الاسيرة الجيوسي: زمن الحرية أقوى من زمن السجن وحسابات الجلادين

رام الله- معا- نشرت وزارة شؤون الأسرى والمحررين نص رسالة التي وجهتها الأسيرة الفلسطينية دعاء زياد جيوسي (30 عاما) المعتقلة في سجن الدامون منذ تاريخ 6/6/2001 والمحكومة بالسجن 3 مؤبدات، الى والدتها بمناسبة مرور 10 سنوات على اعتقالها.

وفيما يلي نص الرسالة:
لقد كان من الصعب علي أن أخط لك رسالة هذه المرة وأنا أعلم أن هذه الفترة ربما تكون قاسية عليك، لأنك تعدين الأيام وكأنك أنت داخل السجن ولست أنا.

أمي: بدخولي العام العاشر في السجن، لا أستطيع إلا أن أشكرك وأنحني إكبارا لك، فأنت من أرضعتني حليب العزة والكرامة، وأنت من أنشاني على حب فلسطين وكره الأعداء.

أنا اعلم أن فراقك لي قاس وصعب، وأعلم أنك أمي الغالية، ولكني عندما وضعتك في كفه، ووضعت فلسطين بالأخرى وجدت كفتها قد رجحت ووجدت أن نداء الواجب قد حان.

وها أنا أدخل عامي العاشر، ولم ولن أندم، واقسم لك يا والدتي لو أن الزمن قد عاد بي للوراء لم أكن لأختار غير هذا الطريق، ولن أسلك غير هذا الدرب، فزمن الحرية يا والدتي أقوى من زمن السجن وحسابات الجلادين.

أنا أعلم انك لن تجدي العزاء والمواساة بكلماتي كما اعتدت أن أخطابك دائما، ولكنني هذه المرة أردت أن أشحذ عزيمتك ، أردت أن لا أسمع رجفة صوتك ولا غصته، أردتك أن تكوني أمي التي عرفتها صامدة قوية كزيتون فلسطين وأرز لبنان الشامخ.

أمي: أردت أن أخاطب من خلالك أمهات فلسطين جميعا لأقول لهن: منكن نحيا ونستمد الأمل، وبكن نكسب ونواصل العطاء، فصوت أمهاتنا، أمهات الشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين يقوينا ويبعث فينا الأمل.

أمي: الاحتلال حتما الى زوال وتحرير الأسرى قريب بإرادة شعبنا ودعاء أمهاتنا الصامدات، وسيكون اللقاء القادم حتما على أرض فلسطين، وفي رحاب بيتنا في مدينة طولكرم.