الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد الافطار...

نشر بتاريخ: 04/08/2011 ( آخر تحديث: 05/08/2011 الساعة: 08:51 )
يكتبها: عمر الجعفري

بعد ان تناولنا طعام الافطار وحمدنا الله سبحانه وتعالى على ما أعطانا من نعمة ، وباعتباري قد وعدت أم العيال بأن اصطحبها معي الى المدينة هي وحفيدي "عمرو" الذي يبلغ من العمر اربع سنوات ، باعتبار ان الشهر في بدايتة والراتب دخل الصراف الالي ذهبنا امس حتى نأكل جميعا الكنافة التي اصبحنا لا نقوى على شرائها لارتفاع سعرها بسبب ارتفاع سعر السكر الذي تجاوز في هذه الايام 4 شواقل وفق تسعيرة الوزارة الاقتصاد في البيان الذي حددت فيه الوزارة اسعار السلع الاساسية ، كما كنا قد وعدنا " عمرو " ان نشتري له بدلة رياضية باعتباره اول الاحفاد ودائما متواجد معنا في البيت ولان الطفل يحب الرياضة ودائما يركل الكرة في ردهات بيتنا.

اتجهنا ونحن لا نملك شيئا من المال سوى اجرة السيارة باعتبار ان الراتب قد نزل الى البنوك وسنسحب جزء من الراتب من الصراف الالي الذي سهل على الناس الكثيرا ، في الطريق كان "عمرو" كثير الاسئلة ، وهذا حال الاطفال ، كنا نجيبه على كل سؤال يطرحه ، ومن الاسئلة التي وجهها لنا ما لون البدلة التي ستشترونها لي؟

اجبت انا وجدته :سنرى ما هي الالوان الموجودة !
في النهاية سنشتري لك الليلة البدلة التي وعدناك بها في الشهر الماضي .

وفي سؤال اخر قال ممكن ان نشترى كرة؟
قلت: نعم.
وحتى اهرب من شراء كرة قدم بسبب سعرها المرتفع وخاصة ونحن في شهر رمضان المصاريف كثيرة ، قلت له : سنشتري لك كرة صغيرة تناسب عمرك.

كان "عمرو" سعيدا وام العيال كذلك ! فمن النادر ان نخرج معا بسبب ظروف عملي الذي يستمر لساعات طوال.

وصلنا الى البنك ووضعت البطاقة في الصراف الالي وانتظرت وبقيت منتظرا اكثر من دقيقيتين ولم تعود البطاقة ولم تعطينا الالة اذنا بمواصلة العملية، لم اعرف ماذا افعل !!! نظرت الى ام العيال ونظرت الي ، وأخذت اضغط على كل الازرار لاثبت لها انني أعرف على هذه الاله ولاثبت لحفيدي الصغير " عمرو " انني أجيد استخدام الماكنة ، وما هي الا لحظات وتخرج الفلوس .

مرت دقائق قليلة وإذا بأحد الاشخاص الواقفين يقول لي : " الماكنة سحبت البطاقة ولا تستطيع الان السحب !!!!"

نظرت الى ام العيال وهي نظرت الي، وقالت : ماذا ؟؟؟

قلت : الصراف الالي سحب البطاقة ولا يمكن اجراء عملية السحب...
قالت :كيف يحدث هذا ؟؟؟
قلت : هذا يحدث في البنوك ، ولكن المشكلة كيف سنقنع الطفل الصغير " عمرو " بأننا لا نستطيع الليلة شراء البدلة ؟؟؟

وتابعت حديثي قائلا : الانسان اقل ما نملك وكرامة الانسان ووقته ليست بالمهمة ولا حتى مشاعره .

وفي اليوم التالي حدثني زميل رياضي بعد ان حكيت له حكايتي مع ام العيال وعمرو الصراف الالي قائلا : وردتني برقية بوفاة قريب لي في الاردن فقررت الذهاب الى عمان في ساعات ما بعد الظهير وللسرعة قلت سأسحب بعض الاموال من اريحا وعندما وصلت الى هناك جرى معي ما جرى لك حيث سحب الصراف الالي البطاقة واضططرت يومها للعودة الى رام الله ولم اغادر الى عمان .

قلت الا يستطيع هؤلاء ان يرسلوا لنا رسالة قصيرة يشعروننا ان بطاقتنا اصبحت لاغية؟
الا يستطيع هؤلاء ان يرسلوا لنا رسالة يبلغونا فيها بضرورة تغيير البطاقة او استبدالها؟

أم ان ملايين الدنانير التي يربحونها سنويا منا ....... ستقل !!!!!!