أوباما بافطار رمضاني: الاسلام شكل دوما جزءا من العائلة الامريكية
نشر بتاريخ: 12/08/2011 ( آخر تحديث: 12/08/2011 الساعة: 18:39 )
واشطن - معا - قال الرئيس الامريكي باراك اوباما في كلمته خلال حفل الافطار الرمضاني الذي نظمه في البيت الابيض، ان الإسلام شكّل دائماً جزءا من عائلتنا الأمريكية، حيث ساهم الأمريكيون المسلمون منذ أمد بعيد في قوة وطبيعة بلادنا، في جميع مناحي الحياة، وهذا ينطبق بشكل خاص على السنوات العشر الماضية.
وجاء النص الحرفي لكلمة اوباما كما يلي والتي تلقت "معا" نسخة منها:
"أسعدتم مساء جميعاً، وأهلاً ومرحباً بكم في البيت الأبيض. تشكل هذه المناسبة التي نقيمها هذا المساء جزءاً من تقاليد غنية وعريقة هنا في البيت الأبيض حيث يجري الاحتفال بالأيام المقدسة لدى العديد من الأديان وبالتنوع الذي يجسد ويحدد هويتنا كدولة. لذلك فإن هذه الاحتفالات هي أميركية جوهرية – أناس من أتباع ديانات مختلفة يجتمعون معا، بتواضع تام أمام خالقنا، لإعادة تأكيد التزاماتنا تجاه بعضنا البعض، لأننا بغض النظر عمن نحن، أو كيف نصلي، فإننا جميعا مخلوقات إله محب.
والآن، في هذه السنة، يصادف شهر رمضان بكامله في شهر آب/أغسطس، وهذا يعني أن الأيام طويلة، والطقس حار، وانتم جياع لذلك سوف أوجز.
أود أن أرحب بأعضاء السلك الدبلوماسي الموجودين هنا، وبأعضاء الكونغرس، بمن فيهم العضوان المسلمان في الكونغرس الأميركي- كيث أليسون وأندريه كارسون، وبالقادة والمسؤولين من مختلف فروع حكومتي. أشكركم جميعاً على وجودكم هنا.
بالنسبة للملايين من الأميركيين المسلمين في ربوع الولايات المتحدة – وبالنسبة لما يربو على بليون مسلم حول العالم- فإن شهر رمضان هو وقت للتأمل ووقت للعبادة. إنه يشكل فرصة للاجتماع مع أفراد العائلة والأصدقاء للاحتفال بعقيدة معروفة بتنوع أتباعها والتزامها بالعدالة والكرامة لجميع البشر. وهكذا أتمنى لكم ولعائلاتكم، رمضانا كريما.
يذكرنا هذا المساء بالتعاليم الخالدة لدين عظيم وبالقوة الدائمة لأمة عظيمة. وشأنه شأن الكثير من الديانات، يشكّل الإسلام دائماً جزءا من عائلتنا الأميركية، حيث ساهم الأميركيون المسلمون منذ أمد بعيد في قوة وطبيعة بلادنا، في جميع مناحي الحياة. وهذا ينطبق بشكل خاص على السنوات العشر الماضية.
سوف نحتفل بعد شهر بالذكرى السنوية العاشرة لتلك الهجمات الفظيعة التي ألحقت ألماً كبيراً في قلوبنا. وستشكل هذه المناسبة فرصة لتكريم جميع الذين فقدناهم، والعائلات التي لا تزل تحمل ارثهم، والأبطال الذين هبوا للمساعدة في ذلك اليوم وجميع الذين عملوا في سبيل المحافظة على سلامتنا على مدى عقد صعب من الزمن. وفي هذا المساء، من الجدير أن نتذكر أن هؤلاء الأميركيين كانوا من العديد من الأديان والخلفيات المختلفة، بمن فيهم الأميركيون المسلمون الفخورون والوطنيون.
كان الأميركيون المسلمون من بين المسافرين الأبرياء على تلك الطائرات، بمن فيهم زوجان شابان كانا يتطلعان بأمل إلى ولادة طفلهما الأول. وكان من بينهم عمال في برجي مركز التجارة العالمي- أميركيون بالولادة وأميركيون باختيارهم، مهاجرون عبروا المحيطات لمنح أبنائهم حياة أفضل. كانوا طهاة وندلاء، كما كانوا أيضا محللين ومسؤولين تنفيذيين.
هناك، في البرجين اللذين كانوا يعملون بهما، كانوا يجتمعون معاً لأداء الصلاة وتناول وجبة الإفطار. كانوا يتطلعون إلى المستقبل – الزواج، إرسال أبنائهم إلى الجامعة، التمتع بتقاعد اكتسبوه عن جدارة. ولكنهم خُطفوا منا في وقت مبكر جدا. واليوم، لازالت ذكراهم حية في محبة أسرهم وذويهم وفي وطن لن ينساهم أبداً. وفي هذه الليلة، نشعر بتواضع عظيم لأن تنضم إلينا بعض من هذه العائلات التي فقدت أحباءها في 11 أيلول/سبتمبر، وأود أن أطلب منهم الوقوف للتعريف عن أنفسهم، من فضلكم.
كان الأميركيون المسلمون من أوائل من استجاب للنجدة- المتدرب السابق في الشرطة الذي هرع إلى موقع الحادث للمساعدة ومن ثم فُقد عندما انهار البرجان من حوله، وعناصر فريق الطوارئ الطبي الذين أجلوا العديد من الناس إلى بر الأمان، والممرضة التي اعتنت بعدد كبير من الضحايا، وضابط البحرية في البنتاغون الذي هرع داخل النيران وسحب المصابين إلى بر الآمان. وبمناسبة هذه الذكرى العاشرة، إننا نكرم هؤلاء الرجال والنساء لما هم عليه – أبطال أميركيون.
ولا تدعونا ننسى أنه في كل يوم من هذه السنوات العشر الماضية ساعد الأميركيون المسلمون في حماية مجتمعاتنا من خلال عملهم كعناصر شرطة وكرجال إطفاء، بما في ذلك بعض المجتمعين معنا الليلة. وعبر حكومتنا الفدرالية بأجملها، يحافظون على أمننا الوطني، ويوجهون جهودنا في مجال الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، ويتمسكون بالحقوق المدنية والحريات المدنية العائدة لجميع الأميركيين. وهكذا ليس هناك أي مجال للخطأ، فالأميركيون المسلمون يساعدون في المحافظة على سلامتنا.
ونرى هذا في شجاعة خدمة رجالنا ونسائنا في القوات المسلحة، بما في ذلك الآلاف من الأميركيين المسلمين. وفي زمن الحرب، تطوعوا، رغم علمهم بأنهم قد يرسلون إلى أماكن محفوفة بالمخاطر. يأتي الجنود المنتسبون إلى قواتنا المسلحة من كل حدب وصوب في ربوع بلادنا، ومن مختلف الخلفيات والمعتقدات. لكنهم يلتقون معاً في كل يوم وينجحون معاً، كفريق أميركي واحد.
خلال السنوات العشر الصعبة من الحرب، خدم جنودنا بتميز وشرف. وقدّم بعضهم التضحية الكبرى، ومن بينهم الأخصائي في الجيش كريم خان. دفعته أحداث 11 أيلول/سبتمبر إلى القيام بخدمة بلاده فضحى بحياته في العراق وهو يرقد الآن مع رفاقه الأبطال في مقبرة آرلينغتون. ونحن نشكر والدة كريم، الشيبة، على حضورها إلى هنا مرة أخرى في هذه الليلة. (تصفيق). ومثل كريم، اكتسب هذا الجيل مكانة له في التاريخ، وأود أن أطلب من جميع أبناء قواتنا المسلحة الموجودين هنا في هذه الليلة – أعضاء جيل 11/9 – الوقوف وقبول الشكر من إخواننا الأميركيين.
يتعين علينا أن نسأل أنفسنا، في هذه السنة وفي كل سنة: كيف نكِّرم هؤلاء الوطنيين – الذين قضوا والذين خدموا؟ وفي موسم الذكرى هذه، يكون الجواب هو نفسه كما كان في أيلول/سبتمبر منذ عشر سنوات. يجب أن نجسد أميركا التي عاشوا وماتوا من أجلها، أميركا التي ضحوا في سبيلها.
أميركا التي لا تتسامح ببساطة فحسب مع الناس من مختلف الخلفيات والمعتقدات، بل أميركا التي تزيد من ثرائنا من خلال تنوعنا. أميركا التي نعامل فيها بعضنا البعض باحترام وكرامة، ونتذكر بأنه لا توجد هنا في الولايات المتحدة كلمة "هم" أو "نحن"، وإنما كلمة "نحن" وحسب. أميركا التي لا يتم فيها حرياتنا وحقوقنا الأساسية التي لا يمكن التنازل عنها وحسب، بل أيضا تتجدد وتتحدث باستمرار- ومن بينها حق كل إنسان في العبادة كما يشاء. أميركا التي تقف إلى جانب مناصرة الكرامة وحقوق الناس في جميع أنحاء العالم، سواء كان شابا يطالب بالحرية في الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا، أو طفلا جائعا في القرن الأفريقي، حيث نعمل على إنقاذ الأرواح.
وبعبارات بسيطة، يجب أن نجسد أميركا التي تتقدم إلى الأمام كعائلة واحدة، مثلها مثل الأجيال التي سبقتنا، نتكاتف معا في الأوقات العصيبة، ونظل أوفياء لقيمنا الجوهرية نظهر مجددا حتى أقوى من ذي قبل. هذا هو ما نحن عليه، وهذا هو ما يجب أن نكون عليه دائما.
في هذه الليلة، ومع اقترابنا من الذكرى الحزينة، لا أستطيع أن أتخيل أمنية أكثر ملاءمة من هذه لدولتنا. فليبارككم الله جميعاً، وليبارك الله الولايات المتحدة الأميركية. وشكرا لكم".