بعد الافطار ...
نشر بتاريخ: 12/08/2011 ( آخر تحديث: 13/08/2011 الساعة: 07:03 )
يكتبها: عمر الجعفري
في الاطلالة الاولى من مقالتنا اليومية الرمضانية "بعد الافطار ..." حذرنا من النهج غير المنطقي الذي يسلكه بعض اللاعبين اتجاه الاندية حتى ان بعضهم اعتبر عملية الرقص على حبلين أو أكثر هي عملية فهلوة سيجني من خلالها اللاعب المال الوفير، فيما اعتقد بعضهم ان المسألة تدل على حداقة وجدعنه.
فالمتابع للوضع الرياضي يفاجأ اليوم بحجم هذه الظاهرة ومدى انتشارها فقد تجد لاعبا طالب ناديه بالاستغناء عن خدماته بحجة انه لا يحتمل الاوضاع ولم يعد له مكان في التشكيلة وتفاجأ في اليوم التالي ان هذا اللاعب جدد عقده مع نفس النادي وعندما تأتي الكاميرا للتصوير يبتسم ابتسامة عريضة ويأخذ في تقبيل "تبويس" كل من حولة، وفي مثال اخر قد تجد لاعبا ترك ناديه ووقع لمصلحة فريق اخر وقبل ان يجف حبر التوقيع يعود مرة اخرى الى ناديه الاول، وفي مشهد ثالث نجد ان لاعبا يوقع لفريق ويعد فتره يزعل "يحرد" اللاعب ومن ثم تبدأ عمليات الابتزاز مرة اخرى خاصة اذا كان هذا اللاعب حارس مرمى او يلعب في مركز لا يوجد له في فريقه بديل وأمثلة كثيرة وكثيرة جدا حتى اننا وقفنا عاجزين عن تفسير هذه الامور.
بالمقابل لاحظنا بعض مسؤولي الاندية لجأوا الى طرق غير منطقية في اقناع بعض اللاعبين في التسجيل لانديتهم وهم يعرفون ان هؤلاء اللاعبين مسجلين بطرق رسمية وقانونية في فرق اخرى، وشكل اخر من ممارسات بعض الادارين ان بعضهم لم يوفي للاعب بالتزاماته ومن هنا هرب العديد من اللاعبين اتجاه اندية اخرى، واحمل بعض ادارات الاندية المسؤولية عن خلق هذه الحالة ومنطقهم في ذلك الغاية تبرر الوسيلة، فهمهم انديتهم بغض النظر عن الطريقة للوصول الى هذا اللاعب او تلك.
من الملاحظ ان العديد من اللاعبين الفلسطينيين فسخوا عقودهم مع انديتهم او طالبوا بفسخ العقود اما بالتراضي او بالتخجيل الذي تمارسه بعض الجاهات او رجال الخير وحتى بطرق اخرى، وهذا خلق حالة من عدم الرضى والبلبلة في الشارع الرياضي وانعكس بالسلب على علاقات الجمهور ببعضه وادارات الاندية وما يدور الان في المنتديات الرياضية وعلى الفيسبوك من اتهامات خير دليل على ذلك.
ان حالة الارباك التي خلقتها هذه التصرفات خلقت شرخا في العلاقة ليس من السهل علاجه وافسدت ما بنيناه من علاقة مميزة بين ابناء الشعب الواحد ونحن هنا نطالب كافة المسؤوليين الى الوقوف امام هذه الظواهر المقلقة والتي زادت عن حدها حتى تبقى علاقاتنا فوق مستوى الاتهامات فنحن احوج الناس الى الوحدة والتراص والتعاضد في ظل الظروف التي نعيشها.
كما ان عمليات الخداع التي مارسها بعض اللاعبين وعملية الرقص على حبلين لن تجدي نفعا فقد تحل المشكلة في هذا الموسم الا ان مخططاتهم في المواسم القادمة ستكون مكشوفة وستكون اوراقهم في المستقبل "محروقه" ومخططاتهم لن تنطلي على احد "فقد تستطيع ان تخدع يعض الناس بعض الوقت ولكنك لا تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت".