الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد الإفطار...

نشر بتاريخ: 11/08/2011 ( آخر تحديث: 11/08/2011 الساعة: 21:19 )
يكتبها : عمر الجعفري

زكريا داوود.. العديد من الرياضيين يعرفون هذا اللاعب الذي صال وجال في الملاعب الفلسطينية في تسعينات القرن الماضي وبدايات هذا القرن، فقد كان اللاعب الاميز والانزك في خط الهجوم، ارتدى قميص فريق بلدته الخضر ولم يقبل أن يرتدي قميصا أخر بالرغم من كل محاولات الإغراء بالأموال أو غيرها من المكاسب التي يمكن ان يأخذها لاعب من أمثال زكريا.

وزكريا من عائلة رياضية خضرية "أبا عن جد" كما يقولون باللغة العامية، فمعظم أشقاء زكريا كانوا من ابرز لاعبي كرة القدم في فريق الخضر كما أنهم من كبار مشجعي الفريق الخضري واذكر هنا على سبيل المثال اللاعب وصخرة الدفاع سليمان داوود الذي لعب لسنوات طوال وبعد أن تقدم به السن اضطر للانتقال إلى العمل الإداري واليوم نجد ابنه احمد يجدد العهد فهو بالرغم من صغر سنه إلا أن صيته ذاع في كل البلاد.

زكريا لاعب مميز صاحب أخلاق عالية امتلك مهارات فردية عالية حاور وناور وسجل أكثر من هدف وخاصة في الدقائق القاتلة، زكريا لاعب هابه حراس المرمى.

قبل ما يقارب 9 سنوات حاصرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال بلدة الخضر وكان هدفها لاعبنا بحجة تدبيره انفجارا على الشارع الالتفافي وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما قضى منها حتى الان 9 سنوات وبالرغم من عتمة السجن وظلم السجان الا ان زكريا لم ينسى بلدة الخضر ولا فريقها ولا أهلها فبقي على اتصال دائم يسدي نصائحه في العديد من القضايا التي تعرض لها ناديه، دافعه في ذلك حبه للرياضة ومصلحة الرياضيين.

كم كان ألمي شديدا عندما قرأت يوم أمس ان لاعبنا ومناضلنا زكريا أصيب بمرض نقل على أثره إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع واليوم اتصلت لأطمئن على حاله بالزميل حسن عبد ربه الناطق الإعلامي لوزارة الأسرى وكان اتصالي في حدود الساعة الخامسة مساء، فقال: إن وزير الأسرى أجرى اتصالاته اليوم وأرسل محامية لزيارته وهي ألان موجودة عنده حتى تنقل لنا صورة وضعه الصحي.

ومن هنا نحن نصلي أن يحفظ الله لنا اللاعب والمناضل والإنسان زكريا ان يحفظه من كل سوء وأتمنى أن نراه في الأيام القادمة بيننا شافيا معافى.
أدعوا معي ان الله مجيب الدعاء.