طرحها وأهمها تلك المتعلقة بالوضع القانوني للدولة الجديدة، ووضع اتفاقية أوسلو، وماهية العلاقة بين حكومة فلسطين وإسرائيل، ووضع المستوطنين والعديد من القضايا الأخرى.
وأكد الدكتور القدوة على أنه لا بد من التمعن والتفكير ملياً في الاستحقاقات و العلاقات الجديدة مع كافة الاطراف و العناصر المحيطة، وضرورة العمل الجاد لتحقيق انجاز يعود بالنفع على الشعب الفلسطيني وقضيته، مشدداً على أهمية النضال الدبلوماسي و العمل الجاد على صعيد المحافل الدولية. كما أكد على ضرورة الاستعداد للسيناريوهات الاسرائيلية و ما قد يترتب على الخطوة الفلسطينية من مواقف و خطوات اسرائيلية على الأرض.