الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

داني روبن شتاين في هأرتس: الفلسطينيون يقفون على اعتاب انتفاضة ثالثة

نشر بتاريخ: 16/10/2006 ( آخر تحديث: 16/10/2006 الساعة: 16:17 )
بيت لحم -معا- توقع الكاتب الاسرائيلي داني روبن شتاين في مقال نشرته صحيفة هارتس الاسرائيلية اليوم ان تشهد الاراضي الفلسطينية انتفاضة ثالثة في ضوء حالة الاحتقان التي تشهدها هذه الايام.

وووصف الكاتب منع الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين من الوصول الى اماكنهم الدينية في المدينة المقدسة بالتمييز العنصري .

وفيما يلي نص المقال:

ام المسجد الاقصى الجمعة الثالثة من رمضان المبارك اكثر من مئتي الف مصلي اغلبهم من النساء لعدم فرض اسرائيل اية قيود على دخول النساء من الضفة الغربية الى القدس عكس الرجال الذين اشترط دخولهم ببلوغهم الاربعين مما يشكل اكبر تجمع للمسلمين في هذا المكان المقدس منذ سنوات .

تصادم المئات من الشبان الراغبين في اداء الصلاة مع قوات الجيش والشرطة التي واجهتم على معابر القدس بالقوة لمنعهم من دخول المدينة المقدسة عدا عن الالاف منهم الذين اجبروا على اداء صلاتهم في الشوارع المحيطة بالبلدة القديمة وامام بواباتها وقد احتلت صور السجود الركع في شارع السلطان سليمان شاشات التلفزة العربية والاسلامية والفلسطينية .

وتشهد الايام القادمة الكثير من المناسبات الدينية المرتبطة بشهر رمضان منها ليلة القدر الليلة التي تجلى فيها القرأن والتي تحل ذكراها ليلة الاربعاء وصباح الخميس القادم وكذلك حلول الجمعة اليتيمة اي اخر ايام الجمع الرمضانية ومن ثم عيد الفطر خاتم الصيام والمناسبات المرتبطة به ما يعني سيلا من المصلين وهنا التساؤل الهام والضروري هل نحن مقبلون خلال الايام القادمة على موجه جديدة من الصدامات ؟ .

من الصعب الاجابة على هذا السؤال والادعاء بالمعرفة لكن الاكيد ان المجتمع الفلسطيني نحا خلال الفترة السابقة باتجاه مزيد من التدين وحقيقة منع اسرائيل للمسلمين والمسيحين من سكان الضفة الغربية دخول القدس واداء صلواتهم وشعائرهم الدينية بشكل حر تستفز الشعب الفلسطيني وتشعره بالضيق ومن الصعب وصف المنع الاسرائيلي بغير التمييز الديني ضد الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين ، ووصف قاضي القضاة تيسير التميمي لصورة الاوضاع بالحصار الديني على القدس لم يحرك ساكنا في حكومة اسرائيل ولم يترك اثرا على سياستها .

ومن يرجع الى صحف شهر اب من عام 1969 يرى ان ردة الفعل على اقدام شاب استرالي باحراق المسجد الاقصى لم تكن عنيفة لا داخل الاراضي المحتلة ولا في الدول العربية والاسلامية لكن الامور اختلفت منذ نلك الوقت حيث تكفي رسوم كريكاتورية مسيئة للنبي محمد لاشعال غضب المسلمين في ارجاء المعمورة وكانت الاراضي الفلسطينية المسرح الوحيد او واحدا من بين مسارح قليلة شهدت احراق كنائس على خلفية تفوهات بابا الفاتيكان ضد الاسلام .

ما يهمنا في هذا الشأن هو البعد السياسي حيث حركة حماس التي نتجت عن تعزز دور الاسلام تجد نفسها محشورة في الزاوية ويقوم قادتها ببث الرسائل والرموز وحتى التهديدات باستئناف اعمال العنف حيث اكد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية خلال صلاة الجمعة في خان يونس على حق الشعب الفلسطيني بالنضال ضد الاحتلال وحماية ارضه ومقدساته معتبرا هذا النوع من النضال بعيدا عن الارهاب الذي تمثله سياسة القتل اليومي التي تقوم بها قوات الاحتلال والحصار والتجويع المفروض على الشعب الفلسطيني .

ويتحدث قادة حمساويون اخرون بشكل اوضح واكثر جلاء من هنية عن المفاجأت التي تعدها حماس لاسرائيل وقوات الاحتلال .

فسعيد صيام وبعض كبار الحركة يزورون هذه الايام دمشق وطهران ويتحدثون مع مسؤولي العاصمتين حول مواضيع الامن حسب مصادر فلسطينية كون زعماء حماس المقاطعون عالميا وعريبا وجدوا انفسهم مدفوعين الى زاوية دمشق طهران ولا نعتقد انهم يتحدثون هناك عن جدوى وضرورة الاعتراف باسرائيل وانما يتحدثون عن خيارات استئناف النضال والكفاح المسلح .

ويكفي ان نتابع التصعيد العسكري في قطاع غزة لنرى ان وقف اطلاق النار بين حماس واسرائيل في طريقه الى الزوال والرئيس الفلسطيني محمود عباس اليائس من اقامة حكومة الوحدة الوطنية لا يملك من امره شيئا سوى مراقبة سيناريو الاحداث بلا حول ولا قوة وقد تفجر الاحداث القادمة انتفاضة جديدة وقد لاتفجرلكن المؤكد هو وضوح مسار المواجهة .

داني روبن شتاين - هأرتس