الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نادي شعفاط.. يرى النور أخيراً

نشر بتاريخ: 11/08/2011 ( آخر تحديث: 11/08/2011 الساعة: 12:15 )
بقلم: اياد عودة الله

عندما تكون الرياضة وسيلة وليست غاية وتنظيم الفعالية مشاركة لا اشراكاً، تتكاتف جهود الجميع في اخراج العمل الى أقصى حدود الابداع والنجاح ويتحقق الهدف المنشود، كلمات لا تزال ترنم في اذني عندما سمعتها من الاداري الخلوق في نادي الموظفين الشقيق السيد موسى الخرس، واختزلها الشباب دوماً في ذاكرتهم كقاعدة أساسية قاموا بتطبيقها ، استلهموا الغد بأمل مبعثر البسمات، لينتجوا في النهاية مولوداً جديداً في الساحة المقدسية محاطاً بغلاف قانوني له هوية وعنوان سمي بنادي شعفاط، هذه المؤسسة التي بقيت لفترة طويلة دون كينونة أو نشاط الى أن اجتهد ذلك الشباب منذ سنتين ونيف وتمخضت جهودهم بايجاد مقر لها واجراء انتخابات ادارية لأول مرة منذ ثلاثة عقود ،مع كم من النشاطات المتنوعة خلال تلك الفترة لاقت استحساناً كبيراً في ظل الامكانيات والظروف الصعبة التي واكبتها ، في مسيرة قدمت نموذجاً يحتذى به للشباب المقدسي ، وأثبتت أن القدس لا تزال عامرة بأهلها ، في بلدة تعتبر من أجمل وأرقى البلدات الواقعة على بعد 4 كيلومترات شمالي القدس وبتعداد سكاني يصل الى بضع وعشرين الف نسمة .

مسيرة كان البعض يراهن على فشلها محتجاً بأخرى سبقتها كانت تخمد في مهدها ، أو بيد مبادريها ، أو يرقبها بعيون مفتوحة لكنها بلا يقين، متعللين بقساوة الظروف وصعوبتها ، لكن هؤلاء الشباب أبوا الا أن يكملوها حتى تصل بر الأمان ، بعيداً كل البعد عن أدنى الأطر العرقية و التنظيمية أو أي صفة كانت ، بل ان الأهم أنها كانت شبابية بحتة ، وربما تعد من أصغر ادارات الأندية سناً في الوطن،فالشباب هم الأقدر على العطاء ، حين تجتمع الطاقة مع الحماسة ملفوفة بالتريث والحذر ،هذا مع عدم اغفال دور الخبرة والتجربة عند الكبار ،ولم يعد من المقبول أبداً أن يجثم مسؤول على صدر مؤسسة ويتوهم أنه صاحب ابداعات وانجازات ومرجعية الفقه والقانون ومحور الكينونة الرياضية من حيث تبدأ من قدميه وتنتهي قرب أنفه المزكوم بالماضي المفلس ، والتوقف عند الامجاد ومن ثم الوقوف التام عندها بات ديباجة قديمة سئمها الجميع ، وهذا ما أثبته الحراك الشبابي العربي الذي غير من واقع المنطقة بأسرها .

والأهم الآن أن تستمر هذه الكتلة الشبابية في نشاطاتها دون التفات الى الوراء ، وأن تأخذ باتجاه توسيع الدائرة لتشمل قطاعات ومساحات اكبر، ملتزمة بأبجديات العمل المسؤول والمؤسساتي والنظامي ، لتضيئ نجوماً وفراقد مقدسية أخرى على هذه الأرض المباركة .