زعيم يهودي أميركي: حماس جادة يمكن التفاوض معها.. وانا التقيت ممثل الحركة في بيروت بوساطة ضابط بريطاني
نشر بتاريخ: 15/10/2006 ( آخر تحديث: 15/10/2006 الساعة: 01:36 )
بيت لحم- معا- اتهم الزعيم اليهودي الأميركي هنري سيغمان، كلا من إدارة البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية، بالتهرب من تسوية الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، وبالتقاعس المقصود عن عمل أية خطوة جدية لتحقيق الرؤية التي كان طرحها الرئيس جورج بوش لإقامة دولتين للشعبين.
وابدى سيغمان، لصحيفة معاريف الإسرائيلية إحباطه مما يجري على ساحة الصراع في الشرق الأوسط، وقال :"هناك امكانية واقعية جدا لتحقيق سلام شامل لكن القيادتين الإسرائيلية والأميركية لا تبذلان جهدا لاغتنام الفرصة. والقضية الفلسطينية هي حجر الزاوية في هذا الصراع ولا يمكن تحقيق أي شيء من دون تسويتها".
وأضاف :"عندما تقول إسرائيل انه لا يوجد لها شريك مناسب لعملية السلام، فإنها تخدع الناس في إسرائيل وفي العالم. فالحقيقة أنه يوجد شريك فلسطيني جاهز هو الرئيس محمود عباس (أبو مازن). ولكن حتى قادة حماس يمكن اعتبارهم شركاء. فالصورة المأخوذة عنهم في الغرب ليست واقعية، صحيح أنهم لا يفكرون بطريقتنا ولديهم مفاهيم غريبة عنا، ولكن محاورتهم والتعامل معهم كشركاء، من شأنه أن يقرّبهم ويغيرهم نحو الاعتدال".
وانتقد سيغمان، ايضا الرئيس محمود عباس، على تقاعسه عن تطبيق الإصلاحات، وانتقد إصرار التنظيمات الفلسطينية على تنفيذ عمليات تفجير قائلاً:" إن هذه ليست العائق الوحيد أمام السلام".
وأضاف عندما فازت حماس بقيادة السلطة الفلسطينية فرح قادة الحكم في إسرائيل واعتبروها هدية من السماء. فقد رأوا في هذا الفوز بداية انهيار للتأييد الدولي للقضية الفلسطينية. "أنا أيضا رأيت في حماس عورة خطيرة ولم أقبل اللقاء بهم، ورفضت كل محاولاتهم للقائي".
وأوضح أن حماس توجهت إليه بطلب اللقاء بواسطة ضابط مخابرات بريطاني سابق، هو اليستر بروك، فأجاب انه لن يعقد لقاء معهم إلا إذا تخلوا عن الإرهاب.
وروى سيجمان انه بعد أن استمع إلى تصريح ممثل حماس في لبنان، أسامة حمدان، حول الاستعداد لهدنة مع إسرائيل لعشر سنوات قرر تغيير موقفه ولقاء قادة حماس. وحضر إلى إسرائيل لكي يشاور الإسرائيليين وهو في طريقه إلى بيروت للقاء حمدان. لكن في نفس يوم وصوله وقعت عملية تفجير فقرر إلغاء اللقاء.
ونفى أعضاء حماس قيامهم تلك العملية بالذات، وأشاروا إلى أنها من نتاج "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح" فلم يقتنع. وانتظر عدة شهور أخرى تواصلت خلالها الوساطة بينه وبين حماس عن طريق ضابط المخابرات البريطاني، حتى وافق أخيرا والتقاهم في بيروت.
وقال سيغمان، انه خرج بانطباع أن حماس هي حركة جادة، وقادتها ليسوا مصابين بالتطرف الأعمى وليسوا حاقدين، وبالامكان الدخول معهم في مفاوضات جادة من أجل تحقيق السلام.
وأكد أن الأساس المناسب لمثل هذا السلام هي مبادرة السلام العربية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حينما كان ولي العهد في السعودية.
واختتم سيجمان بالقول إن هناك عددا كبيرا من كبار موظفي وزارة الخارجية الأميركية يريدون دفع عجلة السلام في الشرق الأوسط، باعتبار أن ذلك يخدم مصلحة الولايات المتحدة. لكن البيت الأبيض من جهة والوزيرة كوندوليزا رايس من جهة ثانية يعرقلان هذه الجهود. والموظفون المذكورون لا يجرؤون على الاعتراض خوفا على مناصبهم.
يذكر ان سيجمان (75 عاما)، هو أحد أبرز القادة اليهود في الولايات المتحدة. فقد شغل منصب رئيس المؤتمر اليهودي الأميركي مدة 20 سنة، وعمل في الإدارة الأميركية في عدة مناصب، ويشغل حاليا منصب عضو المجلس الأميركي للسياسة الخارجية.
لكن قادة المنظمات اليهودية الأميركية ينتقدونه، بسبب مواقفه المستقلة وحماسه الشديد لعملية السلام، ورغم ذلك يحظى سيجمان بمكانة محترمة لدى العديد من القادة السياسيين في العالم، وله علاقات جيدة مع العديد من المسؤولين العرب .
وقام بقيادة أول وفد من يهود الولايات المتحدة لزيارة السعودية قبل عدة سنوات. وقال في تلك الزيارة إن حكومات إسرائيل منذ ما بعد زمن اسحق رابين يتهربون من عملية السلام، وهم يحسبون أن المماطلة في العملية ستدفع الفلسطينيين إلى اليأس، وتزيدهم تطرفا وبذلك يفقدون التأييد العالمي، فتسقط قضيتهم ويستمر الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية المحتلة.